مع ازدياد مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، بدأ الكثير من الباحثين في البحث عن سبل لإحباط نشاط هذه الشياطين الصغيرة والعنيدة، وحتى الآن ظهرت أفكار كثيرة لمعالجة هذا الموضوع، حتى ظهر مؤخراً حل جديد، وهو استخدام غلاف غير لاصق للأجهزة الطبية.
الغلاف الذي طوره الباحثون من جامعة هارفارد لا يعتمد على أساس تفلوني (تيفال)، بل هو عبارة عن بوليمر سيليكوني مشرّب بزيت السيليكون، وهذا السائل الزلق يبعد البكتيريا كونه يؤدي إلى انزلاقها عند تموضعها عليه، وبالتالي يمنع تشكّل الأغشية الحيوية الخطرة، أو تشكل طبقة من الكائنات الحية الدقيقة، فعلى الرغم من أن الأغشية الحيوية يمكنها أن تتشكل على العديد من الأسطح المختلفة، إلّا أنها عندما تتشكل على الأجهزة الطبية، فإنها يمكن أن تسبب التهابات خطيرة.
يمكن استخدام هذا المادة السيليكونية الجديدة لتغلف أسطح العديد من الأجهزة الطبية مثل أجهزة القسطرة مثلاً، حيث أن الزيت السيليكوني يعمل كغلاف ثاني، يستمر بتغليف سطح القسطرة حتى ولو أدت بعض السوائل الأخرى مثل الماء أو الدم أو البول أو غير ذلك إلى إزالة بعض منه، وذلك لأن البوليمر يستطيع أن يحوي بداخله الكثير جداً من الزيت، لذلك يمكن استخدام هذا الغلاف على مدى فترات طويلة من الزمن، ويمكن تعقيمه مثل المواد الطبية الأخرى، ويأمل الباحثون أن يصبح بالإمكان استخدام هذه المادة، وغيرها من السوائل المذابة البوليمرية الأخرى في نهاية المطاف في العديد من التطبيقات المختلفة، بما في ذلك لمنع حدوث التراكم في أنابيب الزيت وشبكات الصرف الصحي، وإلى ما هنالك من تطبيقات أخرى.
تبعاً للمؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة (جوانا ايزينبرغ) فإن هذا النهج الجديد الذي يجعل الكائنات تنزلق من على سطح الغطاء يمكن أن تمنع حصول مجموعة واسعة من المشاكل التي تهدد حياة الإنسان، ابتداءاً من تراكم الجليد على أجنحة الطائرات وانتهاء بمنع العدوى البكتيرية من الوصول إلى الجسم البشري.