مرحبا من جديد، هذه الإفتتاحية غير العادية لمقال علمي في مجلة نقطة لها سببها، فنحن اليوم نستعرض تجربة إستثنائية صحبنا فريقها ومرشحيها فترة من الزمن، أحببناها لأنها مبادرة مختلفة، ولذلك كان لابد من بداية مختلفة لهذا الجزء من البرنامج، خلال السنوات القليلة الماضية، باتت مؤسسة قطر قبلة للباحثين عن حاضنات علمية في الوطن العربي، إذ أطلقت المؤسسة قبل عشرة أعوام برنامجها المتخصص بالابتكار العلمي، والذي أسمته نجوم العلوم ، محاولة خلق مجتمع علمي عربي يتنافس في تقديم ماهو مفيد لمجتمعها.
عشرة أعوام، هو عمر البرنامح اليوم، أطلقت عليه المؤسسة إسم نجوم العلوم X حيث تعتبر هذه المرحلة، حجر زاوية ضمن مشوار تأهيل وتدريب مخترعين عرب قادرين على المضي قدما في سلسلة الابتكارات التي تخدم الإنسانية كلها.
ليس شيئا أصدق في الحديث عن البرامج والمبادرات وغيرها فوز الفائزين في المسابقة بجوائز عالمية اخرى للاختراعات التي قدموها في نجوم العلوم، فحوالي 60٪ من أصل أكثر من 130 خريجاً من نجوم العلوم فازوا بجوائز عالمية اخرى.
نستعرض اليوم ثلاث مشاركين وصلوا إلى المراحل النهائية في نجوم العلوم، وقدموا إختراعات تحول بعضها إلى شركات بالفعل، تدر المال على أصحابها، وتشجع غيرهم في مجال الإبتكار والإختراع بمختلف مراحله.
صادق قاسم – الموسم الثاني
“مررت خلال حياتي بمحطات كثيرة، لكن نجوم العلوم غير حياتي” بهذه الكلمات يستذكر صادق أيامه في نجوم العلوم، وما الذي قدمه له البرنامج، مؤكدا “كنت قبل نجوم العلوم هاوي لكن هذه المحطة نقلتني للإحتراف، نجوم العلوم لم يعلمني كيف أخترع فقط، بل علمني كيف أكون رائد أعمال ايضا”
بداية المخترع الكويتي صادق قاسم، والحائز على اللقب للموسم الثاني بدأت منذ طفولته، تدرب في النادي العلمي في الكويت بعد أن أحرق منزل والده مرتين بمحاولته لاستكشاف الأشياء، مما دفع أبويه لإلحاقه بالنادي العلمي في محاولة لتوجيه طموحه العلمي.
أتى المخترع الشاب إلى نجوم العلوم مُحمّلا بهم واحد فقط، جهاز الخيميائي والذي يعتبر مختبراً متكاملاً صغير الحجم. يعمل كأداة متعددة الوظائف تختبر وتحلل النفط الخام، يقوم الجهاز بجميع وظائف الإختبار (التبريد، التسخين، الرَّج، المزج والاستخلاص) ويصدر التقارير التحليلية للمواد.
نحج صادق بدعم إختراعه هذا ببراءة إختراع أمريكية بعد أن أنهى عمله عليه في برنامج نجوم العلوم، البرنامج رائد وفريد من نوعه كأفضل صديق للعاملين في الصناعة النفطية.
توظف صادق بعد نجوم العلوم في مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، كرئيس لقسم الموهبة والإختراعات، كما إستخدم الآلية التي تعلمها في تطوير اختراعه في خلال المسابقة لفتح شركة خاصة في الكويت أطلق عليها إسم PROTOTEC تهدف إلى جعل البحوث وتطوير المنتجات أمراً ممكنًا في منطقة الشرق الأوسط مساعدة العديد من الشباب لتطوير أفكارهم وإنتاج برامج جديدة.
بسام جلغا – الموسم الأول
البدايات عادة ما تكون قوية، فالبدايات القوية فقط هي ما يحمل نتائج المسابقة من مختبرات ومعامل البرامج التلفزيونية إلى السوق، وهو ما حققه الفائز الأول للموسم الأول، حيث إستطاع اللبناني بسام جلغا أن يصل إلى الأسواق العالمية موزعا عددا كبيرا من منتجاته في الأسواق والبيع عبر الإنترنت لاختراعه الذي فاز به والذي أسماه في ذلك الوقت ( دوزان ).
الشاب اللبناني بسام، إنطلق مبدئيا في فكرته من أن العالم العربي مستهلك للتكنولوجيا، مستفيدا منها فقط، فلماذا لا نضع حدا لذلك وننتج هذه التقنيات بأيدينا، لماذا لا نصنع ما نحتاجه بدل إنتظاره من الخارج!
