قام علماء بريطانيون بتحديد مجموعة تضم 10 بروتينات موجودة في الدم، يعتقد بأن بمقدورها التنبؤ إن كان الشخص معرضاً للاصابة بمرض الزهايمر في المستقبل، وقد اعتبروا هذا الاكتشاف بمثابة خطوة مهمة لتطوير الاختبارات الخاصة بالأمراض العقلية الغير قابلة للشفاء، حيث أشار العلماء إلى أنه يمكن استخدام هذه الاختبارات مبدئياً لاختيار المرضى الذين سيتم اخضاعهم لتجارب سريرية من أجل اختبار فعالية الأدوية التجريبية التي تسعى لوقف تطور مرض الزهايمر، على أمل أن يتم استخدام هذه العلاجات يوماً ما كعلاجات روتينية في العيادات الطبية.
يبدأ مرض الزهايمر بالتأثير على الدماغ قبل أن يتم تشخيصه بسنوات عديدة، ولذلك كانت معظم الأدوية التي يتم وصفها للمرضى تفشل في تحقيق الهدف المرجو منها، لأنه في الوقت الذي يتم فيه علاج المريض عن طريق الأدوية يكون الدماغ قد تضرر بالفعل بشكل كبير، أما باستخدام اختبار الدم البسيط، فمن الممكن تحديد المرضى في مراحل مبكرة، وبذلك يمكن للمرضى المستقبليين المشاركة في إجراء التجارب الجديدة التي تستهدف تطوير علاجات لمرض الزهايمر.
على مدى السنوات الـ 15 الماضية، فشل أكثر من 100 دواء تجريبي لمرض الزهايمر في تحقيق الهدف المرجو منه، وذلك يعود بحسب اعتقاد الخبراء إلى أن هذاالعلاج يأتي دوماً متأخراً للغاية، بعد أن تكون حالة المريض قد تطورت كثيراً، أما الاختبار التنبؤي الجديد، فإنه يكشف الحالة المرضية قبل تطورها إلى مراحل متقدمة، وهذا يساعد الباحثين على اختيار الأشخاص المناسبين لإجراء الاختبارات الدوائية عليهم قبل تدهور حالتهم، لمعرفة فيما إذا كان الدواء يعمل بشكل جيد أم لا.
سابقاً كانت الدراسات تعتمد على اختبارات مثل المسح الضوئي المقطعي بالإصدار البوزيتروني للدماغ والاختبارات على السائل القطني، للتنبؤ بظهور الحالات البسيطة والأولية من الخرف والتي تسمى باسم الضعف الادراكي المعتدل (MCI)، إلّا أن هذه الاختبارات غالية الثمن وتتطلب تدخلاً جراحياً، لذلك يفضّل العلماء تطوير اختبارات أرخص وأبسط يمكن إجرائها على الدم.
في هذه الدراسة قام العلماء بأخذ عينات دم من حوالي 1,148، من بينهم 476 شخصاً تم تشخيصهم بأنهم مصابين بمرض الزهايمر، و220 شخصاً مصابين بـمرض (MCI) و452 مسناً غير مصابين بالخرف، وتضمت الفحوصات اجراء التجارب على 26 نوعاً من البروتينات المعروفة بارتباطها بمرض الزهايمر.
وجد العلماء بأن 16 بروتيناً من البروتينات الـ 26 ترتبط مع انكماش الدماغ الحاصل بمرضي (MCI) والزهايمر، ومن ثم قاموا باجراء سلسلة ثانية من الاختبارات لمعرفة أياً من هذه البروتينات يمكنه التنبؤ باحتمالية تطور مرض (MCI) إلى مرض الزهايمر، وتبين أن هناك مجموعة من 10 بروتينات قادرة على التنبؤ بنسبة 87% فيما إذا كان الشخص المصاب بـ MCI سيصاب بمرض الزهايمر في غضون عام.
وأخيراً، يشير الخبراء بأن هذه النتائج مثيرة للاهتمام، إلّا أنه يتوجب تطبيق التجارب على عدد أكبر من المرضى، بهدف الوصول إلى نتائج صحيحة ودقيقة بنسبة 100%.