هل يتحداكِ طفلكِ طوال الوقت، ويرفض القيام بأشياء معينة؟ هل يُصّر دومًا على فعل الأشياء على طريقته الخاصة وقد يرفض الذهاب إلى المدرسة في بعض الأحيان؟ تتعجبين دومًا أنكِ لم تكوني على هذه الحال في نفس عُمره! الطفل العنيد هو طفل شديد الحساسية، بجانب ذلك فهو يُظهر مستوى عالي من العناد، كما لديه إرادة قوية فلا يعدل عن تصرفاته بسهولة! تابعي معي هذا المقال لفهم شخصية الطفل العنيد وكيفية التعامل معه…فلننطلق سويًا في رحلتنا…
العناد
ما التعريف الصحيح للعناد؟ هو إظهار التصميم الدؤوب على عدم تغيير موقف المرء أو موقفه من شيء ما، يظهر في الأطفال ذوي الحساسية العالية، كما أن لهم طاقة عالية من التحدي.
فهم يعتمدون على حكمتهم الداخلية -الذكاء الحدسي- بعبارة أخرى، هؤلاء الأولاد والبنات شديدو الحساسية لا يمكن تملقهم من قِبل أشخاص آخرين -فهم متحمسون داخليًا وعندما يريدون فعل شيء ما، سيفعلون ذلك.
إذن ماذا تفعلين عندما يحفر ابنك أو ابنتك شديدة الحساسية في أعقابهم؟
لديّ ثلاثة اقتراحات بسيطة
- العمل معهم: غالبًا ما يُخبر الآباء وغيرهم من البالغين الأطفال بما يجب عليهم فعله مقابل الشراكة معهم، هذه مشكلة؛ الأطفال ذوو الحساسية العالية حساسون لكلماتك وسلوكك ونبرتك و أجواءك وموقفك العام تجاههم لذلك سيفعلون الشيء على طريقتهم الخاصة.
إذا كانت طريقتكِ في فهم شخصية الطفل العنيد وكيفية التعامل معه هي التحدي والرفض، فأنتِ بحاجة إلى تغيير نهجكِ والشراكة معه حتى لو كان صعبًا، وتُفكرين أنه آخر شيء تريدين القيام به …لكنه سيوفر لكِ في النهاية الوقت والطاقة والإحباط.
- التفاوض: الشيء الجلي أن الأطفال الذين يتصرفون من تلقاء أنفسهم، يحتاجون إلى شيء لا يحصلون عليه. لذا اطرحي أسئلة مثل: ما الذي يحدث؟ كيف يمكنني مساعدتك؟ لماذا أنت مستاء؟ ماذا تريد الآن؟ فهذا من شأنه أن يُرسل الرسالة الصحيحة للطفل بأنه (كائن قوي وشريك في قراراته) حتى يفوز وتفوزي. لا حرج في هذا!
3.إلهامهم: يتأثر الأطفال ذوو الحساسية العالية جدًا بكلماتِك وأفعالِك وما يرونه من حولهم، لذا استخدمي أمثلة ناجحة لإلهامهم. على سبيل المثال إذا كان يُحب رياضة بعينيها، ولكنه غير مهتم بواجباته المدرسية، فأخبريه عن شخص ما -سواءًا كان مثالاً حقيقيًا أو من نسج الخيال- قد فقد فرصته في تحقيق حلمه في رياضته المفضلة، لأنه أهمل واجباته المدرسية!
كيفية تهذيب الطفل العنيد
إذا أستطعتِ فهم شخصية الطفل العنيد وكيفية التعامل معه، فقد قطعتِ شوطًا كبيرًا حتى الآن. ولكن ماذا إذا كنتِ تريدين تهذيب بعض سلوكياته؟ كيف تفعلين ذلك؟ سأخبركِ في السطور القادمة…
- الخطوة الأولى:
يميل الأطفال إلى أن يكونوا عنيدين بشكل خاص خلال سنوات الطفولة والمراهقة، ولكن يمكن أن يحدث العناد في أي عمر. في بعض الأحيان، يجب أن تعلمهم بصفتك أحد الوالدين كيفية التعامل مع شخصياتهم؛ في حالات أخرى هي مجرد وسيلة لاختبار الحدود وتأكيد حريتهم.
تعليم الأطفال العنيدين التعبير عن أنفسهم والتعامل مع ضغوطهم بطرق صحية هو مفتاح الانضباط الفعال. تأديب الطفل العنيد من خلال التزام الهدوء والاستماع إلى الطفل وفهمه ووضع مثال جيد للسلوك المقبول.
تُعرف السنوات الثلاث الأولى من العمر بأنها “فترة حرجة” في نمو الطفل، حيث ينمو دماغ الطفل ويتعلم باستمرار، ويخزن المعلومات التي سيستخدمها لبقية حياته.
