واحدة من أكبر عيوب الانتقال لاستعمال الطاقة الشمسية، هو أن أغلب تصميماتها تبدو معقدة وغير جذابة لكثرة التفاصيل فيها، إلا أن فريقا من المهندسين بقيادة ريتشارد لونت في جامعة ولاية ميشيغان طوروا مكثفات شمسية شفافة بالكامل، مما يعنى أنه من الامكان استخدامهم على النوافذ بدون افساد المظهر العام، أو لاستخدامهم على شاشات الهواتف النقالة!
المكثفات الشمسية الجديدة تستخدم لتركيز أشعة الشمس على منطقة صغيرة وبالتالى تكبير مقدار الطاقة الكهربية المولدة بطريقة مشابهة جدا لاستخدام عدسة مكبرة لاشعال النار فى بعض الأوراق.
مثل هذا الاختراع ليس مستجدا تماما على صناعة المكثفات الشمسية، ولكنه الأول من نوعه الذي استطاع الوصول إلى المظهر الشفاف تماما، حيث أن ما تم تطويره كان يتصف بالحجم الكبير علاوة على منظره القبيح، ليكونوا قادرين على تحقيق الغرض المطلوب بغض النظر عن الشكل العام.
وقد كان دائما يجب على العلماء المفاضلة، بين كفاءة تلك المكثفات في العمل وبين مدى شفافيتهم، لذلك أدت معظم المحاولات السابقة إلى انتاج مكثفات فعالة ولكنها ملونة.
“لا أحد يرغب فى الجلوس خلف زجاج ملون، فالأمر أشبه بالعمل فى بيئة ملونة وصاخبة، أشبه بالعمل في صالات الديسكو!” يقول مدير المشروع السيد لونت في المؤتمر الصحفى الذي عقده حول المكثفات الجديدة “نحن نؤمن بهذا ولذا طورنا مكثفات حيث طبقة الانارة النشطة نفسها شفافة”، وبالتالي يمكننا القول وداعا للمكثفات الملونة إلى الأبد.
سر نجاح لونت ومجموعته هو تطويرهم نظاما قادرا على العمل على أطوال موجية خارج الطيف المرئي العادي، الأمر الذي يبدو صعبا، إلا أنهم استخدموا موادا عضوية مضيئة، وهي تلك المركبات التي تكون مسؤولة بالكامل عن عملية الاضاءة أو التلألؤ.
المكثفات قادرة على امتصاص الضوء بأطوال موجية معينة، لتكون قادرة على تحويلها إلى أطوال موجية أخرى.
وحيث أن الطيف المرئي ليس مشاركا في هذه العملية نهائيا، أصبح من السهل على الباحثين تطوير منتج نهائي شفاف تماما كالزجاج.