يتألّف مجال علم النفس من العديد من التخصصات وتفرّعات التخصصات، كما هو حال الكثير من المواد المدروسة بسبب تطور البحث العلمي وفلسفته التي تُعنى بالتأكد من كافة الفرضيات التي يفترضها الانسان أو الباحث بطرق البحث المتعددة. من بين هذه التخصصّات ما بات يعرف ب”علم نفس النموّ”(developmental psychology).
يعتبر تخصص “علم نفس النموّ” أكثرها ارتباطا أو قل على صلة مباشرة فيما تعيشه الأسرة والانسان في بعده النفسي من نمو سواء أكان جسماني أو عاطفي أو اجتماعي أو ذهني أو أخلاقي(الفهم التجريدي للقيم) المرتبطة جميعا فيما بينها والمتأثرة احداها بالآخر، وأكثرها تجسيدا. “علم نفس النمو” أو التطور على صعيد الفرد يعني ببساطة شديدة مسح شامل لمجموعة معينة من التغيرات في أبعادها المذكورة آنفا في تسلسل معين. هذا التسلسل تم اعتماده بناء على التسلسل الذهني للفرد الموضوع من قبل العالم الشهير بياجيه وهو كالتالي:
1) جيل صفر سنوات الى سنتين – رضيع ومحضون
2) جيل سنتين الى ست سنوات – جيل الحضانة والطفولة المبكرة
3) جيل ست سنوات الى اثنتي عشر سنة – جيل الطفولة والمدرسة
4) جيل اثنتي عشر سنة وما يليه (أحيانا يكون أبكر) – جيل المراهقة
هذا التقسيم طبعا كما سنرى مستقبلا ليس سائدا لدى جميع المنظرين في علم النفس، ولكنه حاليا هو المعتمد للتيسير.
علم نفس النمو يعتمد أساسا على نوعين أساسين مختلفين من النظريات هما:
1) نظريات التطور الذهني: وهي المنشغلة أكثر بتطور الذاكرة، اللغة، التفكير ومهارات التفكير لدى الانسان.
2) نظريات النمو الاجتماعي والعاطفي: وهي المنصبة أكثر في فهم مشاعر الطفل وعلاقته مع المحيط، لكن كثيرا ما يعتمد باحثو هذه النظريات على النظريات المنبثقة عن “نظريات النمو الذهني”.
وضع هذان التصنيفان الأساسيان لعدم وجود أو عدم التوصل حتى الآن الى نظرية جامعة تربط بين ما يتوصل اليه الباحثون وتقدر على احتوائهما تحت سقف واحد ويقبلها جميع المهتمين بهذا العلم.
السؤال الذي سنجيب عليه في الموضوع اللاحق هو:
ما هي وسائل وطرق البحث المعتمدة في هذا التخصص النفسي؟
مترجم بتصرف عن محاضرات في علم نفس النمو.