فشلت شركة (سبيس اكس) في جعل صاروخها القابل لإعادة الاستخدام يهبط على البارجة الروبوتية العائمة في المحيط الهادي يوم الاحد، وذلك بعد مرور أقل من شهر من تمكن شركة (ايلون موسك) للرحلات الفضائية الخاصة من صناعة التاريخ وجعل المرحلة الأولى من صاروخها تهبط على أرض صلبة.
أطلقت الشركة صاروخ فالكون 9 من قاعدة فاندنبرج الجوية بالقرب من لوس انجلوس، في تمام الساعة 10:42، وكان الهدف من إطلاقه هو إيصال القمر الصناعي (جيسون-3) إلى المدار نيابة عن وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
فالكون 9 عاد إلى الأرض بعد فترة ليست بطويلة من إقلاعه، حيث بدأت نفثاته بالإنطلاق لإبطاء هبوطه من السماء، حتى وصل إلى البارجة وهبط هبوطاً وصفه المهندسون في سبيس اكس على أنه “هبوط عنيف”، وهذا أدى إلى كسر ساق الهبوط التي تتصل مع منصة الهبوط.
كانت (سبيس اكس) قد حاولت جعل صاروخ بطول 157 قدماً يهبط في البحر عدة مرات في العام الماضي، ولكنها لم تنجح حتى الآن، حيث انفجر الصاروخ الأول بسبب حدوث خلل في الدعامة الحديدية في حين أن هذا الصاروخ الأخير إنقلب فوراً بعيد سقوطه لينفجر.
في ديسمبر تمكنت الشركة من جعل صاروخ يهبط على الأرض، وهو إنجاز لم تتمكن من تحقيقيه سوى شركة خاصة أخرى فقط حتى الآن، وهي شركة (Blue Origin)، التي استطاعت جعل صاروخها (New Shepherd) يهبط بسلام في تكساس في شهر تشرين الثاني الماضي، وحالياً يأمل كل من (موسك) و(جيف بيزوس)، الملياردير الذي يملك أمازون ومالك شركة (Blue Origin)، أن تحدث هذه الحادثة ثورة في الرحلات الفضائية، حيث أن الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام من شأنها أن تقلل بشكل كبير من تكاليف البعثات الفضائية.
قد يكون الموج الهائج لذي وصل إرتفاعه إلى 12-15 قدم، هو ما جعل من هبوط الصاروخ أكثر صعوبة من المعتاد، ويأمل (موسك) أن ينجح في جعل الهبوط يحدث على بارجة روبوتية في البحر لأن هذا من شأنه أن يوفر الكثير من الوقود، ويبعد أماكن الهبوط عن المكان الذي يعمل فيه ويعيش فيه البشر بالعادة.
تبعاً لما أشار إليه (موسك) في تغريدة له على التويتر، فمن المؤكد أن هناك صعوبة كبيرة في جعل الصاروخ يهبط على متن سفينة، فالمنطقة المستهدفة صغيرة، فضلاً عن أنها تتأرجح وتدور.
ولكن هذا لم يكن السبب خلف فشل هبوط الصاروخ، كون سرعة الهبوط كانت جيدة، ولكن ما حدث هو أن مزلاج تأمين المحطة لم يلتقطها، لذلك انقلب الصاروح بعد الهبوط.
الجدير بالذكر أنه كان قد تم تصميم القمر الصناعي (جيسون-3)، الذي أطلقه فالكون 9 مؤخراً، لقياس تغيرات مستوى سطح البحر والتغيرات في تضاريس المحيطات، مما يساعد في الحصول على توقعات أفضل للأعاصير والطقس غير المستقر، ومن المقرر أن يتابع هذا القمر الصناعي مهمة كانت قد بدأت منذ عام 1992 واستمرت حتى الآن دون انقطاع.