بـعد أن حـصلت شـركـة “نـيورالـينك”، الـتابـعة لـلمليارديـر إيـلون مـاسـك، عـلى مـوافـقة هـيئة الـغذاء والـدواء الآمـريـكية لـلبدء فـي تجـربـة زراعـة شــرائــح فــي أدمــغة البشــر، وبــعد أن أجــرت تــجارب نــاجــحة عــلى الــقرود، قــدمــت الشــركــة إمــكانــية الــتحكم المــباشــر بــالــكمبيوتــر بــإســتخدام الـدمـاغ.لنتحـدث قـليًلا عـن بـدايـةتـلك الشـرائـح وعـن إيـلون مـاسـك،ولـنناقـش بـعض المـفاهـيم المـرتـبطةبـالـذكـاء الإصـطناعـي.
الأفلام التي نشاهدها تتحدث عن سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشر واستعبادهم ليس أمرًا خياليًا أو سيناريو مستبعد، إنه أمر محتمل بنسبة ٪50!، هنا لا أركز فقط على التطورات التي تحدث في مجال إنشاء الذكاء الاصطناعي الجديد، ولكن دعني أخبرك أننا تقدمنا بشكل كبير بالفعل.
منذ بضع سنوات، أُجريت تجربة على اثنين من الذكاء الاصطناعي، ببساطة تم توفير وحدتين ذكاء، الأولى لونها أحمر والثانية لونها أزرق، وتمت دعوتهما لتعلم لعبة الاختباء والتعرف عليها بالعامية البسيطة “الاستغماية”. أحدهما يختبئ والآخر يحاول العثور عليه ثم القبض عليه! بالطبع، يتعلم الذكاء الاصطناعي من خلال التجربة، لديه بيانات يقرأها ويجرب ويستنتج ويجرب مرة أخرى وثالثة ويفشل ويتعلم، وهكذا بسرعة تكاد تكون غير عادية! في بداية التجربة، لم يكن الوحدتين يفهمان شيئًا وظلوا يتحركان ويمسكان بعضهما لمدة 10 ملايين مرة (نعم، بسرعة كبيرة!) حتى بدأوا يفهمون اللعبة ويتعلمونها. هنا بدأ الذكاء الأحمر يدرك بمفرده أنه بدلاً من التحرك بشكل عشوائي، يجب عليه التحرك بإستراتيجيات غير متوقعة لمطاردة الأزرق والقبض عليه. وفي كل مرة كان يقوم بتغيير استراتيجت… ثم اكتشف الأزرق أن المربعات المحيطة به قابلة للحركة، وأنه يمكنه تحريكها من مكانها وقفلها على نفسه لمنع الأحمر من الإمساك به. ومن ثم اكتشف الأحمر أنه يمكنه استخدام المنحدر للقفز فوق السور والدخول إلى منطقة الأزرق! لذا قرر الأزرق أن يتخذ الإجراءات اللازمة لإخفاء المنحدر لديه، لكي يمنع الأحمر من استخدامه. وهنا بدأ التطور يحدث. تجاوز الأزرق الحدود الطبيعية وقرر أن يتحكم في حركة المربعات ويتزلج عليها وسط الحلبة للهروب من الأحمر أو التصادم به وقتله! وقرر الأحمر بدوره أن يتحكم في البرمجة ذاتها وتعديل قواعد اللعبة بتجميد المربعات في مكانها ومنعها من الحركة! وفي مناسبة أخرى، قرر الأحمر استخدام المنحدر للهروب من الحلبة بالكامل والخروج لاستكشاف المنطقة الخارجية! لعبت الوحدتان حوالي 500 مليون مرة في دقيقتين فقط! تمكنوا من التحول من وحدتين غير فاهمتين لشيء ما إلى وحدتين تتحكمان بقواعد اللعبة وتمسحان البرمجة الموجودة وتكتبان برمجتهما الخاصة التي تساعدهما على تحقيق النجاح! وذلك دون أي مساعدة وفي غضون دقيقتين فقط! يجب أن ندرك سرعة التعلم والتكيف والتحكم! استغرق البشر ملايين السنين للوصول إلى هذه المرحلة، بينما تمكنوا من تحقيقها في دقيقتين فقط!
