أعلنت وكالة ناسا بتاريخ 16-9-2014، عن الشركتين الخاصتين اللتان ستكون مهمتها نقل رواد فضاء ناسا من وإلى محطة الفضاء الدولية، ابتداء من عام 2017، حيث أسندت هذه المهام إلى شركة بوينغ (Boeing) وسبيس اكس (SpaceX)، ومن المقرر أن تقوم الشركتين بتوقيع العقود مع وكالة ناسا، لمواصلة تطوير المركبات الفضائية لإيصال رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية.
يتضمن العقد تمويل شركة بوينغ بمبلغ 4.2 مليار دولار لتطوير مركبة (CST-100) الفضائية التي كانت الشركة تعمل عليها على مدى السنوات الأربع الماضية، في حين سوف تتلقى شركة سبيس اكس مبلغ 2.6 مليار دولار لتطوير النسخة الثانية من مركبتها (Dragon) المسماة بـ (Dragon Version 2)، علماً أن النسخة الأولى من هذه المركبة يتم استخدامها حالياً لنقل البضائع من الأرض إلى المحطة الفضائية الدولية.
تشبه مركبتي (CST-100) و (Dragon Version 2) ظاهرياً مركبة ناسا الفضائية أوريون (Orion)، ولكن ما يميز هاتين المركبتين أن كلاً منهما تتسع لنقل سبعة افراد، ومن المقرر أن يتم إطلاق مركبة (CST-100) من منصة صاروخ (United Launch Alliance’s Atlas V)، أما مركبة (Dragon Version 2) فمن المقرر أن تطلق من منصة صاروخ فالكون 9 (Falcon 9 v1.1) التابع لشركة سبيس اكس أيضاً.
يعد عقد الشراكة المنوي توقعيه ما بين ناسا وشركتي بوينغ وسبيس اكس، جزءاً من برنامج ناسا المسمى بطاقم ناسا التجاري (Commercial Crew Program)، والذي تأسس عام 2010 لتطوير قدرة النقل الفضائي لرواد الفضاء الأميريكين، والهدف من هذا البرنامج هو القيام برحلات آمنة ومنخفضة التكلفة إلى الفضاء، وذلك بالتزامن مع إعلان بعض الشركات الخاصة عن استعدادها لإرسال صواريخ إلى الفضاء بتكلفة منخفضة نسبياً.
على الرغم مما تقدم، فإن السبب الأساسي خلف عقد ناسا لهذه الاتفاقات، هو وضع حد لاعتماد ناسا على المركبات الفضائية الروسية لنقل رواد الفضاء الأميريكين من الأرض إلى المحطة الفضائية الدولية، حيث أنه منذ انتهاء برنامج التعاون الروسي الأميركي الفضائي المسمى بمكوك الفضاء (Space Shuttle) في عام 2011، كان رواد فضاء ناسا يستعملون صواريخ سويوز (Soyuz) الروسية، للانتقال ما بين الأرض ومحطة الفضاء. تكلف رحلات سويوز (Soyuz) ناسا أموالاً طائلة (حوالي 70 مليون دولار لكل رحلة)، وهو مبلغ كبير جداً إذا ما قورن بتكلفة رحلات مركبتي (CST-100) و (Dragon Version 2)، التي لا يتوقع أن تزيد تكلفتها عن مبلغ 35 مليون دولار لكل رحلة تقريباً.
أخيراً، بقي أن نشير إلى أن شركتي سبيس اكس وبوينغ، استطاعتا الفوز بالعقد مع ناسا، بعد صراع محتدم مع شركات كبيرة أخرى، من ضمنها شركة سييرا نيفادا كورب (Sierra Nevada Corp)، حيث تنوي الأخيرة الاستمرار بتطوير مركبتها الفضائية التي تدعى (Dream Chaser)، على الرغم من عدم اختيارها ضمن برنامج ناسا، بهدف جعلها كمركبة نقل احتياطية لرحلات الفضاء التجارية.