تمكّن مجموعة من الباحثين من جامعة بريسبان (University of Brisbane) من تطوير اختبار بسيط يمكنه الكشف عن المراحل الأولى (المبكرة) لمرض السرطان.
حيث تعتبر هذه الطريقة غير مكلفة إطلاقًا خصوصًا أنه خلال عشرة دقائق سيمكن الكشف عن جميع أنواع السرطانات المختلفة عبر استخدام مكونٍ جوهري والذي يعمل على تحديد والتعرف على الخلايا السرطانية بسرعة عالية كما ويعتبر السرطان من الأمراض المعقدة والمتغيرة، الأمر الذي جعل عملية الكشف عن السرطان عمليةً صعبة وتتطلب تحديات عظيمة، لاسيما عندما يتعلق الأمر باكتشاف علاج لجميع أنواع السرطانات!
بالتأكيد راودك السؤال ما هو هذا المكون (العنصر) ؟ يقوم هذا الاختبار باستخدام جزئيات الذهب (Gold Particles) حيث تعمل جزئيات الذهب على تدمير للخلايا السرطانية، وإعادة تكوين خلايا سليمة جديدة. كما أن الخلايا المصابة بالسرطان تنقسم بمعدلٍ يمكنه وصفه ” بالمتفجر” والتي تعمل على انقسام الخلية السرطانية لخلايا أخرى تنتشر عبر الدم نحو أعضاء الجسم المختلفة، ليس هذا فحسب بل تعمل على إحداث تحوٍر في الحمض النووي (Mutated DNA) في مكانٍ آخر.
لذلك عمل فريق بحثي مكون من أبو سينا (Abu Sina) ، لورا كاراسكوسا (Laura Carrascosa) و مات تراو (Matt Trau) على تحديد البينة الهيكلية التي تميز بين الحمض النووي المتغير “المتحور بسبب الخلايا السرطانية” و الحمض النووي الطبيعي السليم.
حيث قام الفريق بالبحث عن نماذج (أنماط) من الجزئيات يُطلق عليها اسم (Methy1 Groups) الموجودة على سطح الخارجي للحمض النووي للخلايا السليمة والخلايا السرطانية على حدٍ سواء. تنتشر هذه المجموعة في الخلايا السليمة عبر الجينوم، أما في الخلايا السرطانية فإنها تكون خالية منها إلا في مناطق معينة حيث هناك انتشار للجزئيات (العناقيد الشديدة: Intense clusters).
حيث تعمل مجموعة الميثيل (Methyl Group Clusters) على تحويل أجزاء الحمض النووي (DNA) إلى هياكل نانوية ثلاثية الأبعاد لها جاذبية قوية للذهب.
كما وقام الباحثون باستخدام جزئيات نانوية من الذهب -تحمل اللون الأحمر عند وضعها في الماء – يتغير لون جزئيات الذهب بالاعتماد على مدى توفر الخلايا السرطانية النانوية ثلاثية الأبعاد في الجسم. حيث أنه عند اضافة حمض نووي سرطاني فإنه من المتوقع من أن يتم التعرف على الخلايا والأنسجة السرطانية عبر الكشف عنها من خلال تكون سائل ذو لونٍ أحمر أما في حال استخدام حمض نووي غير سرطاني فإن لون السائل سيكون أزرق.
حتى اللحظة قام العلماء بإجراءات العديد من الاختبارات واستخدامها للكشف على الخلايا السرطانية باستخدام 200 عينة من أنواع مختلفة من الخلايا البشرية السرطانية و الخلايا السلمية كذلك. كما وجد العلماء أن دقة الكشف عن السرطان ارتفعت ل90% في حالاتٍ معينة.
من المتوقع أن يكون هناك توجهًا لتنفيذ هذا الاختبار عبر الهواتف الذكية
وفقًا للأبحاث فقد تم تبني هذه التكنولوجيا وتطبيقها للأنظمة الكهروكيميائية والذي يعني بشكل أساسي أنه من الممكن في نهاية المطاف أن نحمل نظامًا فعالًا واقتصاديًا لتشخيص السرطانات عبر هواتفنا الذكية.
كما وأضاف تراو في بيان نُشر في (PhysOrg News) ” لا نزال غير متأكدين بعد إذا ما كان هذا الاكتشاف معجزة خارقة أم لا لتشخيص كافة حالات السرطان، لكنه بالنظر إلى ما وصلنا إليه فإنه من المثير للاهتمام وصفه علامة عالمية فاصلة في علاج السرطان، علاوة على كونها غير مكلفة وتكنولوجيا متوفرة ولا تتطلب أدواتٍ مخبرية معقدة مثل تسلسل الحمض النووي”