إذا كنت تجلس خلف شباك الباص أو الطائرة وأردت التقاط صورة بشكل سريع، فإن أكثر ما يحبطك هو انعكاس صورتك الذي يفسد المشهد، لدرجة أنه قد يسبب تراجعك، نفس الأمر يحدث خلف زجاج حديقة الحيوان، أو دوري الكرة، لكن كاميرات الهواتف الذكية سوف تمتلك قريباً ما تتحايل به على ذلك، فقد تمكن فريق من جوجل وجامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا من ابتكار خوارزمية تستطيع أن تزيل ما يسد المشهد، مثل الزجاج أو الأسلاك من الصور أو الفيديوهات القصيرة.
قبل هذا الابتكار، كان المصورون لمدة سنين، يلجئون إلى برنامج الفوتوشوب لإزالة الأسلاك الشائكة أو سلك الهاتف المزعج، بنقرات قليلة بواسطة أداة الاستنساخ، لكن المشكلة في هذه الطريقة أنها لم تكن حقيقية، كانت تزييفاً للصورة.
هذا ما يجعل ابتكار فريق جوجل وجامعة ماساتشوستس بديعاً، فهو يقوم بإدخال خمسة صور من فيديو قصير، ثم تقوم الخوارزمية بتحديد نقاط الانسداد التي تعوق ظهور الخلفية الكامل، متتبعة الإطارات الخمسة معتمدة على تحركاتها المختلفة، فيقوم الكمبيوتر باستبدال المساحة المفقودة من الخلفية بتعويضها من مشاهد الصور الأخرى، أي أنها تعيد تشكيل الواقع الناقص، بإكماله من واقع آخر.
هذه الفكرة ليست جديدة، لكنها الفكرة الأعقد حتى الآن، فقد أطلقت سامسونج بالفعل ميزة مشابهة بدئاً من جالاكسي إس4، تسمى “وضع الممحاة”، وهو يعمل عن طريق تتبع الأهداف المتحركة الفردية عبر مجموعة متسلسلة من الإطارات، مستخدمة الخلفية لملء البكسلات المفقودة، لكن الفرق هو في النطاق، فوضع الممحاة لا يستطيع تعديل وضع معقد وملئ بالتفاصيل مثل انعكاس كامل لصورتك على الزجاج.
الفريق قام بابتكار أداة عظيمة للمصورين بالتأكيد، لكن علينا أن نكون حذرين بخصوص تكنولوجيا كهذه، مثل أي تكنولوجيا تغير طريقة استقبالنا للعالم، وتتسبب في جعل الخط الفاصل بين الحقيقة والزيف أبهت.