استكمالاً لرحلتنا في نمو الطفل الرضيع وكيفية التعامل معه، نكون قد وصلنا لمرحلة الطفل الرضيع من عمر 3-6 أشهر، سنتعلم سويًا تطورات الطفل في هذا العمر وكيف نمضي قُدمًا في تحفيز هذا التطور. فتابعي معي هذه المرحلة الشيّقة…
تطورات الطفل الرضيع من عمر 3-6 أشهر
خلال الأشهر القليلة المقبلة ستبدأين في التعرف على ما يفضله طفلك -ما يحب وما يكره-، وكيف يفضل النوم والأكل واللعب. سنتعرف سويًا في الجدول التالي على ما يمكن الطفل من عمر 3-6 أشهر أن يفعل والأشياء التي يمكنكِ فعلها له:
ما يُمكن لطفلك أن يفعله | ما تستطيعين فعله |
التحكم في الجسد. | ضعي طفلك في أوضاع مختلفة لمساعدته على تطوير مهارات جديدة مثل التدحرج والزحف. |
استخدام الأيدي والأصابع للاستكشاف. | اعرضي ألعابًا جديدة على طفلك. |
التواصل باستخدام الأصوات والأفعال وتعبيرات الوجه. | راقبي إشارات طفلك واستجيبي لها. |
الاعتياد على البيئة المحيطة. | ابتكري روتينًا يوميًا لطفلك. |
تعلم اللغة من عمر 3-6 أشهر
- الأطفال ليسوا مجرد مستمعين، إنهم يتحدثون أيضًا. بدءًا من حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر، يستخدمون أصواتهم في الضحك والصرير. يتعلم الأطفال الصغار قواعد المحادثة في وقت مبكر من 3-6 أشهر، سيبقى الأطفال هادئين بينما يتحدث شخص آخر؛ ينصتون ثم يثرثرون ثم ينتظرون ردك!
- يبدأ الأطفال في تكرار أصوات معينة مثل ما-ما-ما أو دا-دا-دا بحلول الشهر السادس تقريبًا، لذا تحدثي إلى طفلك ليتعلم اللغة. تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يتحدث إليهم الأبوين لديهم عدد أكبر من المفردات -مقارنة بأقرانهم في نفس المرحلة العمرية- مع مرور الوقت.
- انتبهي لطفلك؛ يخبرنا الأطفال بما يفكرون ويشعرون من خلال تعابير الوجه وحركات الجسم. عندما ترين طفلك يمد يده إلى شيء ما، ضعي ما يفعله في كلمات: “تراني آكل، تريد أن تمسك بملعقتي!”
- غني لطفلك؛ يتيح الغناء للأطفال سماع الكلمات والعبارات، إنها أيضًا طريقة رائعة للاستمتاع والتواصل مع طفلك.
- اقرأي لطفلك؛ القراءة معًا في هذا العمر تبني حب الكتب. اطلبي من الأجداد وأفراد الأسرة الآخرين مشاركة القصص كطريقة لبناء روابط عائلية.
أنشطة لتعزيز النمو البدني للطفل من عمر 3-6 أشهر
العناق والقبلات
تواصلي مع طفلك عن طريق لمسه، عانقيه وأغمريه بالقبلات؛ إذ يبني الاتصال الجسدي علاقة قوية مع طفلك، كما أنه يحفزه على تحريك تلك الأجزاء التي تلمسيها من جسده.
ابتسمي له
ابتسمي لطفلك، وانظري في عينيه. امنحيه الكثير من الحب والاهتمام.
أحدثي بعض الضجيج
قومي بهز لعبة مزعجة لإغراء طفلك بإدارة رأسه للنظر لها ثم الوصول إليها.
دعيه يتحرك
اسمحي لطفلك بالتحرك، ضعيه على الأرض حتى يتمكن من النظر حوله وركل رجليه والتذبذب. لا تدعيه يقضي الكثير من الوقت في أرجوحة أو مقعد السيارة أو مقعد نطاط. هذه الأشياء تحّد من الحركة، والطفل يحتاج إلى التحرك للتطور.
حفزيه باللعب
ضعي الألعاب الآمنة أمام طفلك أو فوقه، قومي بإعداد مكان مخصص على الأرض حيث تتدلى الألعاب فوقه وهو مستلق على ظهره. سيشجع ذلك التنسيق بين اليدين والعين حيث يتعلم التركيز على شيء ما قبل الوصول إليه والإمساك به. قد يقوم أيضًا بركل الألعاب بشكل عشوائي كمقدمة لحركات الساق المتعمدة.
ساعديه على النهوض
عندما يصبح طفلك أكثر راحة في الجلوس، ضعيه في منتصف عدة وسائد داعمة أو وسادة على شكل حرف C. سيسمح له ذلك بالتدرب على إجراء تعديلات طفيفة، باستخدام عضلات جذعه دون التعرض لخطر السقوط وإيذاء نفسه.
لقد قطع طفلك شوطًا طويلاً في الأشهر الثلاثة الأولى من عمره، وأصبح الآن فردًا اجتماعيًا يحب التواجد معكِ والاستمتاع بقضاء الوقت في اللعب والضحك.
يبدأ طفلك في عمر 3-6 أشهر تكوين فكرة عن وجوده في العالم، وماذا يُشكّل هو من هذا العالم؟ سينظر إلى عينيكِ بسعادة، ويرى أنكِ العالم أجمع بالنسبة له.
بعض الاحتياطات الضرورية للطفل في عمر 3-6 أشهر
السلامة والأمان
يمكن لطفلك الآن الإمساك بالأشياء الصغيرة ووضعها في فمه، مما يعني أنه قد يبتلعها أو يختنق بها. في عمر 3-6 أشهر، غالبًا ما يتدحرج الطفل ويمكن أن يتعرض للسقوط من السرير أو الأريكة بسهولة، عليكي الحذر وعدم تركه في أماكن مرتفعة دون رقابة منكِ. تأكدي من عدم تركه بمفرده ما لم يكن في مكان آمن.
نذير خطر
هذه أشهر مهمة جدًا للطفل؛ لا تترددي في طلب المساعدة من طبيب الأطفال إذا وجدتي بعض العلامات التالية:
- كان طفلك غير سعيد أو غير مستقر في معظم الأوقات.
- أنتي غير سعيدة أو قلقة معظم الوقت.
- لا يبحث عنكِ طفلكِ عندما تتحدثين.
- لا يبتسم طفلكِ ويهدل حتى في بعض الأوقات.
- لا يركل طفلك بساقيه.
لا يمكن الإنكار أن كل طفل يختلف عن الآخر وقد يتطور كل طفل بمعدلات مختلفة عن أقرانه؛ لذلك إذا لم يقم طفلك ببعض هذه الأشياء فقد يكون تطوره فريد في نطاق آخر على غرار الآخرين. وبالرغم من ذلك يتبع الأطفال عادةً نفس نمط النمو، ومن الجيد أن تشعري أنّ طفلكِ ينمو بشكل طبيعي بطريقته الفريدة، لذا إذا كنتي قلقة بشأن نمو طفلك، أو إذا كان مختلف تمامًا عن الأطفال الآخرين، فتحدثي مع طبيب الأطفال للحصول على المساعدة مبكرًا.