في ساحة مرآب سيارات شركة تويوتا الذي يبعد حوالي الساعة عن مدينة طوكيو، تم عرض مركبة شركة تويتوتا اليابانية الجديدة التي تدعى (i-Road)، وتم وضعها لاختبارها من قبل المشاهدين والمهتمين، ثلاث دقائق خلف المقود لكل شخص، كانت كافية للتعرف على مقدارت هذه المركبة المذهلة.
تعتبر مركبة تويوتا (i-Road) بحجم الدراجات النارية العادية تقريباً، فهي تتسع لشخصين يجلسان في مقعدين أحدهما خلف الآخر، وتتميز بوجود قمرة قيادة مغلقة لتوفير الأمان تام في القيادة، تمتلك (i-Road) عجلتين أماميتين كل منهما متصل بمحرك كهربائي بقوة /2/ كيلو واط، ومن الخلف تمتلك عجلة واحدة فقط بدون محرك تتجه وفقاً لاتجاه حركة العجلتين الأماميتين.
الأمر المثير للدهشة بأن مركبة (i-Road) تسير بشكل عامودي ثابت عندما تكون على الطرقات المستقيمة، ولكنها تتمايل بكاملها مع اتجاه الطريق (كالدراجة النارية العادية) حينما تكون على طريق ملتوية، هذا ما يجعلك مندفعاً عندما تقوم بتجربتها إلى الدوران بها مرة بعد أخرى لتجربة احساس التمايل مع الطريق الذي تتمتع به المركبة، وعلى الرغم من أنها بخاصية التمايل تشبه الدراجات النارية، إلا أن دعسة الوقود ودعسة الفرامل والمقود فيها تعمل كما تعمل السيارات العادية، وحسب ما أفاد به من قام بقيادة المركبة فإن قيادة مركبة تويوتا الجديدة لا يشبه أي شيء اختبرته مسبقاً، وكأن صانعيها قد وضعوا خبرة تجربة المركبات لعشرات السنوات ليخرجوا بهذه المركبة.
عندما تقود مركبة (i-Road) تشعر بأنك تقود زورقاً سريعاً وطائرة وسيارة رياضية سريعة معاً، زاوية رؤيتك للأفق داخل المركبة متغيرة باستمرار، فأحياناً وأثناء قيامك بانعطاف حاد، فإنك ترى رصيف الطريق يرتفع تدريجياً أمامك ابتداءاً من النوافذ الجانبية حتى يملئ كامل رؤيتك المحيطية، فضلاً عن أن أزيز محرك المركبة الكهربائي هادئ لدرجة أنك تشعر بأنك تقود مركبة فضائية متطورة.
المركبة مجهزة بمستشعر لقياس مدى درجة الانحراف، بحيث أن المركبة لا يمكن لها أن تسقط عندما تميل لتوازي الطريق، ولقد تم تزويد المركبة بتقنية داخل المقود تجعله يهتز عندما تصل درجة انحراف المركبة إلى الحد الأقصى المسموح به، ولكون المركبة ضيقة قليلاً فإن التغير المستمر في التوازن الناتج عن تمايل المركبة مع الطريق الملتوية، يمكن أن يزعج الراكب، لذا فإن صانعي المركبة جهزوها بميزة تجعلها لا تتمايل مع الطريق نهائياً في حال تم تخفيف السرعة، فضلاً عن أن المركبة تعتمد في التوجيه على التمحور على العجلة الخلفية الصغيرة في السرعات البطيئية، مما يجعلها مثالية للقيادة في الأحياء الضيقة، وتعمل العجلات الأمامية في مركبة تويوتا (i-Road) كنظام نابض هيدروليكي لتجعل السيارة ثابتة عند قيادتها فوق المطبات، بحيث أن المركبة تتخطى المطبات بدون أن يهتز كبين القيادة.
يذكر مصممي المركبة بأنها تم تصميمها للسفر بمسافات قصيرة داخل المدن، حيث كان الهدف من تصميمها الدمج بين متعة قيادة الدراجة النارية وأمان السيارات العادية بفضل كبين القيادة المثبت عليها، حيث أن بطارية الليثيوم التي تستعملها تكفي لمسافة 30 ميلاً تقريباً، ويتم إعادة شحن البطارية من خلال أي مقبس كهربائي ويستغرق إعادة شحن البطارية عدة ساعات فقط، السرعة القصوى للدراجة تبلغ 28 ميلاً في الساعة بالنسبة للمركبات التي يتم تصنيعها للعمل في أوربا، و37 ميلاً في الساعة بالنسبة للمركبات التي يتم تصنيعها للعمل في اليابان، وذلك تماشياً مع قوانين هذه البلدن.
مركبة تويوتا (i-Road) مازالت في طور التجربة والإعداد حالياً، وتتم التجارب عليها حالياً في اليابان، تمهيداً لبدء برنامج تجريبي لها في مدينة غرونبول في فرنسا خريف هذا العام، وتأمل شركة تويوتا بأن تبيع المركبة في بلدان أوروبا وآسيا، بدون تحديد جدول زمني للشروع بهذا المشروع، فضلاً عن عدم افصاح الشركة عن نيتها في بيع المركبة في الولايات المتحدة الأميركية من عدمها.
في النهاية، تعد مركبة تويوتا (i-Road) مركبة مشجعة للتجربة بشكل عام، وتثبت لنا من جديد بأن استعمال المركبات الصغيرة للتنقل الشخصي لمسافات قصيرة ما يزال يحمل متعة مدهشة، في وقت تستمر فيه شركات السيارات بصناعة مركبات ذات كفاءة عالية تستعمل الطاقة البديلة.