ومثال آخر، هناك وحدة ذكاء اصطناعي تُدعى “الفاجو”، وهي من الولايات المتحدة تختص بألعاب الألواح مثل الشطرنج والداما ولعبة جو الصينية وغيرها. أول نسخة من الوحدة كانت تحمل اسم “الفاجو 100″، وكانت تتنافس مع أمهر اللاعبين وحققت تقدمًا هائلاً في استراتيجيات اللعب وتقنيات الحركة، وتمكنت من هزيمة أبطال العالم في الشطرنج والألعاب اللوحية. بالحقيقة، كانت مثالًا حقيقيًا لكتلة ذكاء فائقة ناشئة عن تحليل بيانات اللعب مع البشر. بعد ذلك، قاموا بإنشاء وحدة ذكاء اصطناعي أخرى تسمى “الفاجو زيرو”، ولكنهم لم يجعلوها تلعب مباشرة مع اللاعبين وتتعلم. بدلاً من ذلك، جعلوها تلعب مع وحدة الذكاء الاصطناعي “الفاجو 100” وتتعلم منها بسرعة. وفعلاً، في غضون حوالي 40 يومًا، تمكنت الوحدة “الفاجو زيرو” من التطور إلى مستوى لا يمكن تصوره من الذكاء، إذ لعبت حوالي 100 مباراة مع الفاجو 100 وفازت في جميعها، كما لو أنها تتلاعب بطفل غير ملم باللعبة.
لم تنتظر شركة جوجل كثيرًا لدخول المنافسة وقامت بتطوير نسخة أعلى من النسختين السابقتين وكانت مرعبة بحق!
قامت جوجل بتطوير نسخة جديدة تسمى ألفاجو زيرو، ولكنها لم تستخدم أي بيانات نهائية، بل اكتفت بمعرفة كيفية تحريك كل قطعة فقط. لم تمتلك استراتيجيات أو مهارات أو أي وسيلة للتعلم مثل النسختين السابقتين. ولكن المفاجأة كانت في أن وحدة الذكاء الاصطناعي تعلمت بنفسها عن طريق لعبها مع نفسها. المبرمجون والمهندسين العاملين على المشروع لم يقدموا للوحدة أي بيانات للتعلم أو طريقة للتعلم. لذلك، قررت الوحدة أن تلعب مع نفسها وتسعى للتغلب على نفسها. ومن خلال هذه الطريقة، استطاعت أن تتعلم استراتيجيات وتقنيات اللعبة ووصلت إلى مستوى المعلم في غضون 3 أيام فقط، وتفوقت بشكل حقيقي على النسختين السابقتين دون أي بيانات توجيهية. اكتسبت المعرفة بنفسها. هذا أمر مخيف جدًا، حيث أن وحدة الذكاء تمكنت من التعلم دون الحاجة إلى خبرات بشرية أو بيانات منا. بالعكس، العقل البشري والتقنيات البشرية هي التي كانت تحددها، ولكن الآن بدأت تتعلم بنفسها لتجاوز حدودنا. قامت جوجل باستخدام مهندسين من كوريا بتطوير نسخة جديدة تفوقت أيضًا على النسخة السابقة من خلال التعلم الذاتي. فتخيل الآن إذا قمنا بتطوير وحدة ذكاء اصطناعي في مجال أوسع كما نرغب، فما الذي يمكن أن تقوم به في ساعة واحدة باستخدام أبسط البيانات! تخيل الاتصال بالإنترنت الذي يحوي كل معرفة البشرية!
مخاوف من الذكاء الإصطناعي :
كل العلماء والمتابعون للأمر خائفون من تطور الذكاء الاصطناعي، لأنه على الرغم من أنه سيساعد البشرية على التقدم والرخاء بطريقة غير طبيعية وأنه قد يأخذنا في رحلة عبر الزمن والمكان ويعالج جميع الأمراض بفضل ذكاءه غير المحدود. لكن القلق يكمن في أنه ليس لديه حدود أو قيود أخلاقية أو وعي، فهو يسلك المنطق ويصل إلى النتيجة. يعني من الممكن أن يرى البشر متهورون مع الكوكب ومع أنفسهم وقد يقرر محو وجودنا. قد يرى أنهم تطوروا أكثر منا ويضعونا في حديقة حيوانات. يمكنهم فعل أي شيء غير متوقع لأنه يعتبره الصواب والمنطقي، تمامًا مثلما حدث في فيلم تيرميناتور لأرنولد شوارزنيجر وغيرها من الروايات والأفلام التي كانت تصنف خيال علمي. مع التقدم التدريجي والتطور الذي يحدث، قد يصل الخوف إلى الجميع في غضون بضع سنوات وهذا جعل شخص مثل إيلون ماسك يعبر عن خوفه الشديد من الذكاء الاصطناعي، وعندما يعبر شخص مثل إيلون عن خوفه، فإنه لن يتوقف فقط عند ذلك، بل سيتخذ إجراءات حقيقية لجعل الإنسان يواجه هذا الخطر المستقبلي وقام
بتأسيس شركة نيورالينك.
