في كل أسبوع، يقوم فريق التحرير في مجلة (الجارديان) التي تصدر بآخر الأسبوع، باختيار صورة أو سلسلة من الصور، تحمل قصة فريدة أو غريبة. هذا الأسبوع، وقع اختيارهم على (راشيل سوسمان) و قصة أقدم الكائنات الحية في العالم.
بدأت القصة عندما كانت (راشيل سوسمان) تتناول طعاماً تايلاندياً مع أصدقائها في مطعم سوهو, في نيويورك, عندما جاءتها فكرة التقاط صور لأقدم الكائنات الحية عمراً, حيث كانت (سوسمان) تخبر أصدقاءها عن الرحلة التي قامت بها لليابان, وزيارتها لكيوتو التي يوجد فيها معبد يفترض أن يكون قديماً, ولكن كان يوجد إلى جانبه محل (ستارباكس), ما جعلها تشعر بعدم الارتياح.
أصدقاء (سوسمان) في اليابان أخبروها عن شجرة تبلغ من العمر حوالي 7000 سنة توجد على جزيرة (ياكوشيما), وبعد ركوب القطار والقارب, والسير على الأقدام لمدة يومين, وجدت (سوسمان) نفسها أمام تلك الشجرة.
خلال العامين التاليين, مرت (سوسمان) بمرحلة من (قمة الإبداع) خلال محاولتها للتفكير بمشروع يجمع ما بين الفن والعلم و الفلسفة.
قضت (سوسمان) السنوات العشرة التالية في متابعة مشروعها الذي شمل جميع أنحاء العالم, وبحسب قولها أنها بدأت مشوارها بالبحث على محرك جوجل، وذلك لمعرفة طبيعة الاشياء التي تبحث عنها, وبعد ذلك انتقلت لإجراء الاتصالات مع العلماء الذين كانوا ألّفوا الأبحاث المنشورة حول الكائنات التي اختارتها, وقد لقت (سوسمان) ترحيباً من قبل هؤلاء العلماء لمساعدتها بنسبة 9 من أصل 10, فقد كانوا متحمسين لوجود شخص من خارج اختصاصهم يبدي اهتماماً بالموضوع.
قامت (سوسمان) بتتبع الشائعات والتقاط الصور للأعشاب البحرية (Posidonia oceanica) في جزيرة البلياريس (الصورة أعلاه)، وتم التأكد عبر التحليلات الجينية أن هذه الأعشاب تبلغ من العمر حوالي 100 الف سنة, وتعقب (سوسمان) على هذه الصورة بقولها: “أنها تحب التضاد بين هذه الأعشاب القديمة الموجودة تحت الماء, وبين حمامات الشمس الموجودة على ساحة إيبيزا على الشاطئ.”
أرادت (سوسمان) لمشروعها أن يضاف إلى المناقشة البيئية, وفعلاً إنضمت شجرة التنوب العظيمة التي يبلغ عمرها حوالي 9550 سنة إلى مواضيع النقاش البيئي (الصورة أعلاه), وتقول (سوسمان) بأن الصورة تعبّر عن تغيّر المناخ, فكلما كانت الهضبة التي نمت عليها أكثر سخونة, كلما أخذت الشجرة بالنمو طولاً.
وبسؤال (سوسمان) أي الكائنات الحية التي قامت بتصويرها كان المفضل لديها, كان ردها بأن هذه السؤال أشبه بسؤال أبوين أي من أطفالكم تفضلون, ولكنها اعترفت في النهاية أنه الكائن الذي يبلغ عمره حوالي 2000 سنة و يدعى llareta)) (الصورة أعلاه), هو الطفل المدلل للمشروع.
المدة الطويلة التي قضتها (سوسمان) وهي تعمل على هذا المشروع لم تقتل لديها حس المغامرة, فبحسب تعبيرها أنها تملك المزيد من الأشياء التي تريد تصويرها, ولكن المشكلة تكمن بأن الوصول إلى بعض تلك الأشياء يتطلب الحصول على غواصة, وتضيف معلقة: “إذا ما كان المخرج السينمائي (جيمس كاميرون) جاهزاً لهذه المغامرة, فأنا أملك بعض الأفكار”.
مقالة (أقدم الكائنات الحية في لعالم) معدة من قبل (راشيل سوسمان) وتم نشرها من قبل مطبعة جامعة شيكاغو.