في كل عام يصوم شهر رمضان مليار مسلم من جميع انحاء العالم، الصوم لمدة شهر يساهم في تغيير النمط المعيشي للشخص الصائم، فتختلف اوقات النوم والاستيقاظ و الوجبات الغذائية، و يتغير موعد تناول الدواء للمرضى الصائمين.
عندما نأكل، فان أجسادنا تحول المواد الغذائية إلى أجزاء قابلة للاستخدام والاستفادة من قبل خلايا الجسد، فعندما تكسر البروتينات تقسم الى احماض أمينية، دهون و أحماض دهنية، و تقسم السكريات المعقدة إلى سكريات بسيطة.
يستخدم الجسم هذه المواد الخام لإعطاء الطاقة اللازمة لعمل الخلايا، لمقاومة و مكافحة الأمراض، اصلاح التالف من الخلايا ، الحفاظ على سلامة و صحة الأجهزة، و البناء و النمو، اذا الغذاء هو المصدر الرئيسي الذي يمنحنا الطاقة.
عندما نصوم، تبقى أجسادنا بحاجة الى الطاقة، بالتالى يلجئ الجسد لاستخدام الدهون المخزنة كاحتياط فيتم كسرها و حرقها.
فالصيام يعمل على زيادة معدل الايض الخاص بك حتي 14٪، مما يساعد الجسم على حرق مزيد من السعرات الحرارية، و بعبارة أخرى، ان الصوم يعمل على حرق السعرات الحرارية لمد الجسم بالطاقة اللازمة وبذات الوقت يعزز معدل الأيض ( يزيد من كمية السعرات الحرارية المصروفة) ويقلل من كمية الطعام الذي تتناوله (يقلل من السعرات الحرارية المأخوذة).
وفقا للدراسات فانه يمكن للصوم ان يتسبب بفقدان الوزن من 3-8٪ خلال 3-24 أسبوع، وايضا خسارة 4-7٪ من محيط الخصر، مما يدل على فقدان كمية كبيرة من الدهون المتراكمة على جدار البطن، ايضا الدهون الضارة في التجويف البطني التي تتسبب بامراض ارتفاع الضغط والسكري وامراض القلب و الاوعية الدموية.
جميعنا نعلم ان الوجبات الغذائية الغنية بالدهون تعد سبب مهم في المساهمة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي تعد من العوامل الرئيسية المتسببة بالموت ، ايضا السكري من النوع الثاني ، ارتفاع ضغط الدم، والسمنة. كذلك يساهم التدخين و اكل اللحوم المفرط في هذه الامراض.
فقد وجدت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية لأمراض القلب أن الصوم – بغض النظر عن ان الصائم مدخن ام لا- يلعب دورا في تخفيض نسبة خطر الاصابة بالأمراض القلبية و امراض الاوعية الدموية و امراض اخرى، و أظهرت النتائج أن 64٪ من الصائمين اصيبوا بالأمراض القلبية وامراض الاوعية الدموية، مقابل 76٪ من غ الاشخاص الذين لم يكونوا صائمين.
على الرغم من أن الفرق بين المجموعتين واضح للقارئ ، فانه من الصعب علينا تحديد ما إذا كان الصيام يقلل حقا من خطر الاصابة بامراض الاوعية الدموية وامراض القلب أو ببساطة جاءت هذه النتائج بسبب نمط الحياة الصحي للمرضى الذين اجريت عليهم الدراسة ، فمن الممكن ان المرضى الذين صاموا قد يكونوا غير مدخنين او يمارسو الرياضة او يركزوا بغذائهم على الطعام الصحي اكثر من الاغذية الغية بالدهون.
بالإضافة الى خفض نسبة الدهون والكوليسترول وضغط الدم، فالصوم يساعد ايضا على تطهير الجسم، فتصف الدكتورة ليندا مؤلفة كتاب إزالة السموم، الصوم بأنه الطريقة المثلى ليبدأ الجسم بتطهير نفسه لحياة أكثر نشاطا، وحياة أكثر صحة.
على الرغم من أننا لا نعرف عن كل الفوائد الصحية للصوم، فما نعرفه يشير إلى أن الصيام قد يكون فعالا و مؤثرا في الوقاية من امرض القلب والأوعية الدموية، سواء اخترت أن تصوم أو لا، فيجب عليك الاعتدال.
ينصح دائما بالحد من الاغذية السريعة والغنية بالدهون للتقليل من خطر الاصابة بامراض القلب و امراض الاوعية الدموية و ارتفاع ضغط الدم و الامراض الخطيرة الاخرى، كذلك ينصح بتناول الاغذية الصحية و الاكثار من الخضار مما يساهم في تحسين صحة الجسم بشكل عام.