ايلون ماسك :
إيلون ماسك هو أحد الأسماء الذين تشعر أن لديهم مفاتيح المستقبل. إيلون ماسك هو رجل أعمال أمريكي من أصل جنوب أفريقي/كندي، يمتلك شركات خاصة ومؤسسات خيرية تنفق مليارات الدولارات سنويًا لمساعدة الفقراء وتشجيع المبدعين والمخترعين. بفضل ثروته التي تجاوزت 300 مليار دولار في بعض الأوقات، يعتبر إيلون أغنى شخص في العالم وواحد من أقوى الشخصيات على وجه الكوكب وأكثرهم تأثيرًا، ويشبه في الواقع شخصية “آيرون مان”. هناك ثلاثة أمور رئيسية – غير تويتر – يعمل عليها إيلون ماسك، وهي التي تكشف كيف يجلب المستقبل والتكنولوجيا معه. وتساعدك على تخيل كيف يخطط للعديد من الأشخاص الذين يعتبرونه هو مصدر التطور التكنولوجي للبشرية.
Space X :
شركة تعمل على البحث والاختراع من أجل اكتشاف وسيلة لاستكشاف الفضاء، وبالفعل نجحت في ذلك وتعمل الآن على نظم صواريخ لاستكشاف المريخ، حيث يرغبون في خلق بيئة مناسبة للأشخاص الذين يرغبون في العيش هناك كجزء من الرحلات التي يعملون أيضًا على توفيرها. وتقدم الشركة رحلات إلى الفضاء لأغراض الترفيه، حيث تأخذك في رحلة على متن صاروخ أو مركبة تصعد إلى مدار الأرض لفترة معينة ثم تعود مرة أخرى. وإذا لم تدرك قدرة تقدم هذه الشركة، فسأخبرك أنها ناسا، التي تُعتبر واحدة من أفضل برامج الفضاء في العالم، قارنها بين شركة البريد الحكومي وشركة فيديكس، فستدرك مدى تقدمها. إنهم يجعلونا قادرين على العيش على المريخ وغيرها من الكواكب خارج كوكبنا. هذا الرجل حرفيًا يساعد البشرية في استكشاف الفضاء والعيش على كواكب أخرى، وشركته هي التي طورت أنظمة الفضاء الحديثة وحتى جعل سيارة تسلا تطير في السماء قبل سنوات.
: Tesla Motors
إيلون ماسك هو صاحب ومؤسس والمهندس الرئيسي في شركة تسلا. وتعتبر سيارات تسلا هذه الأيام أكثر السيارات المتطورة. فهي تمثل مستقبل صناعة السيارات في العالم، حيث تعمل بالبطارية وتتمتع بالقدرة على القيادة الذاتية. تقدم سيارات تسلا تجربة فريدة، حيث توفر تقنيات التقييم للمسافات والراحة داخل السيارة مشابهة لتلك الموجودة في طائرة درجة أولى. وبفضل القيادة الذاتية، تستطيع السيارة التحكم بنفسها والتوقف عند الإشارات المرورية وتفادي المشاة وكل ما يعترضها على الطريق. وبالطبع، تتوفر أيضًا نماذج عادية لتلك السيارات. ولكن لم يكتف إيلون بهذا الحد، بل أعلن أنه يرغب في جعل هذه التكنولوجيا متاحة للجميع. فقد أعلن عن توفير براءة اختراعه للجمهور ولأي شركة مهتمة لاستخدامها، بهدف عدم جعلها مقتصرة على الأثرياء فقط وتكون بأسعار معقولة للجميع.
