الحقيقة القاسية هي أن بترول العالم في طريقه إلى النفاذ، برغم كل الجهود المبذولة. فالبترول تكون عبر آلاف السنين من الكائنات الحية الدقيقة التي طمرت في باطن الأرض مباشرة بعد موتها في قيعان البحار والمحيطات تبدو فكرة تصنيعه بالمختبرات بدون حفر أو تنقيب أو خطوط أنابيب فكرة مذهلة وذلك بضم الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون.
كانت فكرة الجهاز اللي صنعته شركة ألمانية تسمى “سان-فاير” قائمة على عملية فيشر تروبش Fischer-Tropsch process ، وهي مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تحول غاز أول أكسيد الكربون والهيدروجين إلى هيدروكربونات سائلة ولكي نحصل على هذين الغازين فعلينا أن نمر بعدة خطوات تبدأ بتحويل الماء إلى بخار، ثم تفصل الأكسجين والهيدروجين، يستخدم الهيدروجين حينها لاختزال ثاني أكسيد الكربون إلى أول أكسيد الكربون، والذي يتم ضمه بعدها إلى الهيدروجين ليكون لنا الهايدروكربون المنتظر، وسوف تستخدم الحرارة الزائدة في التفاعل لإنتاج مزيد من البخار.
لكن، وكي لا نتعجل في الفرح، فالأمر ليس سحرياً كما يبدو عليه، فهو يتطلب كمية كبيرة من الكهرباء بالدرجة الأولى، لخطوة تحويل المياه إلى بخار.
لكن من حيث التكلفة، فهذه الماكينة الموضحة بالصورة تكلفنا رقماً كبيراً من هذه النقود التي قد تصل إلى السبعة أرقام، والتي تم تمويلها هذه المرة مناصفة بين التمويل الجماهيري ووزارة التعليم والأبحاث.
تستطيع هذه الآلة إنتاج برميل واحد فقط من الوقود في اليوم، وتدوير حوالي 3.2 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل برميل، لكن ليس ذلك عملياً لدولة تحتاج إلى 18 مليون برميلاً من الوقود كل يوم في الولايات المتحدة مثلاً، إذ أننا سنحتاج حينذاك صفوفاً طويلة من الآلات وتلالاً لا نهائية من النقود، لكنها خطوة سوف تتبعها العديد من الخطوات نحو تحقيق اكتفائنا من الوقود على المدى الطويل.