بدأ كل شيء مع اختراع علمي ظهر خلال الحرب العالمية الثانية، حيث ابتكر العلماء ما يسمى بالصمام المغناطيسي الإلكتروني، وهو أنبوب ينتج أشعة ميكروويفية تم استخدامها في نظام الرادار البريطاني لكتشف الطائرات الحربية النازية في السماء.
في عام 1945، قام رجل يدعى (بيرسي سبنسر) من شركة رايثيون عن طريق الخطأ بإذابة قطعة من الحلوى في جيبه نتيجة تشغيل موجات الرادار، وعندما قام بالتحقق من افتراض أن الأشعة الميكروويفية كانت فعلاً قادرة على رفع درجة الحرارة الداخلية للأغذية بشكل أسرع من الفرن التقليدي، أصبح لدينا أفران الميكروويف التي توجد في معظم المطابخ في العالم.
ولكن ما تبع ذلك لم يكن مقتصراً على انتشار هذا الابتكار وحسب، بل ظهور خلاف محتدم حول المخاطر الحقيقية الناجمة عن هذه الأشعة المكروويفية، فبعد كل شيء، هي شكل من أشكال الإشعاع، والأجسام الحية عادة لا “تتعامل بشكل جيد” مع هذا النوع من الانبعاثات من الطاقة.
يمكن لأفران الميكروويف أن تكون خطيرة للغاية على الصحة إذا ما استخدمت بطريقة غير صحيحة، ولهذا فليس من المستغرب أن يقوم خبراء الإشعاع بالنصح باستمرار بإبقاء الأطفال بعيداً عن أفران ميكروويف.
حتى الآن، لا يزال فرن المايكرويف عنصر جيداً يتم استخدامه في الكثير من المطابخ، وذلك على الرغم من أن خبراء الصحة يحذرون من أن الإشعاع المتسرب منه يمكن أن يتسبب بمجموعة من المشاكل الصحية.
تحذر الأستاذة (ماجدة هافاس)، من جامعة ترينت في المملكة المتحدة، وهي خبيرة في الإشعاع، من أن معظم الأجهزة المستخدمة حالياً لا تزال تبعث الإشعاعات الضارة على الرغم من أنها غالباً من تكون محمية ضد التسريبات، حيث تشير بأنها اختبرت أكثر من اثني عشر علامة تجارية من العلامات الأكثر شعبية، ولكن جميع تلك الأنواع كانت تحتوي على تسرب في الأشعة، وكما نعلم، فإن الجسم البشري مصنوع في معظمه من الماء، ويمكن أن يمتص بسهولة أي نوع من الإشعاع.
بالطبع، سيكون هناك دائماً آراء متضاربة حول مخاطر استخدام الميكروويف، ولكن يتفق معظم العلماء على أنها يمكن أن تكون عاملاً في التسبب بالإصابة بإعتام عدسة العين، الذي هو في الواقع سبب شائع من أسباب ضعف البصر لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، مما يؤدي في النهاية إلى العمى.
بحسب الأستاذة (هافاس)، فإن الوقوف أمام فرن المايكروويف ومراقبة الطعام وهو يدور يؤدي بشكل لا لبس فيه إلى الإصابة بإعتام عدسة العين، وإذا تكرر الأمر مراراً وتكراراً فإن هذا سيؤدي إلى إلحاق الضرر تماماً بالعينين.
إلى جانب هذا، فإن هناك مجموعة من المواد المسببة للسرطان الموجودة في وجبات المايكرويف، حيث أن الأطعمة المجهزة كي يتم تحضيرها في المايكروويف تحتوي على مواد كيميائية محددة للمساعدة في تلك العملية، مثل الـ(BPA) والبولي ايثلين تيرفثالات (PET)، والبنزين والتولوين، والزايلين – وهي توجد بشكل أو بآخر في تلك الأطعمة وتم ربطها جميعاً بالتسبب بسرطانات عديدة- كما أنه أصبح من المعروف أن الحاويات البلاستيكية أيضاً تسرب المواد المسرطنة عندما تكون ساخنة، وخصوصاً عندما تسخن في الميكروويف.
اشتمل جزء آخر من بحوث الأستاذة (هافاس) على رصد معدل ضربات قلب الأشخاص أثناء وقوفهم بجوار أو بالقرب من أفران الميكروويف، وقد أظهرت النتائج أن كل شخص شمله رصدها شهد تبايناً في معدل ضربات القلب عندما كان يقف بجوار الفرن وهو يعمل، وتعتبر (هافاس) هذا كـ “دليل لا لبس فيه” بأن تردد الميكروويف يؤثر على القلب.
الجدير بالذكر أن دراسة سويسرية سابقة كانت قد وجدت أيضاً بأن الأشخاص الذين يتناولون وجبات أفران المايكروويف شهدوا انخفاضاً حاداً في خلايا الدم الحمراء لديهم، وارتفاعاً مفاجئاً في خلايا الدم البيضاء ومستويات الكولسترول.
على الرغم من كافة هذه النتائج، قد تتفاجأ من حقيقة أن الأستاذة (هافاس) تمتلك فرن ميكروويف، ولكنها تقول بأن أسرتها تستخدمه بطريقة محددة، وهي توصي دائماً بمغادرة الغرفة عندما يكون الميكروويف قيد العمل للحماية ضد الإشعاع.
نهاية، فإذا كنت تريد استخدام الميكروويف، فحاول الخروج من المطبخ، ولا تقف على الجانب الآخر من الجدار، فالموجات الميكروويفية يمكن أن تنتقل من خلال الجدران مما يمكن أن يضعك في خطر أيضاً، كما يجب استخدامه فقط عندما يكون الأطفال بعيدين عن الجهاز، وإلّا تخلص منه.