عُرِفَ السوريون بين شعوب المنطقة العربية بإبداعهم وإصرارهم على النجاح بشتّى المجالات، رغم أن الظروف القاسية التي يعيشونها منذ عشر سنوات شكّلت حاجزًا بينهم وبين أحلامهم وطموحاتهم، إلّا أنهم دائمًا ما يتسلّقون تلك الحواجز ويعبرونها نحو حلم جديد.
وهذا كان حال طلبة كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة حلب الحرة حين تخرجهم العام الحالي، وتقدمتهم لمشاريع من الممكن أن تساهم في رفع سوية الواقع المعلوماتي والتقني في الداخل السوري.
تعتبر هذه الدفعة من طلبة كلية الهندسة المعلوماتية – بتخرجها – هي الأولى في جامعة حلب الحرة منذ تأسيسها في عام ٢٠١٥، ومن أوجه المعاناة خلال خمس سنوات استمروا فيها بمسيرتهم التعليمية هو فقر الجامعة بالمعدات والمخابر النوعية لتلك الكليات العلمية، وهو ما شكّل تحدّيًا كبيرًا أمامهم منذ البدايات، ووجودهم في مراكز تابعة لمديرية التربية كالمدارس أيضًا أذهب منهم بريق الجامعات الحقيقي، ناهيك عن نزوحهم من مكان إلى آخر خلال خمس سنوات لم تخل من المتاعب.
واحدٌ وعشرون طالبًا وطالبةً تقدّموا بخمس مشاريع تخرج نوعية في صلب اختصاصهم يرجون منها لا مجرّد شهادة جامعية وحلم بالتخرج بعد خمس سنوات، بل يطمحون بأن تعزّز مشاريعهم واقعًا فقيرًا بالمعدات والآليات التقنية التي تساهم في تحسين وأريحية سير المعاملات الحياتية فيه.
وقد أجرت (نقطة العلمية) مقابلات خاصة مع طلبة الكلية المتخرجين للحصول على معلومات حول مشاريعهم التي قدّموها وتفاصيل العمل عليها، وكيف سيستفيد المجتمع من توظيف هذه المشاريع عمليًا بتطبيق واقعي.
مشروع أتمتة شؤون الطلاب
يقول سعد صوان في الحديث عن مشروع مجموعته، أن المشروع عبارة عن برنامج خدميّ لمساعدة موظفي شؤون الطلاب والامتحانات في جامعة حلب الحرة وغيرها من الجامعات، ويتمثل ببناء وتطوير برنامج ذو واجهة سهلة الاستخدام ومرنة، حيث يقوم بحل مشكلة تخزين البيانات بعدة ملفات وذلك بتجميع البيانات داخل هيكل واحد منظم، قاعدة بيانات مركزية تربط مختلف الكليات والأقسام مع بعضها، والبرنامج أيضا يسهل ويسرع عمل الموظفين بشكل كبير.
ويذكر سعد أن المشروع تم إنجازه على ثلاث مراحل، الأولى تمثلت بتعريف النظام التقليدي المستخدم في الجامعة وغيرها وتحديد مشاكله وعيوبه بالإضافة لتحليل النظام الجديد وتحديد المتطلبات باستخدام هندسة البرمجيات. والمرحلة الثانية تمثلت ببناء قاعدة البيانات والجداول والربط بينها باستخدام لغة الاستعلامات SQL. أما المرحلة الثالثة فكانت تصميم واجهة سلسة ومرنة وبرمجتها باستخدام لغة البرمجة #C.
وتذكر مجموعة العمل على المشروع السابق أن البرنامج يهدف إلى:
- حل مشكلة تخزين البيانات بعدة ملفات وذلك بدمج البيانات ضمن هيكل واحد.
- الانتقال من العمل اليدوي المجهد لأسلوب تقني حديث.
- تقليل نسبة الخطأ ورفع جودة الخدمات المقدمة.
- إدخال بيانات الطلبة المستجدين وتعديل بيانات القدامى وإمكانية حذف بيانات أي طالب بكل سهولة.
- الحصول على وثائق واستعلامات سريعة ومنظمة.
- حفظ البيانات في ملف واحد وتأمين نسخ احتياطية والكترونية لحمياتها من الضياع والتلف.
لمزيد من التفاصيل حول المشروع انقر هنا.
مشروع التسوق الإلكتروني
في الوقت الذي أصبح العالم فيه كالقرية الصغيرة، واعتمد الكثير من الناس على التسوق الالكتروني شراء المنتجات والخدمات عبر الانترنت وفي الوقت الذي يعتبر فيه وسيلة مهمة لبناء علاقات قوية مع مختلف العملاء. هذا ما بدأ به بلال الشيخ بالحديث عن مشروع تخرجهم.
