عندما حصلت روسيا على عرضين متنافسين لتصميمي طائرتين هليكوبتر هجوميتين، اعتمدت أحد التصميمين على الفور، وطلبت من مصممي العرض الثاني إدخال بعض التعديلات عليه لخلق مركبتين متماثلتين ولكنهما متمايزتين بتخصصهما، ومن المقرر أن يتم إدخال التصميم الثاني للمروحيات والذي يدعى (كا-52) إلى الخدمة في الأسطول الروسي قريباً.
يمكن اعتبار طائرة الهليكوبتر المقاتلة (كا-52) على أنها تطوير لطائرات الهليكوبتر الروسية (كا-50) التي دخلت إلى خدمة الأسطول الجوي الروسي منذ حوالي تسعينيات القرن الماضي، وتتميز (كا-50) بأنها لا تتسع سوى لطيار واحد ويمكنها أن تؤدي دور مركبة داعمة مغلقة أو طائرة مقاتلة، ولكن الميزات والمهام التي تتميز وتضطلع بها (كا-52) تجعلها إصدار مستقل ومتميز عن (كا-50)، فهذه الطائرة تمتلك مقعدي طيار وبذلك يمكن لأحد الطيارين أن يقود الطائرة في حين يقوم الآخر بالاهتمام بالأمور القتالية، وهي أيضاً مزودة بأجهزة استشعار أكثر من سابقتها لتمكنها من القيام بعمليات الاستطلاع والتحليق في الليل، وفي حين أن طائرة الـ(كا-50) تستخدم الرشاشات والصواريخ، فإن طائرة الـ(كا-52) تستخدم الصواريخ الموجهة البعيدة المدى، وهذا يجعلها مكملة لسابقتها.
هناك ميزة أخرى تمتلكها (كا 52)، فهذه المروحية القتالية قابلة للاستخدام بسهولة وفي مختلف ظروف الأحوال الجوية وعلى مدار الساعة، وهي مصممة لتدمير الأهداف الأرضية المدرعة منها وغير المدرعة، بالإضافة إلى الأهداف الجوية ذات السرعة المنخفضة، كما وقد تم تزويد الطائرة بأجهزة للحد من سبل اكتشافها، ونظام حماية إلكتروني ووسائل مضادة فعالة، وهي تتميز بالمستويات العالية من السلامة التي تقدمها لأفراد طاقمها.
يضع المحللون العسكريون طائرة (كا- 52) كمنافس شرس لطائرة الأباتشي الأمريكية، حيث تبلغ سرعة هذه الطائرات 350 كم/سا وهي مزودة بمروحيتين عموديتين ويمكن تركيب مختلف أنواع الأسلحة النوعية عليها.
في هذه الأثناء، يسعى جيش الولايات المتحدة لتحديث واستبدال أسطول طائرات الهليكوبتر القديمة التابعة له، كما أنه يتطلع لتطوير طائرة هليكوبتر الجديدة بمساعدة من وكالة ناسا والبحرية الأمريكية يمكنها أن تضطلع بمهام متعددة، بحيث يمكنها أن تخدم كوسيلة نقل خفيفة وطائرة هجومية وفي الوقت ذاته تكون أسرع من سابقاتها، ودعونا نأمل نهاية أن لا تلتقي هاتين الطائرتان أبداً في قتال لتحديد أيهما سيكون الأفضل.