1- يمكن لنمط الحياة أن يغير من جيناتنا
هناك اعتقاد سائد بأن جيناتنا تتحكم بمصائرنا، ولكن بالرغم من اننا ورثنا مجموعة معينة من الجينات، إلّا أن نتائج هذا الإرث ليست حتمية وثابتة، حيث تقوم البيئة والنظام الغذائي والظروف الشخصية، بغمر أجسامنا بجزيئات تقوم بالتحكم بجينات جسمنا، بإيقاف عمل هذه الجينات أو إعادتها إلى العمل، وأحد الأمثلة على التغيرات الجينية هي عندما تقوم مجموعة من ذرات الكربون والهيدروجين المعروفة باسم مجموعة الميثال بتعليق نفسها على الحمض النووي وتغيّر من طريقة عمله، وقد يصل تأثير مجموعة الميثال إلى التحكم في مصير الجنين وتقتله في بعض الأحيان، وأحياناً يؤثر نقص الغذاء على مورثاتنا أيضاً، حيث تبين أن الأشخاص الذين يتعرضون لمجاعات، هم الأكثر عرضة للإصابة بانفصام الشخصية، وسرطان الثدي وأمراض القلب، وقد وجدت الدراسات مؤخراً أن أثر توقيف عمل المورثات أو إعادتها إلى العمل من الممكن أن يستمر على مدى جيلين على الأقل، ولذلك علينا السيطرة على صحتنا كيف نحافظ على صحة الأجيال القادمة .
2- يمكن للعقل أن يؤثر على الجسد
بحسب الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة، فإن تصرف الانسان بشكل ايجابي، بالإضافة على الإصرار على البقاء على قيد الحياة، يمكن أن يصنع فرقاً عند وجود الإنسان في مياه متجمدة.
من المعلوم أن العقل لديه بعض الطرق غير المفهومة التي يمكنها ان تقوم بقمع نظام المناعة، فقد أظهرت الأبحاث التي أجريت على 4000 شخص على مدى فترة 12 عاماً، أن الرجال الذين توفيت زوجاتهم عنهم، تصبح فرص وفاتهم أعلى بنسبة 25٪ في الـ12 سنة اللاحقة لوفاة زوجاتهم، حيث لوحظ أنهم يعانون من مشاكل في القلب والدروة الدموية أكثر بمرتين من الأشخاص الطبيعيين، وأيضاً تظهر الدراسات بأن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة، تصبح فرص وفاتهم أكثر بـ50% من الأشخاص الذين يملكون علاقات اجتماعية ناجحة، وهذا يدلنا على أن الحالة العقلية لها تأثير واضح على أجسامنا.
3- الآثار الكمومية تتواجد في علم الأحياء
إن جسيمات الكم مثل الذرات والإلكترونات تخضع لنظرية تقلبات الكم، لذا فإنها في بعض الأحيان تفعل أشياء غريبة، مثل أن تكون في مكانين مختلفين في آن واحد، وبالتأكيد فإن تقلبات الكم يمكن أن تشكّل عائقاً أمام السير الطبيعي لعمليات الحياة، ولكن الحياة تقوم بالاستفادة بشكل مدهش من هذه التقلبات الكمومية، فعلى سبيل المثال تستعمل النباتات نظرية الكم للحصول على الطاقة من الشمس، حيث تنتقل الطاقة عبر النبات باستخدام نظرية التراكب، ويقوم النبات بهذه الحالة باستخدام العديد من المسارات لاستقبال أشعة الشمس وتمريرها داخل جسم النبات في وقت واحد، كما أن حاسة الشم لدى البشر تستخدم نظرية الكم، حيث أن أنوفنا تعمل من خلال استشعار ترددات الاهتزازات الطبيعية للروابط ما بين الذرات في الجزيئات، وهذه الترددات تحدد فيما ما إذا كان سيتم تشغيل مستقبلات الرائحة وإرسال الإشارة إلى الدماغ.
حالياً لا يمكننا الوصول إلى العالم الكمومي إلا من خلال تبريد الذرات والجزيئات إلى ما دون درجة الصفر، وبعدها عزل هذه الذرات والجزيئات عن جميع الاهتزازات والاضطرابات التي يمكن أن تؤثر عليها، ويسعى العلم مستقبلاً لمعرفة الطريقة التي تستعمل بها الطبيعة النظرية الكمومية بدون أخذ كل هذه الاحتياطات، عندها ربما سيمكننا الاستفادة من نظرية الكم، وسنستطيع صناعة ألواح شمسية عالية الكفاءة أو تصميم أدوات ملاحة فائقة الحساسية على سبيل المثال.
4- الكون عبارة عن جهاز كمبيوتر ونحن المبرمجين فيه
يعمل الكون تماما مثل جهاز الكمبيوتر، حيث يقوم بمعالجة وتوليد المعلومات، أما نحن البشر فإننا نلعب دور المبرمجين فيه، عن طريق أعمالنا الواعية أو غير الواعية، حيث تبين في السنوات القليلة الماضية بأن الذرة الواحدة يمكنها أن تحمل 20 بت من المعلومات، كما أن المواد الكيميائية الداخلة في مزيج ما يمكنها أيضا تخزين البتات، وتبعاً للحسابات، فإن كيلوغرام واحد من أي مادة يمكنه أن يؤدي حوالي مليون مليار مليار مليار مليار مليار عملية في كل ثانية.
5- البشر ليسو مخلوقات مميزة
اعتاد البشر على اعتبار انفسهم بأنهم في قمة التطور الهرمي للمخلوقات، إلّا أن هذه القمة أصبحت مزدحمة حالياً، حيث تقوم الغربان وقرود الشمبنزي باستخدام الأدوات وحتى التفكير بصورة أفضل من البشر، وإذا ما كانت الثقافة هي ما تجعل البشر يشعرون بالتفوق، فبالنظر إلى مجتمعات الشمبانزي في تنزانيا أو إلى الحوت القاتل الكندي أو الدلفينن الاسترالي، فإنها جميعاً تظهر ممارسات ثقافية متميزة في الطريقة التي تتصل فيها هذه الحيوانات مع بعضها البعض، فضلاً عن تميزها بالصيد و الغناء، كما تظهر الحيوانات أحياناً رقي بالشخصية والأخلاق.
الشيء الوحيد الذي يميز الجنس البشري هو اللغة، وعلى الرغم من أن مملكة الحيوان لا تستخدم ما يمكن اعتباره لغة بالمعنى الحرفي للكلمة، إلّا أن الإيماءات التي يستخدمها البابون والقردة تقترب من هذا المعنى، هذا الأمر هو ما يجعلنا الأعلى في هرم الكائنات، ولكننا لسنا الوحيدين في هذه المرتبة، وهذا ما يدعونا لإعادة النظر في علاقتنا مع الكائنات الأخرى.