مثلت قمة تيد بالعربي ملتقى فكرياً وعلمياً جمع نخبة من رواد الأعمال والفكر، وأتاح لهم فرصة القاء خطابات تحكي تجاربهم وإنجازاتهم، ومن هؤلاء الأشخاص كان المفكر والمخترع والطبيب الكويتي أحمد نبيل، الذي أعلن في خطابه عن اختراعه لموقع الكتروني أسماه “راينا”، يستطيع قياس الرأي العام بشكل أكثر دقة، عن طريق استبيانات تخلوا عملية اختيار الأجوبة فيها من المؤثرات كظاهرة الامتثال والمسايرة.
أجرينا في نقطة هذا الحوار مع المبتكر أحمد نبيل وطرحنا عليه بعض الأسئلة.
سيد أحمد نبيل مرحباً بك؛ تحدثتم عن السبب الذي دفعكم لإنشاء الموقع وهو ظاهرة المسايرة والامتثال، حدثنا عن مخاطر هذه الظاهرة؟
مخاطر هذه الظاهرة كبيرة على الفرد والمجتمع لأنه يمكن أن ننساق على إثرها – بدون أن نشعر – خلف آراء غيرنا، و المشكلة في هذا الموضوع أننا لا ندرك أن انسياقنا خلف غيرنا ليس لأننا متوافقين معهم بالرأي، لأن رأيهم أثر على رأينا، وعكس على قناعتنا، وهذا الأمر قد يسمح للبعض بأن يتلاعب الرأي العام، فمن يدرك هذه الحقيقة يمكن أن يسعى لتغيير توجهات الرأي العام، لكن حينما تعرف بأن الآراء التي نراها في شبكات وسائل التواصل هي في الحقيقة تمثل 1% فقط من آراء جميع المستخدمين، هذا يجعلك تعيد النظر في الصورة الناقصة لبقية ال99% من الصورة التي لا نجدها في وسائل التواصل، وهذا ما دفعني للبحث في حل، وبعد تفكير مكثف واجتهاد ورسم سلسلة الأفكار و خربشة واجهة التصميم توصلت بالأخير إلى موقع وتطبيق راينا والذي أتمنى أن يكون الحل الأقرب للواقع، حل ليس الغرض منه أن يستبدل Twitter او شبكات التواصل، لكن أن يكون شبكة التواصل الاجتماعي المختلفة والتي تقيس وتفهم الرأي العام والتوجه العام و الآراء المختلفة بشكل أدق وأقرب للواقع.
لماذا نمتثل لآراء غيرنا ونضطر أنفسنا للمسايرة؟
المسايرة حسب رأي العلماء وحسب رأيي الشخصي تأتي لأننا نخاف من دفع ضريبة مجتمعية، نخاف أن يرانا الناس نغرد خارج السرب، وهذا قد ينقصنا بعض النقاط الاجتماعية، ويقلل من قبولنا لدى الجماعة، أو على الأقل هذا هاجس عند كثير من الناس، بالطبع ليس بالضرورة أن يكون صحيحا لكنه أحد المخاوف الفعلية لدى الناس، وأيضا هناك سبب آخر وهو بسبب رأي الغالبية، كما ذكرت تجربة عالم النفس الاجتماعي اش سوليمان، التي يرى فيها أن البشر يمتثلون فطريا لاختيار قرار الجماعة، بالرغم من أن الاختيار الصحيح يكون سهل لكن كثرة الإقبال على الاختيار الخاطئ يجعل الشخص يشك بصحة قراراته واستنتاجاته، على سبيل المثال ترى في Twitter بعض الناس يتكلمون في مواضيع كثيره قد لا تمثل بالضرورة رأيها على أرض الواقع، لماذا؟ لأنه بريد أن يكتسب نقاط بين المجتمع وأفراد المجتمع، يريد أن يخرج برأي مثالي أمامهم، رأي يقربه من فئات معينة، رأي يخرجه بصورة المحنك الدبلوماسي، أو الفاهم الفذ، لكن بالواقع قد يكون رأيه مختلف تماما، فقد يوافق رأي على أرض الواقع، وفي وسائل التواصل اجتماعي يظهر بمظهر أشد المعارضين لهذا الرأي، والعكس صحيح.
هل يقدم هذا الموقع ضمانة للأشخاص أن يعبروا عن رأيهم دون الكشف عن هويتهم.
نعم بالتأكيد، هذه أهم النقاط التي راعيناها؛ لكي نلغي ظاهرة الامتثال والخوف من دفع ضريبة مجتمعية يجب أن نحافظ على هوية الشخص وسرية آرائه واصواته فبدون هذه السرية يمكن أن يخاف الناس أو يسعوا للتكسب اجتماعيا من خلال إعطاء بعض الآراء أو الامتناع عن أخرى، لذلك نحن نحافظ على السرية التامة للمستخدم وآرائه جميعها سرية ولا يمكن لأحد الاطلاع عليها.
سؤالنا الاخير لاحظنا اختيارك اسم عربي للتطبيق “راينا”، هل تشكل الأسماء أو الأفكار ذات الهوية العربية عائقا دون الوصول العالمية في مجال العلم والأعمال؟
صراحة أنا فكرت في عدة أسماء منها ” نحن نصوت باللغة الإنجليزية” لكن بعد ذلك لم يعجبني، وقلت بأن اللغة العربية زاخرة بالكلمات التي ممكن أن تكون سهلة النطق للأجانب، وتعبر عن هويتنا، كذلك من يفهم معناها في وقت لاحق قد يشده الموضوع فه “راينا” ليس اسماً ذي وقع موسيقي وله نغمة جميلة فقط، ولكن له معنى مرتبط بالرأي الجماعي.
شكراً سيد أحمد نبيل على هذه المقابلة القيمة.