على سبيل المثال، إذا كنتِ معتادة على مجرد قول “لا” أو جعل وجهكِ غاضبًا في كل مرة يقوم فيها طفلك بسلوك غير مرغوب فيه، فمن الممكن أن يكرر الطفل السلوك ببساطة ليرى ما إذا كان رد فعلكِ يبقى كما هو. من خلال تغيير استجابتكِ للسلوك، سيرى طفلك أنه لا يمكنه دائمًا الحصول على الاستجابة التي يريدها وسيحاول سلوكيات مختلفة.
- الخطوة الثانية:
إذا كان طفلكِ يلامس بعناد نفس الشيء القابل للكسر كل يوم أو يرفض البقاء بعيدًا عن خزائن المطبخ -بدلاً من معاقبة الطفل أو تأديبه- أعيدي ترتيب المنزل لجعله آمنًا ويمكن الوصول إليه. فهو منزله أيضًا، ويتعلم بشكل أفضل عندما يمكنه استكشافه.
مع نمو طفلكِ، سيكتشف مناطق جديدة يجب أن تكون آمنة له، ولديه إمكانية أكبر للتعلم واللعب دون مخاطر. يجب أن تبدأي في حماية منزلكِ قبل أن يصبح طفلك متحركًا (عادة حوالي تسعة أو 10 أشهر من العمر).
- الخطوة الثالثة:
قولي نعم؛ يقضي معظم الرضع والأطفال الصغار أيامهم في سماع “لا” بعد “لا”، ونادرًا ما ينخرطون في السلوكيات التي يختارونها. بعد قيامكِ بتغيير بيئة منزلكِ وجعله آمنًا، اجعلي هدفكِ أن تقول “نعم” كلما كان ذلك آمنًا وممكنًا. إن قول “نعم” سيسمح لطفلكِ بتولي مسئولية خبراته التعليمية واستكشاف الأشياء التي تهمه.
اسمحي لطفلكِ بقضاء بعض الوقت في الخارج، وممارسة الفنون والحرف اليدوية، أو الرش في حوض الاستحمام قدر الإمكان. ستساعد الأنشطة الإبداعية والتعبيرية الجسدية على استخدام بعض طاقة الطفل، مما يساعده على النوم بشكل أفضل مما يؤدي بدوره إلى طفل أكثر امتثالًا وأقل عنادًا.
- الخطوة الرابعة:
أعيدي توجيه انتباه طفلكِ؛ إذا كان طفلكِ يتجه نحو سلوك خارج عن المألوف، فقولي اسمه ثم أعيدي توجيه انتباهه إلى لعبة أو إلهاء يستمتع به. احتفظي بترسانة من الاستراتيجيات جاهزة لإعادة توجيه انتباه طفلك في أي لحظة.
على سبيل المثال لا الحصر، أحضري كتابه الصغير المفضل من الورق أو الوجبة الخفيفة أو اللعبة الصغيرة في حقيبتكِ عند مغادرة المنزل. أبقِ الشيء مخفيًا في حقيبتكِ حتى تحتاجينه. إذا كنتِ أنتِ وطفلك في منزل أحد الأصدقاء وكان الطفل متجهًا نحو سلك كهربائي، فقولي اسمه ثم اسأليه عما إذا كان يريد الكرة، من المرجح أن يلفت التشتيت انتباهه ويُحوّل سلوكه.
- الخطوة الخامسة:
“الأيدي اللطيفة”؛ أحد أكثر السلوكيات السيئة شيوعًا التي يكررها الأطفال الصغار هو الضرب أو العض أو الركل. يفعلون ذلك لمعرفة نوع رد الفعل الذي سيحصلون عليه، وليس لإيذاءكِ أو إيذاء الآخرين. من المهم أن تُعلّمي طفلك كيفية التفاعل مع الآخرين بطريقة آمنة.
عندما يضربكِ طفلكِ، امسكي يده التي استخدمها وانظري في عينيه، وقولي له: “نحن لا نضرب؛ فأيدينا لطيفة”. ثم -وأنتِ لا تزالين ممسكةً بيده- استخدميها بلطف للمس ذراعكِ أو وجهكِ (أينما ضربك)، قائلة “اليد اللطيفة تلمس هكذا”، لتظهري له الفرق بين اللمس اللطيف والضرب.
ها نحن ذا نصل لنهاية رحلتنا لمحاولة فهم شخصية الطفل العنيد وكيفية التعامل معه وتهذيبه، أطفالنا شديدو الحساسية ليسوا حساسين فقط، لكنهم ذو قدرات عالية. تقع مسئولية تربيتهم على أكتافنا، فلا بد من حماية الرعيّة، ودعم مواهبهم الفريدة ومساعدتهم في توجيه عنادهم بطرق مثمرة.
المصادر:
https://health.clevelandclinic.org/6-ways-to-deal-with-your-childs-aggressive-behavior/https://www.independent.co.uk/news/science/why-stubborn-children-are-more-likely-become-successful-a6864966.htmlhttps://www.wikihow.com/Discipline-a-Stubborn-Childhttps://www.psychologytoday.com/us/blog/creative-development/201301/the-highly-sensitive-and-stubborn-child