[نيروبي] – في تحليل هو الأكبر من نوعه، كشف باحثون صينيون عن صلة خطيرة بين تغير المناخ وانتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، مع تحذير خاص للدول منخفضة ومتوسطة الدخل التي تتحمل العبء الأكبر لهذه الأزمة المزدوجة.
الكارثة المزدوجة: مناخ متغير وميكروبات أقوى
تشير الدراسة المنشورة في مجلة Nature Medicine إلى:
- ارتفاع مقاومة المضادات الحيوية 2.4% عالميًا بحلول 2050 بسبب تغير المناخ.
- النسبة ترتفع إلى أكثر من 4% في الدول الفقيرة.
- هذه الميكروبات المقاومة تسببت في 1.14 مليون وفاة مباشرة عام 2021، وقد تصل إلى مليوني وفاة سنويًا بحلول منتصف القرن.
يقول ليانبينج يانج، المؤلف الرئيس للدراسة من جامعة سون يات-سن:
“الدول الفقيرة تواجه عاصفة كاملة: نقص الرعاية الصحية، سوء البنية التحتية، وتأثيرات مناخية أشد قسوة. هذه العوامل مجتمعة تُسرع من أزمة مقاومة الأدوية”.
لماذا تتحمل الدول الفقيرة العبء الأكبر؟
كشف التحليل – الذي شمل 32 مليون عينة من 101 دولة – أن:
- ارتفاع الحرارة والفيضانات يزيدان انتشار العدوى، وبالتالي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية.
- نقص المياه النظيفة والصرف الصحي في إفريقيا وجنوب آسيا يخلق بيئة مثالية للميكروبات المقاومة.
- في السيناريو الأسوأ (ارتفاع الحرارة 5°م)، قد تصل الزيادة في المقاومة إلى 4.1% في هذه الدول مقابل 0.9% فقط في الدول الغنية.
الحلول: ليس فقط تقليل المضادات الحيوية!
المفاجأة أن الدراسة وجدت أن تحسين البنية التحتية أكثر فعالية من مجرد الحد من استخدام الأدوية:
- التنمية المستدامة (مياه نظيفة، صرف صحي، تطعيمات) قد تخفض المقاومة 5.1%.
- بينما تقليل استخدام المضادات الحيوية يحقق 2.1% فقط.
خبراء عالميون: “التحذير جدي”
علق ديفيد جراهام، خبير البيئة بجامعة دورهام:
“البيانات ضخمة وتثبت أن المناخ الدافئ يُنشط الميكروبات المقاومة. الفيضانات والأمطار الغزيرة تنشرها بشكل أوسع”.
لكنه أشار إلى نقص بيانات مهمة مثل تأثير الزراعة والتعليم، مقترحًا استخدام الذكاء الاصطناعي لمزيد من الدقة.
نداء عاجل: مسؤولية عالمية
يؤكد الباحثون أن:
- هذه الأزمة تتطلب تعاونًا دوليًا، وليس جهودًا محلية فقط.
- الدول الغنية مطالبة بدعم النظم الصحية في الدول الفقيرة.
- حماية المناخ قد تكون أقوى سلاح ضد الميكروبات الخارقة.
الخلاصة:
الأمر ليس مجرد “تغير مناخي” أو “ميكروبات مقاومة”.. إنها أزمة متشابكة تهدد الصحة العالمية، والفئات الأكثر فقرًا هي الأكثر تضررًا. الوقت ينفد، والفعل العاجل أصبح ضرورة حتمية.