مصطلح الحرب النفسية الإعلامية
المحاولات التي تُمارس لتغييب العقول بالوسائل الإعلامية المختلفة،
هي واحدة من عشرات الظواهر للحرب النفسية الإعلامية،
و التي تؤدي في نهاية المطاف، إلى تغيير وجهات النظر, و المبادئ،
لتصبح في حالة سبات و جمود، و من المؤكد هي ظاهرة ضارة بالمتلقّي الإعلامي.
و قد تم تقسيّم المدارس الاعلامية المتخصصة في الحروب النفسية إلى ثلاثة أنواع هي:
المدارس الاعلامية البرجوازية, هي التي تظهر أنها الوحيدة القادرة على تحقيق الأهداف المرتجاة،
و أنها هي مرتع الحلول و الاتفاقيات، في حين أن لا احدا سواها قادر على تلبية هذه الاحتياجات للعامة.
..
المدارس الاعلامية المتلاعبة، و هو الاعلام الغير هادف، الغير حامل لأي رسالة إعلامية سامية,
و يكون الهدف الرئيسي منه هو جني الأموال و الأرباح, و الحصول على وجاهة تافهة.
..
المدارس الاعلامية التبعية, هذا الإعلام على الأغلب نراه جلياً في الدول النامية،
بقيادة دول عظمى مثلاً .. أو أشخاض ذات مصالح سياسية,
فتقوم دور الإعلام بتنفيذ الأوامر و بلورة الأفكار وا لأراء التي ينصها من هم اعلى من الاعلاميين.
و هذه المدارس أفرزت العديد من الظواهر السلبية،
و هي فقدان الوسط الاعلامي مصداقيته. و اندثار ثقة المشاهد بالمادة المتلقاة.
و بالتالي يكون هذا الوسط صيداً ثميناً للحروب والمشاكل السياسية،
كما هو مُعاصر الآن. و لهذا السبب يطلق على الاعلام ( السلطة الرابعة )،
لما له من قدرة على التأثير و بقوة على متلقيه، فيمكن ببساطة أن يشن ( حرب باردة ) بين مجتمعات مختلفة.
و من أكثر و أضخم المشاكل هو ظن الكثير منا أن نتائج الحرب الاعلامية تكون قصيرة المدى،
في حين أن آثارها باقية ما دامت الحياة موجودة, و الأجيال تتوارثها سنة عن سنة.
و هذا ما يحصل في مجتمعنا العربي فالمد الإعلامي الخارجي الذي نتلقاه من الغرب،
نتلقاه بلهفة، دون تمحيص أو تدقيق فيه و في مدى مصداقيته .
و شريحة كبيرة تمارس عليها هذه الحروب، فتُنقل معلومات و أحداث تقف في منأى بعيد كل البعد عن الواقع،
فيعيش كلمن الكاتب و المتلقي في غربة نفسية و ذاتية و تناقض بين الواقع و القول.
لهذا أقول، إن لم تتواجد فينا الجرأة للتخلص من هذه الآفة،
فأقل ما يمكننا فعله هو وضع معايير و شروط للمادة المعروضة،
بما لا يتنافى مع واقعنا العربي، و ما لا يؤثر سلباً على شبابنا، فأمتنا في مقتل !
كما أننا بحاجة شديدة للإرتقاء بمستوى إعلامنا لينهض شباب كفؤ بتولي شؤون الأمة حاضراً و مستقبلاً ،
و لن يكون هذا إلا بالإعلام الناجح أولا و أخيرا.