إحدى المشكلات الحقيقية التي يعاني منها الطب، هي إجراء الفحوصات المخبرية الغير ضرورية واستخدام العلاجات الخاطئة, حيث يؤدي ذلك إلى إهدار الوقت فضلاً عن زيادة التكاليف الطبية, ولكن على عكس ما تقدم فقد وجد الباحثون, أن معظم الفحوصات والعلاجات التي يطلبها مرضى السرطان تكون عادةً مناسبة لحالتهم.
قام الباحثون باستطلاع شمل 26 طبيب أورام وتضمن 2050 حالة مرضية, حيث قام المرضى بطلب إجراء فحوصات أو تجربة أدوية معينة لـ 177 مرة، وكان الهدف من الدراسة معرفة عدد المرات التي يطلب مرضى السرطان فحوصات أو علاجات لا تتوافق مع تشخيصهم المرضي, وهذا يشمل طلب إجراء فحوصات الدم والتصوير الشعاعي وتجربة أدوية تحت الاختبار أو إجراء تجارب سريرية.
تبعاً للنتائج التي سيتم الاعلان عنها في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية (ASCO) في شيكاغو في أوائل شهر حزيران المقبل, فإن حوالي 80% من الحالات التي طلب فيها المرضى إجراء تدابير معينة، اعتبرت هذه التدابير مناسبة لحالة المرضى من قبل الطبيب المعالج, أما في حوالي 18% منها (أي في 32 من أصل 177 حالة)، رفض الطبيب المعالج طلب المريض, وكان هذا الرفض في 84% من الحالات (أي في 27 من أصل 32 حالة) بسبب كون التدبير المطلوب غير ملائم أو غير مفيد للمريض.
وتقول الدكتورة (كيرثي جوجينيني), طبيبة الأورام في مركز أبرامسون للسرطان في فيلادلفيا , أن النتائج الصادرة عن هذه الدراسة الجديدة قد تساعد في دحض الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى الناس عن كون مطالبة المريض بفحوصات أو بأدوية غير ضرورية هي المصدر الأساسي في ارتفاع تكاليف المعالجة الطبية في الولايات المتحدة.
عادةً ما يُطلب من الأطباء المعالجين تخفيض التكاليف الطبية، وذلك بتجنب استخدام الخدمات المرتفعة الكلفة المنخفضة الفائدة, ويبين استطلاع تم إجراؤه في السنة الماضية أن أكثر من 80% من العامة, و69% من المرضى و70% من الأطباء يعتقدون أن المستشفيات والأطباء يسمحون بإجراء فحوصات وإعطاء أدوية غير ضرورية ترفع التكاليف العلاجية, في حين أن أكثر من 50% منهم يعتقدون بأن المرضى هم الذين يطلبون إجراء فحوصات أو تجربة أدوية غير ضرورية.
وبعكس نتائج الاستطلاع السابق, وجد الأطباء بناءً على الدراسة التي نحن بصددها، أن أغلب الفحوصات والأدوية التي قام المرضى بطلبها كانت مناسبة لحالتهم, وإن أطباء الأورام والممرضين قاموا بإدراج طلبات المرضى ضمن خطة العلاج، متخلين بذلك عن فكرة أن طلبات المرضى تؤدي إلى استخدام الخدمات المنخفضة الفائدة ذات التكلفة المرتفعة، وتبقى نسبة لا تزيد عن 1% فقط, تم فيها القيام بفحوصات غير مناسبة واستخدام أدوية غير ملائمة بناء على طلب المرضى.
أخيراً، بقي أن نذكر أن الدراسة قد اعتمدت على مرضى كان متوسط أعمارهم حوالي 60 عام, وحوالي 42% منهم كانوا يعانون من مرحلة متقدمة من السرطان, وحوالي 66% من المرضى كانوا في فترة العلاج من المرض.