استطاع (جيمس روبرتس) وهو خريج جديد من جامعة لوبورو ولم يتجاوز أوائل العشرينات من العمر، الفوز بجائزة (جيمس دايسون) لهذا العام، حيث حصل (روبرتس) على مبلغ 30.000 جنيه استرليني لقاء اختراعه الفائز بالمسابقة، والذي يتمثل بحاضنة رخيصة قابلة للنفخ تساعد على إنقاذ حياة الأطفال الخدج (الذين ولدوا قبل أوانهم).
يأمل (روبرتس) ذو الـ23 عاماً أن تستطيع حاضنته الجديدة التي تسمى بحاضنة الأم (Mom incubator) تخفيض معدل الوفيات العالي لدى الأطفال الخدج في البلدان النامية، حيث تشير الاحصائيات بأن طفل من أصل عشرة أطفال حول العالم يولد قبل أوانه، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن 75% من الوفيات الناجمة عن الولادة المبكرة يمكن تجنبها في حال كانت كلفة العلاجات منخفضة، وفي حال كانت المساعدة الطبية العملية متاحة بسهولة أكبر، ويعتقد (روبرتس) أن جهازه المبتكر يمكنه الارتقاء بالرعاية الصحية في البلدان النامية الفقيرة، والتي لا تستطيع مستشفياتها تحمل كلفة شراء حاضنات تقليدية غالية الثمن والتي يصل سعرها الوسطي إلى مبلغ 45.000 دولار أميركي.
يقول (روبرتس) الذي تخرج هذا العام من جامعة لوبورو البريطانية بشهادة بكالوريوس في تصميم المنتجات والتكنولوجيا:
(لقد كان الفيلم الوثائقي الذي شاهدته حول قضية الأطفال الخدج في مخيمات اللاجئين مصدر إلهام لي لمعالجة هذه المشكلة، مما دفعني لاستخدام مهارات التصميم الهندسي التي أمتلكها لإحداث فارق في هذا المجال، ومثلي مثل العديد من المخترعين الشباب، واجهت معوقات عديدة خلال مسيرتي، حيث اضطررت لبيع سيارتي لتمويل أول نموذج أولي من الاختراع، وحلمي أن أستطيع لقاء طفل من الأطفال الذين ستنقذهم حاضنتي، كونه سيكون الدليل الحي الذي يثبت أن تصميمي استطاع أن يحدث فرقاً)
يخطط (روبرتس) للسفر إلى البرازيل والهند حيث ينوي إطلاق حاضناته الجديدة بمجرد أن يتم انتاجها بعد أن تخضع لبرنامج من الاختبارات المكثفة، حيث ركزت الأبحاث الأولية التي أجراها (روبرتس) على هذه الدول، وتحدث مع متخصصي الأطفال والمنظمات غير الحكومية على أرض الواقع لمعرفة ما هي الأجهزة أو التطبيقات التي يمكن أن تساعدهم على إنقاذ حياة الأطفال حديثي الولادة.
إن الحاضنة الجديدة تقدم ذات أداء الحاضنات الحديثة التقليدية الأخرى، كما أنها تعمل ضمن ذات معايير الجودة، ولكن الفرق بأن حاضنة (الأم) يكلف تصنيعها واختبارها ونقلها مبلغ لا يتجاوز 250 جنيه استرليني، وجائزة (جيمس دايسون) ستستثمر مبلغ 30.000 جنيه استرليني لصنع المزيد من النماذج وإجراء المزيد من الاختبارات، والتي تهدف إلى خفض كلفة إنتاج هذه الحاضنة.
حاضنة (الأم) يمكن تفريغها من الهواء ليصغر حجمها في حال الحاجة لنقلها، كما أنها تأتي مدمجة مع بطارية تستطيع تشغيلها لمدة 24 ساعة في حالة انقطاع التيار الكهربائي، ويمكن نفخ الحاضنة يدوياً بدون الحاجة إلى أية أجهزة خاصة، ويتم تدفئة الحاضنة عن طريق عناصر تدفئة السيراميك، كما أن الحاضنة مجهزة بشاشة تقيس درجة الحرارة والرطوبة داخلها، ويمكن تعيين درجة الحرارة والرطوبة داخل الحاضنة اعتماداً على عمر وحالة الطفل، بالإضافة إلى ما تقدم فإن الحاضنة مجهزة بجهاز إنذار صوتي ينطلق في حالة تغيّر درجة الحرارة التي تم تعيينها، كما يمكن استخدام الحاضنة لمعالجة الأطفال الذين يعانون من اليرقان الولادي، كونها مجهزة بوحدة معالجة ضوئية.
يشير السير (جيمس دايسون) صاحب جائزة (جيمس دايسون) بأن جهاز الحاضنة كان واحداً من عدة اختراعات تم تقديمها للمسابقة والتي كان لها غرض إنساني، ولكن اختراع (جيمس روبرتس) بيّن تأثير التصميمات الهندسية على حياة الناس، حيث قدم تصميمها فعالاً للاستعمال في البلدان النامية ومناطق الكوارث، وباختصار قدّم جهازاً قادراً على إنقاذ آلاف الأرواح.
يقول الدكتور (ستيف جونز) طبيب أطفال في مستشفى (Royal United) في باث، بأن حاضنة (الأم) هي ابتكار مثير للاهتمام، خاصة وأنه مزود بوحدة معالجة ضوئية لمعالجة اليرقان الولادي، كون اليرقان هو حالة شائعة جداً لدى الأطفال الخدج، ويرى (جونز) بأن استخدام هذا الجهاز لا يقتصر على بلدان العالم النامي، بل يمكن أن يستخدم أيضاً في البلدان المتقدمة لدعم وحدات العناية بالأطفال، أو حتى يمكن استخدامه لعلاج الأطفال في المنازل.
أخيراً يشير السير (دايسون) بأن العالم مليء بالمشاكل، ونحن بحاجة إلى تشجيع المواهب الشابة من المهندسين والمخترعين حتى يستطيعوا إيجاد الحلول بشكل دائم.