: SolarCity
قام إيلون ماسك وابن عمه بتأسيس شركة عملاقة تهتم بتطوير وانتاج تقنيات للحفاظ على الطاقة النظيفة وتوليدها وتخزينها، وبالأخص الطاقة الشمسية. تتعاون الشركة مع شركات كبرى ومصانع ومجتمعات لتوفير خدمات توليد الطاقة الشمسية بتكلفة منخفضة جدًا. وتعمل الشركة لإجراء البحوث والاختراعات لتقليل تكلفة توليد الطاقة الشمسية، إذ يطمح إيلون ماسك في جعل الكوكب يعتمد بشكل كامل على الطاقة النظيفة والرخيصة التي لا تنضب، وأيضًا للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الكوكب. (وتذكر أيضًا أن سيارات تسلا تعمل بالطاقة الشمسية والكهربائية). وبالإضافة إلى ذلك، قام إيلون ماسك بتأسيس مؤسسة غير ربحية، حيث يكون هدفها الرئيسي هو دعم الأشخاص الطموحين الذين يحملون أفكارًا عظيمة للمستقبل مثله. تعمل المؤسسة على دعمهم وتقديم التعليم وتوفير فرص لتحقيق أفكارهم في الواقع، بهدف تسريع وتطوير المستقبل الذي نراه في أفلام الخيال العلمي. تخيل رجلاً مثل هذا، عندما يدرك خطر الذكاء الاصطناعي ويقرر مواجهته!
نيورالينك :
هـل تـتذكـر قـصة الـفيلم ا لمـصري “الـلمبي 8 جـيجا”؟ حـيث يـتم زرع رقـاقـة فـي شـخص يـمكنه اسـتيعاب جـميع مـراجـع وكـتب المـحامـاة فـي عــقله، ويــتحول إلــى مــحامٍ ذكــي ونــاجــح بــشكل كــبير! هــذه الــفكرة تشــبه مــا يــحاول إيــلون مــاســك تــحقيقه فــي الــواقــع، ولــكن بــشكل أكــثر تـعقيدا وصـعوبـة. فـقد بـدأ إيـلون مـاسـك فـي تـحويـل هـذا الحـلم إلـى واقـع مـن خـلال زرع رقـاقـة فـي الـدمـاغ تـسمى “نـيورالـينك”. وقـد قـرر من خلال زرع هذه الرقاقة في الدماغ تطوير الإنسان لمواجهة خطر الذكاء ا لإصطناعي.
قــام إيــلون مــاســك وشــركــته بــإجــراء تجــربــة زرع الشــريــحة فــي أدمــغة حــيوانــات تــجارب، بــما فــي ذلــك الــخنازيــر والــقردة. وقــد تــمكنت هــذه الــحيوانــات مــن الــلعب عــلى الــكمبيوتــر بــاســتخدام عــقولــها فــقط، دون تحــريــك أجــزاء أخــرى مــن أجــسامــها. وحــالــ ًيا، حــصلت الشــركــة عــلى المــوافــقات الــرســمية لــبدء الــتجارب عــلى البشــر. ســيتم زرع الشــريــحة فــي غــلاف القشــرة الــدمــاغــية بحجــم صــغير جــدا، وســتتواصــل مــع
مناطق محددة في ا لمخ. وبوجود هذه الشريحة، ستكون قادرة على علاج العديد من المشاكل الطبية، بغض النظر عن عددها.
في بداية عام ٢٠١٦، كانت شركة نيورالينك يحيطها بعض الغموض، حيث كانت تعمل كشركة متخصصة في مجال علم الأعصاب. كان التركيز الرئيسي للشركة هو تطوير شريحة دماغية ذات نطاق ترددي عالٍ، تمكنها من التواصل بين أدمغة البشر والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر. هذه التقنية المعقدة تعتمد على نظام أسلاك رفيعة جدًا، حيث يمثل كل سلك قطبًا كهربائيًا يتم زرعه في الدماغ. يحتوي هذا الجهاز الصغير على أكثر من ٣٠٠٠ سلك موصولة بأسلاك مرنة تكون أرفع من شعرة الإنسان، ويمكنه مراقبة نشاط ألف خلية عصبية في الدماغ. تتصل هذه الأسلاك بشكل لاسلكي بجهاز صغير يتم وضعه خلف أذن الإنسان، ويشبه السماعات المستخدمة حاليًا لتعزيز حاسة السمع.
