قامت شركة Vancouver’s Aspect Biosystems باختراع طابعة طبية ثلاثية الأبعاد تستطيع أن تطبع نسيجاً بشرياً قادراً على أداء الوظائف البيولوجية بشكل كامل، ويمكن لنا أن نستخدم هذه الأنسجة في اختبار الأدوية الخطيرة أو التجريبية فقد تنامت الحاجة مؤخراً لإيجاد أساليب بديلة لاختبار الأدوية بدلاً من تجريبها على الحيوانات، ففي الحيوانات تأتي الاختبارات أحياناً كثيرة إيجابية كاذبة أو متضادة النتائج أو تصبح غير قادرة على محاكاة نتائج الإنسان، وبالتالي فإن استخدام هذه الطريقة سوف يزيح فكرة حيوانات التجارب وإيذائها كما أنه سيوفر المال ويوفر الوقت الذي يستهلك في التجارب المطولة، لكن هذه التقنية لديها طموح أكبر بكثير من مجرد اختبار الأدوية.
يمكن لهذه التكنولوجيا أيضاً أن تستخدم لطباعة نسخة من المادة الخلوية لشخص معين مطابقة جينياً وهذا مفيد حال أردنا معرفة أثر الدواء على هذا الشخص بشكل خاص، إذ أن هناك بعض الأدوية لأمراض خطيرة لها آثار جانبية مميتة تضاهي في خطورتها المرض بذاته، لذا فهذا التطبيق يساعد الأطباء على معرفة أقل هذه الأدوية في الآثار الجانبية على جسده.
تقوم هذه التكنولوجيا على ملء الطابعة ثلاثية الأبعاد بمادة خلويّة حيّة موضوعة في هيدروجيل سائل والذي يخرج على شكل معين طبقة تلو الطبقة، ثم بعد ذلك يزرعونه في وسط خاص وينمّونه حيث تستطيع الخلايا أن تبدأ في تأدية وظائفها البيولوجية.
يقول المؤسس المشارك فانكوفر صن “استراتيجيتنا في العمل هي أن نتدرج من الثمار المتدلية في أسفل الشجرة صعوداً إلى الثمار في الأعلى، فمن مجرد اختبار الأدوية إلى أبواب جديدة نطمح أن نفتحها وهي الاستفادة منها في زرع نسيج داخل الإنسان أو زرع عضو كامل بديل”
كل هذا هو مجرد بداية عما يمكن للطباعة ثلاثية الأبعاد فعله في المجال الطبي، فبمجرد بدء تطبيقها لن يمكن إيقافها بعد ذلك، فحدودها حينذاك سوف تكون اللامحدود، هل ولدت بقلب ضعيف؟ احصل على قلب جديد ثلاثي الأبعاد بديلاً عنه! تعبت من أنفك القديم؟ ما رأيك بطبع أنف جديد لك؟ التلوث يفسد رئات الناس؟ ماذا عن طباعة رئة جديدة للأناس الذين تعجز رئتهم عن تصفية المواد السمية في الجو؟
هل يبدو لك هذا كله خيالاً علمياً وبعيداً عن المنطق؟
منذ عشرين سنة كان خيالاً علمياً أيضاً التفكير في طباعة ثلاثية الأبعاد لمحركات صواريخ من التيتانيوم، لكنه حدث بالفعل، وهذا هو المستقبل الذي تأخذنا إليه الطباعة الطبية ثلاثية الأبعاد، وهو يقترب بشكل أسرع بكثير من توقعاتنا.