ويذكر بلال أن مشروعهم لبناء وتصميم تطبيق يعمل على أنظمة الأندرويد يمكن من خلاله التسويق للمنتجات وشرائها وذلك من خلال واجهة مرنة وسهلة الاستخدام، وقال أنهم اعتمدوا بيئة الأندرويد استوديو في بناء التطبيق باستخدام لغة الجافا.
ويوضح أن تطبيق التسوق الإلكتروني يهدف إلى خلق بيئة مناسبة للبائعين والمشترين للقيام بعرض منتجاتهم من خلال البرنامج، بالإضافة لكونه يشكل أداة قوية لعملية مراقبة المنتجات المضافة من قبل البائعين والتحقق منها من قبل جميع المسؤولين Admins.
للاطلاع على تفاصيل المشروع والتطبيق والمزيد من المعلومات إليكم الرابط الآتي.
مشروع توظيف الرؤية الحاسوبية في قراءة لوحات السيارات
تذكر فاطمة صادق أن الرؤية الحاسوبية شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي وتساعد هذه التقنية على رؤية العالم وتحليل البيانات المرئية ثم اتخاذ قرارات منها أو اكتساب فهم حول البيئة والعالم، بالإضافة إلى تحديد ومعالجة الأشياء مثل الصور ومقاطع الفيديو بنفس الطريقة التي يفعلها الإنسان.
وتقول أنه ومن هذا المنطلق كان الدافع الأكبر لمجموعتهم للاستمرار في مشروع توظيف الرؤية الحاسوبية.
بوجود كاميرات المراقبة على مداخل ومخارج المدن، وأمام المؤسسات والمشافي والجامعات، يمكن توظيف الرؤية الحاسوبية لقراءة لوحات السيارات بشكل معلوماتي مباشر.
بالموازنة مع وجود قاعدة بيانات عند أمن المرور أو أمن وسلامة أي مؤسسة فإن لوحات السيارات يجب أن تكون معرفة بالطريقة التي تسمح للرؤية الحاسوبية بضمان وتأكيد تعريفها وهويتها.
مما يمهد لحالة من التنظيم وعدم العشوائية وأيضا يوفر حالة من الأمان والاستقرار في سبيل مكافحة الجرائم والسرقات.
نضع لكم بعض الصور التوضيحية لواجهة المستخدم في هذا الرابط.
مشروع أتمتة الاختبارات النظرية
تذكر لنا أبية أن نظام أتمتة الاختبارات شكل من أشكال التعليم عن بعد، بالإضافة لكونه يتم بشكل مباشر، وبأنه طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديث كالحاسب والشبكات والوسائط المتعددة وبوابات الانترنت من أجل ايصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت وأقل تكلفة وبصورة تمكن من إدارة العملية التعليمية وضبطها وقياس وتقييم أداء المتعلمين.
حيث يتيح هذا المشروع للإدارة والهيئة التدريسية إنشاء الاختبارات آلياً باستخدام الحاسب، وإضافة الأسئلة لكل مادة امتحانية ومن ثم تحديد الاختيارات لكل سؤال، وبعد ذلك يصحح الامتحان ويستخرج تقرير النتيجة بشكل مباشر عقب انتهاء الاختبار. كل ذلك يتم آلياً عبر الحاسب، حيث يتم حفظ كل هذه البيانات رقمياً في قاعدة البيانات الخاصة ببنية النظام.
ويبنى نظام أتمتة الاختبارات النظرية على ثلاث أجزاء رئيسية وهي: برنامج المدرس برنامج الطالب وقاعدة البيانات التي تحوي بنك المعلومات.
حيث يسمح برنامج المدرس لعضو الهيئة التدريسية بإدخال اسئلة الاختبارات لمختلف المقررات من مختلف الأقسام وإدخال الاختيارات لكل سؤال وتحديد الخيار الصحيح بينها. أما برنامج الطالب فهو البرنامج الذي سيجري الطلاب العملية الامتحانية من خلاله، وقاعدة البيانات التي تحتوي على كل المعلومات التي يحتاجها النظام مثل اسماء الطلاب والمدرسين واسماء الأقسام في الجامعة واسماء المواد لكل قسم وغيرها كما تعتبر مكتبة ضخمة لكل الاسئلة الامتحانية التي يتم إدخالها من مختلف الاقسام والمواد.
فيما يلي بعض الصور التي توضح واجهة البرنامج هنا.