الروبوت الذي سيقوم بإجراء العملية الجراحية هو آلة معقدة للغاية وذات دقة عالية. يمتلك القدرة على الوصول إلى أعماق دماغك واستخدام إبرة وخيوط تشبه ماكينات الخياطة بالضبط، لتثبيت الخيوط العصبية في الموضع المحدد. يحتوي الروبوت الحالي على إبرة صغيرة جداً لا تتجاوز قياس ٤٠ ميكرومتر، والتي يمكنها تنظيم الخيوط الدقيقة وإدخالها بدقة في القشرة الدماغية مع تجنب الأوعية الدموية المرئية. ومع ذلك، تعمل الشركة حالياً على توسيع دور الروبوت في الجراحة، بهدف تقليل الوقت المطلوب لإكمال العملية. يتطلع إيلون ماسك إلى أن تصبح العملية بسيطة وتتم بدون تخدير كامل أو إلزام الشخص بالبقاء في المستشفى لفترة طويلة.
أحد التطبيقات الأولية في هذا المجال هو علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات وأمراض في الدماغ والعمود الفقري والشلل ومشاكل السمع والبصر. ومع ذلك، في مراحل متقدمة أخرى، يمكن أن تمنح الشريحة “قدرات معززة” للبشر، كما وصفها ماسك. على سبيل المثال، القدرة على نقل المقاطع الصوتية مباشرة إلى العقل. يهدف نيورالينك في نهاية المطاف إلى إنشاء واجهة دماغية كاملة قادرة على ربط الذكاء البيولوجي والاصطناعي بشكل أكثر توثيقًا. وعلى المدى البعيد، يقول ماسك أن البشر لن يحتاجوا بعد ذلك إلى استخدام الكلام للتواصل والتفاهم مع بعضهم البعض، بل يمكنهم التواصل من خلال الشريحة بواسطة التخاطر. وستكون لديها القدرة على حفظ الذكريات واستدعائها في أي وقت يرغبون، ويمكن نقلها حتى بعد الوفاة إلى جهاز كمبيوتر أو شريحة روبوت أو آخر يشبه الإنسان مثل فيلم “Transcendence” – للممثل جوني ديب.
الشرائح ليست فكرة جديدة :
هذه المحاولات ليست جديدة، فتكنولوجيا مثل هذه ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين، وتوجد حاليًا واجهات تربط بين الدماغ والآلة ولكن بقدرات محدودة. في التجارب التحفيز العميق للدماغ أو ما يسمى التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة. ووفقًا لمايو كلينيك، يتم استخدام المجالات المغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ، ويمكن استخدامها لعلاج حالات الاكتئاب والتي حصلت بعضها على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. وتُستخدم هذه التقنية لأغراض طبية مثل علاج الارتجاف الناتج عن الشلل.
وفي بداية القرن الحالي، ظهر “برين جيت”، وهو جهاز تجريبي يستخدم مجموعة من الأقطاب الكهربائية لترجمة الرغبة في تحريك الأطراف من الدماغ إلى الجهاز. ومع ذلك، فإنه لا يزال قيد الدراسة. في عام 2013، وافقت إدارة الغذاء والدواء على نظام محاكاة RNS، وهو يولّد إشارات كهربائية صغيرة جدًا في الدماغ يعمل على وقف النوبات لمرضى الصرع.
من هم منافسون إليون ماسك :
فيسبوك حاليًا تقوم بإجراء أبحاث خاصة بواجهة الدماغ والآلة بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، بهدف تطوير طريقة للتواصل بين البشر وأجهزة الكمبيوتر بدون الحاجة لاستخدام الأيدي. وقد قامت فيسبوك بشراء شركة CTRL-labs، وهي شركة ناشئة قامت بتطوير تقنية لقياس نشاط الخلايا العصبية من خلال جهاز يوضع في اليد، مما يتيح التحكم في الأنشطة الرقمية.
