الأجهزة الإلكترونية الكثيرة في البيت شئ جيد بالطبع، لكنك، لا يمكنك أن تشعر بذلك وأنت وتمشي قبل النوم من مكان لمكان في البيت كي تضع كل جهاز في شاحنه، كل ساعة ذكية، وكل كاميرا، وكل جهاز لاب توب، حينها تفكر وأنت تغالب النعاس: لماذا لا يمكن أن تصل الكهرباء إلى هاتفي وأجهزة منزلي وأنا في السرير مثل موجات الواي فاي؟ ثم تستغرق في التفكير عن مدى جمال هذه الأمنية، ما لا تعرفه، أنها تحولت إلى حقيقة مع هذا الجهاز الذي لا يبث موجات الواي فاي فقط، بل الكهرباء أيضاً.
وقد قال فاميس تالا، المهندس الكهربائي والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة، أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها أجهزة راوتر الواي فاي لإمداد الأجهزة الكهربائية مثل المستشعرات والكاميرات والأجهزة الأخرى، كما إن هذا النظام لا يؤثر على جودة إشارات الواي فاي.
وقد تم الإعلان عن هذا النظام لأول مرة عن هذا النظام مطلع هذه السنة، كما سيقدمه الفريق في ورقة بحثية الشهر القادم في مؤتمر جمعية الحوسبة الآلية CoNEXT 2015 الذي يعقد في ألمانيا، لتعرض التكنولوجيا التي يتوقع أن تجد لها جمهوراً من محبي استخدام الأجهزة الإلكترونية، واستخدام الواي فاي.
فكرة تطاير الشحنات الكهربية في الهواء قد تبدو مخيفة للبعض، لكن الكميات الصغيرة من التيار الكهربي التي تولد بواسطة هذا الجهاز الذي سمي PoWiFi ليست مثيرة للقلقة، فهي صغيرة، لتفي بحاجات الأجهزة الإلكترونية ذات احتياجات الطاقة الصغيرة، مثل الكاميرات وساعات اللياقة البدنية الإلكترونية، لكنها لن تساعد في شحن الهواتف الذكية أو الأجهزة الأكثر قوة، لأن ذلك سوف يتطلب مزيداً من الشحنات.
وقد وجد الباحثون خلال تجريب التكنولوجيا الجديدة أن الكمية القصوى للطاقة التي وصلت إليها، كانت منتظمة بشكل كافٍ لشحن وتشغيل الأجهزة الإلكترونية الصغيرة منخفضة الطاقة، لكن، بسبب الطريقة المتقطعة التي ترسل بها الإشارات، فإن التسرب يحدث لا محالة.
استطاع الباحثون بعد ذلك أن يستفيدوا بأقصى شكل ممكن من الراوتر، بإرسال حزم الطاقة الإضافية عن طريق قنوات الواي فاي التي لا تكون قيد الاستخدام في الوقت الحالي، ودمج مستشعرات حساسة في الأجهزة الإلكترونية الصغيرة تستطيع أن تلتقط الإشارات الكهربية بشكل فعال، وقد أظهر الجهاز في التجارب قدرته على توزيع الشحنات بشكل لا سلكي مع الواي فاي، بشكل كاف لتشغيل كاميرا VGA منخفضة الطاقة على بعد أكثر من 5 امتار، كما إنه كان قادراً على شحن بطارية ساعة لتعقب اللياقة بدنية من الصفر، لتبلغ 41 بالمئة بعد ساعتين ونصف من الشحن.
الباحثون قاموا باختبار شئ آخر إضافة إلى قياس قدرات الشحن الخاصة بالجهاز، وهو تأثير الشحن الكهربي اللاسلكي على الواي فاي الصادر من الراوتر، للشبكة المنزلية أو شبكة العمل، وقد جربوا هذا الاختبار في ستة منازل، ولم يلاحظ المستخدمون أي أداء أبطأ في تحميل صفحات الإنترنت أو تشغيل الفيديوهات، وهذه ميزة رائعة.
وقال شيام جولاكوتا، المؤلف المساعد في الدراسة، أنه يأمل أن يتطور هذا المشروع في المستقبل، لتزيد المسافة التي يستطيع العمل منها، كما يستطيع أن يشحن أجهزة إلكترونية أكبر.