ظهرت منذ فترة قريبة ظاهرة انخفاض أعداد النحل في جميع أنحاء العالم وتمت تسمية هذه الظاهرة بـ (متلازمة انهيار مستعمرات النحل) حيث أدت حتى الوقت الراهن إلى فقدان ربع تعداد نحل العسل حول العالم، والمشكلة تكمن بأنه لا توجد أية معلومات عن سبب هذه الظاهرة، وكون النحل يلعب دوراً مهماً في الإنتاج الغذائي, حيث يشارك في تنمية معظم المنتجات الزراعية التي يستعملها البشر، لذلك قام العلماء بوضع رقاقات تتبع عليهم لمعرفة السبب وراء هذا الاختفاء الغامض.
يقوم العلماء على جزيرة تسمانيا التابعة لاستراليا، بمراقبة حركة النحل عن طريق وضع رقائق صغيرة عليه باستخدام الصمغ شديد الالتصاق، حيث يبلغ وزن هذه الرقاقات حوالي ثلث الوزن الذي تستطيع النحلة حمله، وفي كل مرة يخرج النحل فيها من خليته ويعود إليها، تقوم الرقاقة بتسجيل معلومات عن كل نحلة وعن المدة التي غابت بها عن الخلية.
تم تتبع حوالي 10 آلاف نحلة خلال 18 شهراً، وكان الهدف هو مراقبة التبدلات التي تطرأ على النحل ضمن التغيرات البيئية المختلفة، حيث تم بداية تتبع النحل في حالته الطبيعية، لوضع قاعدة عامة عن حركة النحل، وذلك عن طريق احصاء عدد المرات التي خرج فيها النحل من الخلية، والمدة التي قضاها خارج الخلية، وكانت الخطوة التالية تتمثل في وضع كمية صغيرة من المبيدات الحشرية في الماء المحلى الذي يشرب منه النحل، وتعريضه لبيئة ملوثة، لتحديد أي منهما سيؤثر على سلوك النحل، وتم ملاحظة وجود تغيرات عصبية لدى النحل نتيجة لتعرضها للمبيدات وللبيئة الملوثة.
أخيراً، حتى الآن لم تتم معرفة السبب الحقيقي وراء متلازمة انهيار مستعمرات النحل، وبمجرد معرفة السبب الذي يؤثر على سلوك النحل ويؤدي إلى إعطابهم سيتم الإعلان عنه فوراً، في النهاية فإن الشيء الوحيد المؤكد هو أن العالم أمام خطر محدق إذا ما استمرت أزمة انهيار مستعمرات النحل.