نشرت صحيفة (الصندي) أن مجموعة من الخبراء الذين تم تعينهم من قبل الأمم المتحدة وجدوا أنه من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لوقف التأثيرات السيئة الناتجة عن تغير المناخ.
وحسب ما جاء في التحقيق، فإن السبيل الوحيد لتجنب الآثار الكارثية للتغير المناخي هو بذل مجهود على مستوى العالم كله خلال الخمس عشرة سنة القادمة. حيث أظهر تقرير منشور في صحيفة( نيويورك تايمز) معد من قبل الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، أنه ما زال بالإمكان احتواء الآثار الكارثية للتغير المناخي, ولكن على الحكومات أن تتخذ تدابير واسعة النطاق للحد من الإنبعاثات الكربونية.
بحلول منتصف هذا القرن يجب تخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمية بنسبة 40٪ إلى 70٪ مقارنة مع عام 2010, من أجل الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 2 º C، أو 3.6 درجة فهرنهايت، حيث يقول العلماء أن تجاوز درجة الحرارة لـ 2 º C سوف يؤدي إلى تأثيرات جذرية، بما في ذلك انهيار الطبقات الجليدية وانقراض النباتات والحيوان ونقص الغذاء وفيضانات وظواهر جوية بالغة الشدة.
وقد حذر الفريق في تقريرهم أيضا أن عدم التحرك في نطاق واسع يؤدي الى عواقب بعيدة المدى أيضاً، حيث ان الانبعاثات الكربونية قد نمت بسرعة أكبر ما بين عامي 2000 و 2010 مما كانت عليه في كل من العقود الثلاثة السابقة.
يقول الفريق الحكومي الدولي أنه ما زال هناك مجال للتفاؤل. فقد بدأت العديد من البلدان، مثل الدنمارك وألمانيا وأجزاء من الولايات المتحدة، باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية على نحو متزايد. حيث أن الانخفاض السريع لتكاليف الطاقة المتجددة جعلها أكثر قابلية للاستخدام على نطاق واسع، فضلاً عن أن الطاقة المتجددة يمكن أن تساهم في نمو الاقتصاد العالمي حيث يمكنها تحقيق التوازن في التكاليف المدفوعة للحد من التغير المناخي.
وبحسب بيان لوزير الخارجية الامريكي جون كيري لصحيفة (الصندي) قال فيه: “يعد هذا التقرير بمثابة تنبيه لفرصة اقتصادية عالمية يمكن اغتنامها اليوم في سعينا للحد من التغير المناخي. نحن نعلم أن علم المناخ لا لبس فيه وأن كل عام يؤجل فيه العلم العمل بهذا الموضوع, يتسبب في زيادة التكلفة.ولكن التركيز فقط على الوضع الراهن يجعلنا في مواجهة مباشرة مع ما يخفيه لنا المستقبل من نتائج”.
تبعا للدراسات, فإن درجة حرارة الأرض قد ارتفعت ما يقارب من 0.8 º C، أو 1.5 º F، منذ عام 1880، و يقول (اوتمار ايدنهوفر)-وهو الرئيس المشارك للجنة التي كتبت التقرير-: “نحن بحاجة الى سياسة مناخية تتماشى مع هدف المنظمة لتخفيض الانبعاثات بشكل حقيقي”.
في النهاية تكون الرسالة الواضحة التي يوجهها العلم لنا : لتجنب تدخل البشر الخطير بالنظام المناخي، نحن بحاجة للتغير من اسلوب عملنا”.