في كلمته التي ألقاها في الفعالية، قال فرانسيسكو مارموليجو، رئيس التعليم العالي في مؤسسة قطر: “يوفر هذا المؤتمر منصة فريدة من نوعها – بفضل الأفكار والآراء التي سيناقشها الخبراء في هذا الموضوع – لاستكشاف كيف يمكننا الاستمرار في الابتكار والارتقاء بممارساتنا التعليمية.”
وسلطت مؤسسة قطر الضوء على احتياجات المعلمين وأهمية دعم تطورهم المهني بهدف الارتقاء بأساليبهم التعليمية، وذلك خلال احتفالها باليوم الدولي للتعليم.
كما تضمن الحدث الذي استمر يومًا كاملًا تحت عنوان “التعليم مسؤولية الجميع” في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، جلسات مخصصة لاستكشاف مستقبل التعليم العالي وأهميته في بناء وتطوير المجتمع.

وأضاف مارموليجو: “إننا جميعًا نمتلك القدرة على تشكيل ليس فقط مستقبل التعليم العالي ولكن أيضًا حياة الطلاب والمجتمعات الأوسع التي نخدمها”.
ومن جهته، سلط مروان كريدي، عميد جامعة نورثويسترن في قطر والرئيس التنفيذي لها – وهي جامعة شريكة لمؤسسة قطر – الضوء على الأهمية الحاسمة لتعليم الطلاب والاستثمار في أولئك الذين يعلمونهم. وقال: “هناك متغير مستقل واحد في تطوير التعليم، وهو تطوير المعلمين. إن كفاءة المعلمين هي بلا شك العامل الأكثر أهمية في تقدم التعليم”.
خلال الحدث، شارك المعلمون من قطر وخارجها استراتيجيات عملية وأساليب تدريس مبتكرة وقصص نجاح من خلال دراسات الحالة وورش العمل والمناقشات الجماعية، وكلها تهدف إلى تعزيز مهارات وممارسات زملائهم المعلمين.

وقد شملت الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال الفعالية، تعزيز العلاقات الوثيقة مع الطلاب من خلال التعامل معهم كزملاء ومتعاونين، وتبني أساليب التعليم الملائمة ثقافيًا، والتأكيد على أهمية التأمل الفردي للتقييم الذاتي للمعلمين بهدف تكييف أساليب التدريس والحفاظ على أهميتها.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور مهدي رياضي، الأستاذ والعميد المشارك للبحوث في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، على أهمية فهم المعلمين لطلابهم. موضحًا أن: “هؤلاء هم الأفراد الذين نتواصل معهم ونتعاون سويًا لبناء فهمهم العميق للمواضيع بطريقة تفاعلية.”
كما تحدث عن أهمية فهم السياقات الثقافية والتعليمية، قائلًا: “التعليم بطبيعته يحمل طابعًا سياسيًا، لذا فإن السياق الذي نُعلّم ونتعلم فيه، بالإضافة إلى أهداف التعليم وقيمه، يشكلان عنصرًا أساسيًا ومهمًا.”

وأردف قائلًا:” كمعلمين، من الأهمية بمكان أن نفهم السياقات والقيم الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية. يساعدنا هذا الفهم في تكييف منهجيات التدريس لدينا لتناسب هذه السياقات بشكل فعال.”
وتحدث في الندوة ممثلون عن جامعات شريكة لمؤسسة قطر مثل جامعة جورجتاون في قطر وجامعة فرجينيا كومنولث، كلية فنون التصميم في قطر، إلى جانب متحدثين من الولايات المتحدة وأستراليا. ويسلط اليوم العالمي للتعليم، الذي يُحتفل به سنويًا في 24 يناير، الضوء على التعليم باعتباره حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان ومسؤولية جماعية، ويشجع على الإسهامات الفعالة في تعزيز جودة التعليم.