استطاع مهندسون صنع آلات يمكنها أن تعمل حتى بعد أن تتعرض للأضرار، وذلك بتطويرهم لروبوتات يمكنها أن تعلم نفسها كيفية السير حتى وإن كانت أرجلها مكسورة، حيث تستخدم هذه الروبوتات مبدأ التجربة الذكية والخاطئة، وبذلك يستطيع الروبوت أن يعاود المشي ثانيةً خلال أقل من دقيقتين من حصول الضرر.
يشير مصنعو هذا الروبوت، بأن هذه التقنية الجديدة ستجعل من الروبوتات أكثر قوة وفعالية في المستقبل، حيث تعتمد فكرة معالجة الذات على ذات الطريقة التي تستعملها الحيوانات المصابة، ويشير الباحثون إلى أن تطوير الروبوتات لتتبع منهجية التجربة والخطأ، يمكن أن يفيد في الأغراض العسكرية، فالروبوتات التي تقوم بمتابعة الهجوم، بغض النظر عن مقدار الأضرار التي أصابتها، تعيد إلى الأذهان صورة الروبوت الذي لا يمكن إيقافه من فيلم ((Terminator.
معظم الروبوتات التي توجد في المصانع حالياً، تقوم بمهام محدودة جداً، أما العلماء فيرغبون بتطوير الروبوتات لتكون قادرة على فهم المواقف الجديدة والمتغيرة، حيث يعد التحدي الحقيقي الذي يسعى إليه العلماء، هو تصنيع روبوت قادر على التكيف مع البيئات الغير منظمة، وذلك تبعاً للدكتورة (فومييا إيدا)، من مختبر الذكاء الآلي في جامعة كامبريدج.
تقوم فكرة الروبوت القادر على معالجة نفسه، على محاكاة سلوك الحيوانات، كون الحيوانات عندما تفقد أحد أطرافها، فإنها تتعلم كيف تعرج بشكل سريع جداً، ولكن عندما تصاب أحد أرجل الروبوتات ، فإنها تصبح عاجزة بالكامل، لذا قام العلماء بتصنيع روبوت يقوم باكتشاف أي من الساقين هي المصابة، ومن ثم يستخدم مبدأ التجربة والخطأ لمعرفة أفضل طريقة ليستطيع بها مواصلة المشي.
وتشير الدكتورة (إيدا) بأن استعمالات الروبوتات القابلة للتكيف لا تقتصر على المجالات العسكرية فقط، فهناك الكثير من التطبيقات التي يمكن لهذه الروبوتات العمل بها خارج نظاق الجيش، مثل العمل في البيئات القاسية كالفضاء، أو في المحطات النووية، كفوكوشيما، حيث لا يمكن للبشر أن يستمروا على قيد الحياة.
أخيراً، قام علماء آخرون بتطوير روبوتات ومواد يمكنها شفاء نفسها عندما تتعرض للعطب، ومن الممكن في المستقبل، بناء طائرات بدون طيار تحتوي على سوائل خفيفة الوزن، بحيث يمكن للطائرات شفاء نفسها من الأضرار التي تلحق بها أثناء الطيران، وكذلك توجد فكرة تقوم على تزويد الطائرات بطابعات ثلاثية الأبعاد، ليتم طباعة أجزاء جديدة للطائرة عند تلف الأجزاء القديمة.