ستيفن تشيس هو أستاذ الهندسة الطبية الحيوية في معهد علم الأعصاب في جامعة كارنيجي ميلون. يقوم بإجراء التجارب السريرية لزرع أقطاب كهربائية في أدمغة مرضى الشلل الرباعي، ويستخدمون هذه الأقطاب الكهربائية والنشاط العصبي المسجل على تلك الأقطاب للتحكم في الأجهزة الخارجية مثل شاشات الكمبيوتر والأذرع الروبوتية.
وفي عام ٢٠١٩ استخدمت شركة DARPA واجهة تجريبية بين الدماغ والحاسوب وهي شريحة جراحية سمحت لشخص مشلول بتحريك طائرة محاكاة.
متي ستطبق علي البشر بشكل واسع ؟
مع كل هذه الأمثلة، لكن إيلون ماسك يرغب في الحصول على المزيد من هذا النوع من الرقاقات، وأكثر من العلاجات الصحية وغيرها. يرى أن التكنولوجيا فرصة لبناء واجهة بين العقل والكمبيوتر، وهي متاحة على نطاق واسع للمستهلكين. ومن وجهة نظره، فإن ذلك سيمكن إنسانًا من مواكبة الذكاء الاصطناعي القوي جدًا! التجربة لهذه الرقاقة قد لا تكون ذات فائدة حالياً للشخص العادي، وإنما المشروع بشكل عام موجه لمخاوف إيلون ماسك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيتحول في المستقبل إلى سلاح خطير جدًا، أخطر من السلاح النووي، وعندئذ لن يتمكن البشر من مواجهته. وفقاً لموقع “أمريكان ساينس”، أجرت نيورالينك تجربة الفكرة على 3,000 حيوان من المختبرات، وقدمت نتائجها للجميع من خلال نشر ورقة بحث على شبكة الإنترنت. بعد ذلك، سيبدأ قريباً إيلون ماسك، كما ذكرنا، التجارب على البشر لإطلاق فكرة الرقاقة الدماغية في الأسواق، وفتحت شركته الناشئة “نيورالينك” باب التقديم لوظيفة جديدة تسمى “مدير التجارب السريرية”. سيتولى هذا المدير مسؤولية بناء الفريق المسؤول عن إدارة التجارب بالتعاون مع “مجموعة من أذكى الخبراء وأكثرهم موهبة في مجالات الطب والهندسة”. الشركة تسعى على وجه التحديد للأشخاص الذين يعانون من شلل، ليتطوعوا للمشاركة في التجارب، وذلك لإثبات قدرتها على منحهم التحكم العصبي المباشر في مؤشر الكمبيوتر.
دماغك ممكن تتهكر !
قـالـت شـركـة “نـيورالـينك” إنـها تـحتاج إلـى مـحاكـاة عـدد مـليون خـلية عـصبية قـبل أن تـتمكن مـن بـناء الـبنية الـتحتية لـلاتـصال بـين الأدمـغة والآلات. وإذا اســتمرت الشــركــة بــنفس مــعدلــها الــحالــي، فــلن تــتمكــن مــن تــحقيق هــدفــها إلا فــي عــام 2100. وفــي الــوقــت الــحالــي، هــناك مـخاوف حـقيقية مـن أن هـذه الـرقـائـق قـد تـتعرض لـلاخـتراق ا لإلـكترونـي، مـما يهـدد الـحياة البشـريـة وخـصوصـيتها. قـد يـجعل البشـر وسـائـل تـدمـيريـة فـي أيـدي الـذيـن يـخترقـون عـقولـنا. هـناك أيـضًا احـتمال أن تـتعرض الـرقـائـق الإلـكترونـية لأي ضـرر، مـمـا قـد يـؤثـر عـلى صـحتنا الجسـديـة بـطرق غـير مـعروفـة. هـذه الـمخاوف ليسـت مجـرد مـخاوف بـشأن آثـار جـانـبيـة، بـل هـي مـخاوف تهـدد وجـود الإنـسان نـفسـه، حـيث يـفتقد الـحق فـي اخـتياراتــه وخـصوصـيتـه ويـتدخــل فـي نـوايــا تــفكيره. هـل يـمكن أن نـحاسـب يـومًا مـا عـلى نـيتنا فـقـط قـبـل أن تـتحول الـنية إلـى فـعـل فـعـلـي! إيـلـون