الروبوتات قادمة، لا أحد يستطيع إنكار ذلك، إنها تأخذ وظائفنا، تقوم بقيادة سياراتنا، بل إننا ربما نفاجأ ذات يوم أنها تعلن الحرب علينا كما في الأفلام، لكن، لحسن الحظ أنها لا تستطيع قراءة أفكارنا، ولكن لحظة! يا إلهي، يبدو أنهم ابتكروا روبوتاً يستطيع القيام بذلك !
هذا الروبوت سمي بـ”الروبوت النفسي”، وقد طوره مهندسون بيولوجيون في الولايات المتحدة، باستخدام خوارزمية حسابية يفترض أن تقوم بالتكهن بما نريد القيام به، البرنامج الذي يقوم عليه الروبوت ليس ساحراً، وهو لا يقرأ الأفكار البشرية بحد ذاته في الحقيقة، لكنه يتنبأ بنوايا الشخص بناء على حسابات أفعاله السابقة، إذا تمت مقاطعة فعل معين.
لنأخذ مثالاً، إنك إذا أردت أن تصل لشئ موجود على مكتبك، لكن يدك اصطدمت بعقبة غير متوقعة حالت بينك وبين إمساك ما تريد، يستطيع شخص آخر واقف ليشاهدك أن يخمن الحركة التي تنوي القيام بها ومسارها، لكن هل يستطيع الروبوت القيام بذلك؟
لكي يختبر المهندسون هذه النظرية، فإن الفريق في جامعة إلينوي في شيكاغو قام باختبار هذا السيناريو بالذات، ليتتبعوا ويحللوا حركة أيدي الناس وهم يحاولون الوصول إلى غرض ما على طاولة افتراضية، لكن عائقاً ما قاطع طريق أيديهم فجأة.
الفريق قام بعدئذ يابتكار خوارزمية تقوم –مثلها مثل الأشخاص- بحساب المسار الذي ستتوجه إليه الأيدي، أي أنها في جوهرها أحد البرامج التنبؤية التي تتنبأ بالإجراءات المادية والنوايا بناء على ما حدث من قبل.
هذا الشئ يبدو بالغ الروعة عندما تفكر في تطبيقاته التكنولوجية المحتملة في العالم الحقيقي، فعلى سبيل المثال، يمكن الاستعانة به في السيارات نصف الآلية لتفادي الحوادث البسيطة والقاتلة بناء على مراقبتها لطريقة القيادة السابقة للشخص.
ويقول جاستين هورويتز، المؤلف الأول لهذه الدراسة والتي نشرت في دورية “بلوس وان”، إنه إذا اصطدمنا برقعة من الجليد وبدأت السيارة في الانحراف، فإن السيارة التي تمتلك هذا الذكاء الروبوتي سوف تخمن أين كنا نريد أن نذهب، وتنقذ الموقف بسرعة.
وقد تابع هورويتز قائلاً إن الذكاء الروبوتي النفسي لن يصحح المسار اعتماداً على النقطة التي نتجه إليها الآن، بل على النقطة “التي أردنا أن نتجه إليها”، فهذا الكمبيوتر لديه أجهزة استشعار إضافية كما إنه يستطيع معالجة المعلومات التي تصل إليه وتكوين رد فعل مناسب أسرع بكثير مما نستطيع نحن، إذا كانت السيارة تستطيع أن تعرف أين كنا متجهين، تستطيع قيادة نفسها إلى هناك، لكنها تحتاج إلى معرفة حركات العجلات التي تمثل نوايانا، وأي الحركات تمثل ردود أفعال على البيئة التي حدث لها تغير مفاجئ.
هناك تطبيقات نظرية لا محدودة لهذا الابتكار، منها مجال آخر مهم وهو الأطراف الصناعية الذكية، فبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الرعاش في أطرافهم، يستطيع هذا البرنامج أن يستشعر الحركات التي كانوا ينوون عليها قبل أن تعيقهم الرعشة، وبالتالي تقلل اهتزاز الأطراف.
هورويتز قال إن العلماء يسمون هذا الروبوت “الروبوت النفسي”، فإذا كنت تعرف كيف يتحرك شخص ما، وما هو العائق الذي يواجهه، تستطيع أن تقول ما الذي كان ينوي فعله وتساعده فيه، وهو ما يعني أننا نستطيع استخدام هذه الخوارزمية لتصميم آلات تستطيع تصحيح مسار سيارة تنحرف أو مساعدة شخص تعرض لسكتة دماغية يعاني من الشلل التشنجي.