ثلاثة أنواع من العناكب تم اتهامها بالخطأ بالتسبب بتحلل الأنسجة البشرية
يمكن أن تسبب لدغة بعض العناكب تحلل الأنسجة الحية البشرية، مما يؤدي إلى موت هذه الأنسجة، ولكن ومع ذلك، فقد تم اتهام بعض أنواع العناكب بالتسبب بهذا النوع من التحلل دون أدلة كافية على ذلك، حيث أشارت دراسة جديدة تم نشرها هذا الشهر في مجلة Toxicon))، بأن العنكبوت الأسترالي أبيض الذيل، والمعروف عنه بأنه يمتلك سم قوي بما فيه الكفاية لقتل الأنسجة البشرية، قد لا يكون سمه بهذه القوة في النهاية، كما أظهرت الدراسات الحديثة أيضاً، أنه على غرار العنكبوت أبيض الذيل، فقد يكون أيضاً كلاً من العنكبوت المتشرد (Hobo) والعنكبوت الذئب (Wolf)، قد تم اتهامها بطريقة خاطئة بالتسبب بتحلل الأنسجة البشرية.
العنكبوت أبيض الذيل (The white-tailed spider) :
العنكبوت أبيض الذيل هو عنكبوت متوسط الحجم، تعود تسميته بهذا الاسم إلى اللون أبيض الموجود على النهاية الرأسية لبطنه، وعادة ما يتواجد في منازل أستراليا، وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة لم تظهر أية أدلة على أن لدغات هذه العناكب تسبب تحلل الأنسجة البشرية، إلّا أن العديد من الأشخاص تم تضليلهم عن طريق المعلومات التي توجد على صفحات الإنترنت والتي غالباً لا تعتمد على مصادر موثوقة.
أضافت الدراسة الجديدة أدلة جديدة تم إضافتها إلى 135 حالة موثقة مسبقاً، تثبت أن لدغة العنكبوت أبيض الذيل لا تسبب تحلل الأنسجة، والجدير بالذكر بأن الحالة الوحيدة التي زعم فيها بأن لدغة العنكبوت تسببت بتحلل الأنسجة، تم تكذيبها فيما بعد كون الشخص الذي كان يدعي بأنه لدغ من قبل عنكبوت أبيض الذيل تبين أنه تعرض لمادة كيميائية تسمى هيدروكسيد الصوديوم.
العنكبوت المتشرد (The hobo spider) :
يمكن العثور على العنكبوت المتشرد في المنطقة الشمالية الغربية من المحيط الهادئ للولايات المتحدة، وهو ذو لون بني أو رمادي، وحجمه متوسط، حيث يقدر قياس جسمه ما بين 0.25 إلى 0.5 بوصة (7-14 ملم)، ويصل طول ساقه حتى 1 – 2 بوصة (27 إلى 45 ملم).
تم تصنيف العنكبوت المتشرد من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، كأحد العناكب السامة في الولايات المتحدة، إلى جانب الأرملة السوداء وعنكبوت الناسك البني، وذلك تبعاً لتقرير تم نشره عام 1996 من قبل ((CDC، جاء فيه أن هناك بعض الحالات التي تسببت فيها لدغات هذا العنكبوت بتحلل الأنسجة، إلّا أن بعض الخبراء أشاروا أن هذه الدراسة لم يتم التأكد منها، حيث تعتبر هذه العناكب في أوروبا غير مؤذية، وبإجراء دراسات لمقارنة سمية هذه العناكب ما بين أميريكا وأوروبا، تبين أنه لا يوجد أي فروقات تذكر ، وبينت الدراسة التي نشرت مؤخراً عن هذا الموضوع في مجلة Toxicon)) بأنه بعد التحقق من لدغات العنكبوت المتشرد، تبين أن الأشخاص الذين تم لدغهم من قبل هذا العنكبوت، عانوا فقط من آلام مؤقتة، مترافقة مع احمرار وارتعاش في العضلات.
العنكبوت الذئب (The wolf spider) :
عادة ما يكون لون العنكبوت الذئب بنياً أو رمادياً أو أسوداً، ويغطي جسم العنكبوت علامات داكنة تشبه الأشرطة، وتكون عيونه مرتبة في ثلاثة صفوف، يتراوح حجم هذا العنكبوت بالطول من ربع بوصة إلى أكثر من شبر واحد (6.4 مليمتر إلى 3 سم)، كما أن هناك أكثر من 2,300 نوع من العناكب الذئبية، ويمكن العثور على 200 نوع منها في أمريكا الشمالية (بما في ذلك الولايات المتحدة).
كان من المعتقد سابقاً بأن العناكب الذئبية تسبب أيضاً تحلل الأنسجة، وتبين لاحقاً أن معظم اللدغات التي نسبت إلى العنكبوت الذئب كان المسبب الرئيسي لها عنكبوت الناسك البني، وهو واحد من أصناف العناكب القليلة التي تسبب لدغته تحلل الأنسجة، أما لدغة العنكبوت الذئب فلا تسبب سوى الاحمرار والتورم إضافة إلى تقرح الجلد، ولكن هذه الأعراض تزول في غضون أيام قليلة بعد العلاج.
أخيراً، فإنه من المهم معرفة فيما إذا كانت لدغات العناكب تسبب تحلل الأنسجة أم لا، فكثيراً ما يخلط الأطباء بين لدغات العناكب وحالات خطيرة أخرى تسبب أيضاً تحلل الأنسجة، مثل وجود عدوى الجمرة الخبيثة أو حتى السرطان، وقد يؤدي التشخيص الخاطئ إلى عدم تلقي المريض للعلاج الصحيح.