في حديثه الشيق جدا في TEDex بيروت، يخبرنا بسام عن الصعوبات التي واجهها كباحث عربي يعيش في لبنان، فمعظم المجتمعات العربية مستهلكة للتكنولوجيا وليست منتجة لها، مما يجعل عملية الإختراع والإبتكار معقدة بعض الشيء، مما يلزمنا بدعم المبادرات وهو ما يقوم به برنامج نجوم العلوم.
يقول بسام “الباحث والمبادر هو الشخص المثابر الذي يجلس في معمله ساعات طويلة، قبل أن يحصل على الحلم الذي يحلم به. مستخدما كل ما في يديه من أدوات وتقنيات للوصول إلى المنتج النهائي الذي يريد” يخبرنا بذلك بعد أن قطع شوطاً طويلا جدا في تطوير منتجه بعد نجوم العلوم، حيث استغرقت الفترة بين بداية اختراع دوزان ونزوله السوق حوالي 8 سنوات من العمل الجاد والدؤوب.
دوزان أداة إلكترونية لضبط الآلات الموسيقية الوترية، تساعد العديد من الشباب المحبين للموسيقى على الوصول إلى أفضل وزن موسيقي بطريقة سهلة للغاية.
قطع بسام شوطا طويلا جدا في ابتكاره قبل أن يرى النور في الأسواق أخيراً، وكانت محطة نجوم العلوم أهم محطة مكنته من تطوير منتجه بصورة كبيرة حيث إنتقل من مرحلته الأولى بجهاز كبير للغاية، ( في هذا الفيديو ) إلى الجهاز الصغير في الفيديو التالي.
معجزة بسام ليست الوحيدة، ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد، لكن ما رأيكم بالتعرف على المزيد منها؟
إقرأ أكثر: ستة مبتكرين يتأهلون لنصف نهائيات نجوم العلوم
محمد أبا زيد – الموسم الخامس
يمتلك محمد قصة مختلفة كلياً، حيث تقدم لنجوم العلوم في موسمه الخامس، إلا أن ضيق الوقت حال بينه وبين الوصول إلى ما كان يتمناه من تمام مشروعه، حصد المركز الحادي عشر، ثم واصل بطريقة مختلفة.
https://www.youtube.com/watch?v=k7V70V_zn-c
يحدثنا محمد في مقابلة سابقة كنا قد أجريناها معه، ” لم أنجح في نجوم العلوم، لكن نجوم العلوم أتاح لي الفرصة لبدء المشروع وإثبات صحة الفكرة التي أتيت بها، كانت تجربة ممتازة، قدم لي فيها البرنامج كل ما كنت أحتاجه بداية من الخبراء الذين قيموا الفكرة، وساعدوا على تطويرها، إنتقالا إلى الدعم المادي والمعمل الذي احتجته والمهندسين الذين ساعدوني لإنتاج ما يمكن إنتاجه”.
يستذكر محمد تجربته في البرنامج ” كانت رحلة مفيدة للغاية، عرفت بعدها كم هو مهم أن يتفرغ الشخص لفكرته، وأن يعطيها وقته كله،”
بعد خروجه من المسابقة توجه محمد بما حصل عليه من خبرات و معرفة ليتقدم إلى عدة جهات مولت مشروعه البحثي بحوالي 600 ألف دولار، أسس بها شركته البحثية التي حظيت بدعم تركي في العام 2015. حيث تبنتها مؤسسة دعم التكنولوجيا وتطويرها في تركيا – Tubitak.
أسس محمد شركة أسماها الجزري، وهي شركة مختصة بتطوير أنظمة الدفع، تعمل على تحويل الفكرة من مجرد فكرة إلى بروتوتايب قادر على الإختبار في المرحلة السوقية، ثم تقوم الشركة بتقديم المنتج الأولي للشركات التي تستطيع نشره في السوق.
برنامج نجوم العلوم استضاف عددا كبيرا من المخترعين من جميع الدول العربية، فحسب إحصائية نشرها البرنامج، فإن عدد خريجي نجوم العلوم في المواسم العشر بلغ عددهم حوالي 130 مشاركا، أكثر من 80٪ منهم كانت أعمارهم بين 25 و 34 عاماً، أسس أكثر من نصفهم شركات خاصة. كما أن خريجي المواسم التسعة حصلوا على أكثر من 14 مليون دولار إستثمارات لمشاريعهم منذ بدايتها.
ستكون معكم مجلة نقطة العلمية تغطية خاصة لبرنامج نجوم العلوم، حلقة بعد حلقة، نقدم لكم فيها المتعة والفائدة، ونعرفكم أكثر على جميع المخترعين واختراعاتهم.
لمتابعة برنامج نجوم العلوم: فيس بوك | إنستجرام