وفقا لإحدى التنبؤات فإنه بحلول نهاية القرن الحالي، سيستخدم العالم مكيف الهواء 30 مرة أكثر من وقتنا الحالي، في محاولة منه للتغلب على حرارة الصيف التي لا تطاق، ولكن المثير للسخرية، أن كل ذلك الكهرباء المستخدم في هذا الكم الهائل من مكيفات الهواء، يجعل من تغير المناخ أسوأ وأكثر حراً.
ففي احصائية قريبة تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 200 مليار كيلوواط من الكهرباء في التبريد كل عام، وقريبا فإن دولا مثل الهند والصين، ستجعل من ذلك الرقم يبدوا قزما للغاية.
ولكن تخيل ما الذي من الممكن أن يحدث، إذا استطاعت المباني تبريد أنفسها وحدها وبدون الحاجة إلى شبكة كهرباء؟
قام فريق من طلاب وأساتذة في معهد برشلونة للعمارة المتقدمة بكتالونيا، بوضع تصميم لجدران تبرد نفسها تلقائيا بدون استهلاك أي قدر من الطاقة عندما ترتفع درجة الحرارة بالخارج.
النظام الجديد يستخدم مادة تسمى الهيدروجيل والتي تتضخم بما يصل إلى 400 مرة عند وضعها في الماء.
في الطقس الحار فإن تلك المادة -الهيدروجيل-تبدأ في التبخر ببطء مسببة تبريد الهواء الداخلي في المنزل بـ 9 أو 10 درجات.
قام المصممون بإدراج الهيدروجيل في مركب جديد أسموه السيراميك الهيدروجيلى، والذي يفصل بين طبقة طين خارجية وطبقة فيبر داخلية، متسببا في عمل جدران تحقق أقصى قدر من التأثير.
ففي درجات الحرارة الشديدة عند اضافة ماء على تلك المادة تقوم المادة بالتضخم إلى ما قد يصل إلى 400 مرة حجمها الأصلي ومن ثم بفعل درجة الحرارة تبدأ المادة في التبخر تدريجيا مسببة في انخفاض درجة الحرارة بشكل كبير وبالتالي فإن هذا النظام وكما يقول الفريق يزيد من عملية التبريد بزيادة الحرارة حيث أنها تزيد من معدل التبخر مؤدية إلى زيادة معدل التبريد.
القائمون على البحث اقترحوا استخدام مياه الأمطار المجمعة أو حتى المياه الرمادية (المياه المعاد تدويرها من كل المبنى)، بحيث يكون النظام صديقا للبيئة بالكامل.
وعلى العكس من المبردات التقليدية التي تعتمد على نفس الطريق فإن هذه الطريقة الجديدة لا تحتاج امدادات مستمرة من المياه، حيث أن الهيدروجيل يكون قادرا على الاحتفاظ بالماء لعدة أيام وأحيانا يصل إلى عدة شهور.
فمعدل التبخر يعتمد بالأساس على درجة الحرارة بالخارج ودرجة الرطوبة وحتى الرياح، وبالتالي فعند انخفاض درجات الحرارة ليلا، فإن معدل التبخر يقل، محافظا على درجة الحرارة الجيدة بالداخل، وبدون زيادة في التبريد، وهكذا دواليك حتى يتبخر تماما، ليعاد مده بالمياه ويعمل مجددا.
النظام الجديد منخفض التكلفة، نظريا من الممكن أن يستمر من تلقاء نفسه وبشكل كامل إلا أن معظم الناس يريدون تبريدا اضافيا، فعندما تكون درجة الحرارة 100 بالخارج فإن 10 درجات أقل ليست بالبرودة الكافية اطلاقا وبالتالي من الممكن عندها استخدام ذلك النظام ومكيفات الهواء معا في آن واحد بينما سيعمل ذلك النظام على توفير ما يصل الى 28% من الكهرباء المستخدمة في التكيفات.