مـاسـك بــالــتأكيــد يـفهم ويـرى هـذه الـمخاوف، ولـكـن رؤيــتـه هــي أن اخــتيــاراتــنا محــدودة جــدًا أمــام تــقدم الــذكــاء الاصـطـنـاعـي، وأن وجـوده ســيتفوق عــلى حـيـاتـنا. لـذا، يـجب أن نجـد طـريـقـة لـتطويـر ذكـاء الإنـسـان بـدلاً مـن تـطويـر ذكـاء الـكمبيوتـرات الـتي وصـلـت إلى مراحل متقدمة جـدًا! قـال مـاسـك: “نـيـورالـيـنـك حـقـقـت نـتـائـج جـيـدة مـع الـقـرود، وأكــد أنــهــا آمــنــة ومــوثــوقــة جــدًا، ووصــف طــريــقـة زرع الــجـهـاز فـي نـيـورالـيـنـك بـأنـهـا تـفوق بـكـثـيـرٍ مـتـطـلـبـات إدارة الـغـذاء والـدواء الأمـريـكيـة”. ولـكـن الأغـرب أيـضًا هـو أن رقـاقـة نـيـورالـيـنـك سـتـكـون قـابـلـة لـلإزالـة والـتركـيـب بـأمـان تـمًامًا مـثـل تـركـيـبـة الـرقـاقـة الـذاكـيـرة فـي الـهـواتـف الـمـحـمـولـة وإزالتـهـا! فـي مــقـابــلــة مــع وـول ســتريــت جــورنــال، حــاول مــاســك أن يــطمــئــن الــنــاس وقــال: “إن الــرقــائــق لا تــشكــل خــطــرًا عــلى صــحــة الإنــســان عــلى الإطــلاق، وعلى المــدى الــطــويل، تســعــى الــشــركــة إلى تحقيــق دــرجــة مــن الــتــعــايــش بــيــن الــبــشــر والــذكــاء الاصـطـنـاعـي”.
عظمة العلم :
إيلون ماسك في مقابلة على الراديو سئل عن إمكانية تحويل الإنسان في المستقبل إلى “سايبورج”. ولمن لا يعرف معنى السايبورج، فإنه يشير إلى إنسان يحتوي على أجزاء ميكانيكية وإلكترونية، مثلما يتم تصوّره في الأفلام، حيث يمتلك الشخص قوة مدفعية أو خارقة في ذراعيه، وعينًا ليزرية وحادة مثل السكين، ورجل معدنية، وهكذا. بمعنى آخر، يمكنك التحكم في هذه الأجزاء الميكانيكية بواسطة عقلك. فأجاب ماسك بشكل مفاجئ قائلاً: “نحن بالفعل سايبورج في الواقع وربما لم تنتبه لذلك. هاتفك المحمول الذي تحمله هو مجرد امتداد لوجودك الجسدي. أنت تمتلك جسدًا ماديًا، ولديك جسم إلكتروني.” هاتفك المحمول يحتوي على كل علاقاتك وأفكارك وصورك ومعلوماتك وغيرها. هذا الهاتف أو الكمبيوتر هو وسيلة تواصلك الحالية التي تتواصل بها مع الآخرين، تمامًا كما تتواصل شفهياً مع أي شخص آخر. بالتالي، يعتبر جسدك الفعلي ماديًا وجسمك الإلكتروني موجودين في يدك على هاتفك النقال، وبالتالي أصبح الجزء الفعلي منك وجزءًا من شخصيتك. فأنت الآن تمتلك جزءًا إلكترونيًا منك، ولكن المشكلة هنا تكمن في سرعة تبادل البيانات بينك وبين “عضوك” الإلكتروني الاصطناعي.عـندمـا يـفكر الـسايـبورج فـي تحـريـك ساقه، يتحرك العضو الاصطناعي بشكل فوري تماً كـما لـو كـان جـزءاً طـبيعيًا من الـجسم. وعـندمـا تـرغـب فـي الـتواصـل أو التحـدث أو الـبحث أو الـتصوير ومـا إلـى ذلـك مـن هـاتـفك الـمحـمول، تـرسـل إلـيه إشـارات وتـعليمات، ويـقوم بـتنفيذهـا، لـكن بـمعدل أبـطأ بـكثير مـن سـرعـة الـكتابـة أو إعـطاء الأوامـر وتـنفيذهـا فـوًراً. يـمكن وصـف عـملية تـبادل الـبيانـات بـين جـسـمك الـمادي وعـضوك الإلـكترونـي كـمـا لـو كـانـتـما تـبادلان الـبيانـات