قد تكون العلاقة السياسية بين روسيا والعديد من الحكومات الأوروبية متوترة قليلاً هنا على الأرض، ولكن خذ الجيران المتوترين إلى الفضاء، وفجأة ستصبح جميع الأمور أكثر ودية، فقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) يعملان معاً على خطة لإطلاق مسبار إلى القطب الجنوبي للقمر بحثاً عن الماء.
ستنطلق بعثة (Lunar 27) في عام 2020، وستكون مهمتها الأساسية هي البحث عن الماء المتجمد، حيث يعتبر الماء من الموارد الثمينة للغاية في مجال استكشاف الفضاء، وهذا لا يتوقف فقط عند حدود كونه مادة أساسية للحياة، ولكن لكون هذا الماء أيضاً مصدر رائع للوقود الهيدروجيني حين فصله إلى الجزئيين الأساسيين الأكسجين والهيدروجين.
ستكون البعثة الأولية روبوتية، ولكن الهدف العام هو بدء الاستعدادات لبناء قاعدة على القمر، قادرة على توفير الدعم للمستكشفين البشريين.
الجدير بالذكر أن وكالة ناسا لا تشارك في هذا التعاون، ولكنها من جهتها تعمل أيضاً على خطط قمرية خاصة بها، حيث من المقرر أن تقوم وكالة الفضاء الأمريكية بإرسال أقمار صناعية الصغيرة، تدعى (CubeSats) إلى القمر لتحليل كمية المياه هناك، مما يمهد الطريق لبناء محطة محتملة للتزود بالوقود الهيدروجيني، حيث يمكن لرواد الفضاء أن يملؤوا خزاناتهم في طريقهم إلى المريخ.
من جهة ثانية، فقد ركزت الصين أنظارها أيضاً على القمر، حيث تخطط حالياً لتكون أول دولة تحط على الجانب الآخر البعيد من القمر، وهي تأمل بأن ترسل في نهاية المطاف طاقم مهماتها إلى هناك.
حتى الآن، يبدو بأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة على الأرض التي استطاع أحد سكانها الهبوط على سطح القمر، ولكن المهمة الأخيرة التي تم بعثها إلى القمر كانت في عام 1972، وقد مضى ما يقارب الـ 43 عاماً منذ أن وضع (يوجين سيرنان) قدمه على سطح القمر، ولكن الآن، يبدو بأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يحرصون على اتباع خطاه.