سيظل الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي أحد الأيام التاريخية في التقدم البشري، تحديداً في التقدم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد. ففي ذلك اليوم، تم ولأول مرة على الاطلاق في التاريخ البشرى، طباعة جسم ثلاثي الأبعاد في الفضاء، تحديدا في محطة الفضاء الدولية.
في الساعة 4:28 دقيقة من يوم الاثنين، تمت طباعة مشبك ثلاثي الأبعاد. هذا صحيح، فقط مشبك، الأمر الذي قد يبدو غير مثيرا للاهتمام أو حتى غير مفيدة تماما، الا أن هذا المشبك ليس مجرد مشبك فحسب.
المشبك صمم من قبل ايفون كاجل، رائد الفضاء والجراح المتخصص، والذي ذهب في عدة بعثات فضائية سابقة. والمشبك يتم استخدامه مع حزام ضغط والذي في حالة شده وربطه حول مكان في الجسم، فانه يمنع ارتخاء العضلات، كما يحافظ على صحة القلب عندما يكون جسم الانسان في حالة الانعدام الجاذبية التي توجد في محطات الفضاء والرحلات الفضائية.
ويعتبر حزام الضغط ذلك، نسخة أكثر تطورا وأعلى تكنولوجيا من اللفائف المرنة التي تستخدم لدعم المفاصل المصابة. وعندما تربط ذلك الحزام وتشده بالمشبك، فإنه وخصوصاً عند استخدامه في منطقة تحتوي على الكثير من العضلات، فإنه يعتبر فعالاً للغاية في منع ضمور تلك العضلات، بل إنه يعزز من الدورة الدموية.
يقول كاجل أنه وبدون هذا المشبك فإن الحزام الضاغط سيتحول إلى مجرد لفات من القماش والتي لن تكون قادرة على توليد الضغوط الكبيرة والتي تحمى بدورها العضلات والأعصاب.
تلك العملية الأخيرة –طباعة المشبك-تعتبر التجربة الأولى من التجارب الكثيرة القادمة للطباعة الثلاثية الأبعاد في الفضاء، والتي يهدف منها الباحثون أن تكون بداية واعدة لتمكن رواد الفضاء من طباعة التفاصيل الصغيرة التي قد يحتاجونها بشكل ضروري وسريع، ولا تستحق إلغاء مهمة فضائية كاملة من أجلها. فالعلماء يأملون أن يتمكن رواد الفضاء مستقبلا من استخدام تلك الطابعة لطباعة بدائل لقطع ما صغيرة، حدث فيها خلل ما من شأنه أن يسبب خطورة على الرحلة الفضائية. كما أن وجود مثل تلك الطابعة يعطى رواد الفضاء احساسا أكبر بالأمان بتوفر بدائل قد يحتاجون إليها بشكل عاجل.
الطابعة الثلاثية الأبعاد التي استخدمت، مصنوعة من شركة في كاليفورنيا تسمى شركة “صنع في الفضاء”Made in Space.