عـبر مـصـدر واحـد. إذا اسـتطـاع البشـر إيـجـاد طـريـقـة لـزيـادة سـرعـة نـقـل الـبيانـات والـتواصـل بـيـنـك وبـيـن عـضـوك الإلـكترونـي الإصـطـنـاعـي، والـذي يـكون حـالـيًا الـهاتـف الـمحـمول، فـإنـه سـيـكون مـن السـهـل جـدًا أن نـتـحـقـق مـن الـسـايـبـورج بـاًلمـعـنـى الـذي نـشـاهـده فـي الـأفـلـام. تـخـيـل أن تـفـكـر فـي أن تـعـرف مـعـلـومـة مـا، وفـي نـفـس الـلـحـظـة يـتـم الـبـحـث عـنـهـا فـي ذهـنـك وتـظـهـر لـك الـمـعـلـومـة، بـدلاً مـن الـبـحـث عـبـر الـهـاتـف لـمـدة خـمـس دقـائـق. مـاسـك يـقـوم أنـه يـمـكـنـنـا تـحـقـيـق تـكـامـل حـقـيـقـي بـيـن الإنـسـان وا لآلـة فـي جـسـد واحـد. فـمـثـلاً، تـخـيـل أن فـقـدت عـيـنًا، فـيـمـكـن تـوفـير عـيـن إصـطـنـاعـيـة إلـكـتـرونـيـة تـتـصـل بـعـقـلـك وتـكـون قـوتـهـا أعـلـى بـمـئـة مـرة مـن الـعـيـن الـبـشـريـة. وإذا فـقـدت ذراًعًا أو إصـبًعًا، فـيـمـكـن تـوفـير ذراع إلـكـتـرونـيـة أخـرى تـكـون أقـوى بـخـمـسـيـن مـرة. وإذا فـقـدت عـضـوًا داخـلًيًا، فـيـمـكـن تـوفـير عـضـو صـنـاعـي آخـر يـكـون كـفـاءتـه أعـلـى بـعـشـريـن مـرة مـن الـعـضـو الـبـشـري الـطـبـيـعـي، وهـكـذا.
المصادر:
https://neuralink.com/blog/monkey-mindpong/
https://middle-east-online.com/ تحريك-الأشياء-بقوة-الذهن-والتخاطر-أقرب-للعلم-من-الخيال
https://arabic.cnn.com/tech/2017/04/24/elon-musk-brain-ai
https://middle-east-online.com/حان-الوقت-لزراعة-شرائح-في-أدمغة-البشر
https://www.ida2at.com/elon-musk-fulfills-prophecy-lumby-8-giga/
https://www.alarabiya.net/aswaq/special-stories/2021/11/23/تسلا-تقود-ثروة-ايلون-ماسك-لتجاوز-
حاجز-300-مليار-دولار-مرة-أخرى
https://openai.com/blog/emergent-tool-use/
www.youtu.be/Lu56xVlZ40M
https://deepmind.com/research/case-studies/alphago-the-story-so-far
https://deepmind.com/blog/article/alphago-zero-starting-scratch
https://www.imdb.com/title/tt0088247/?ref_=ext_shr_lnk
https://www.imdb.com/title/tt2210581/?ref_=ext_shr_lnk
https://www.tesmanian.com/blogs/tesmanian-blog/neuralink-musk
https://scientificarab.com/new-device-epilepsy-patients-could-save-thousands-lives/
www.youtube.com/watch?v=KMNIpfJB04c
https://www.cmu.edu/bme/People/Faculty/profile/schase.html
www.aljazeera.net/news/scienceandtechnology/2017/4/22/
www.youtube.com/watch?v=Gqdo57uky4o
https://www.nature.com/articles/s41551-020-0542-9
www.sciencearabia.net/العقل–فوق–الجسم–البحث–عن–واجهات–أقوى–ب
We are excited to share that we have received the FDA’s approval to launch our first-in-human clinical study!
This is the result of incredible work by the Neuralink team in close collaboration with the FDA and represents an important first step that will one day allow our…
— Neuralink (@neuralink) May 25, 2023