يقول الباحثون من جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد, بأنهم قاموا بتطوير تقنية قليلة التكاليف ولكنها بالوقت ذاته دقيقة للغاية لتصنيف الحشرات أثناء طيرانها باستخدام جهاز استشعار, وهذه الطريقة تفوق من حيث الدقة والسرعة والتطبيق العملي كل ما سبقها من طرق, ويضيفون أن سر نجاحهم هو مؤشرات الليزر، بالإضافة إلى الفهم الشامل لكيفية استخدام كمية كبيرة من المعلومات.
وقد قام الباحثون بتقديم ورقة معلومات مرفقة مع الدراسة, قاموا فيها بشرح كيف استطاعوا جمع المعلومات, وكيف تساعد هذه المعلومات بتحسين دقة النموذج الذي يعملون عليه, بالإضافة لتقديم وصف دقيق لنوع النموذج الذي يستخدمونه, وكذلك آثار إضافة أو إزالة ميزات للمساعدة في التصنيف, و مقارنة هذه الطريقة من حيث الأداء و المرونة مع مثيلاتها من المناهج المتبعة في تصنيف الحشرات.
سابقاً كان علماء الحشرات يعتمدون على استعمال مكبرات الصوت لالتقاط الأصوات التي تحدثها الحشرات أثناء طيرانها, ولكن للأسف فإن مكبرات الصوت تلتقط أيضاً الكثير من الضوضاء الآتية من المحيط, وما لم تكن الحشرة تطير ضمن المسافة المثالية لالتقاط الصوت وفي ظروف مثالية أيضاً, سيكون من الصعب جداً الحصول على معلومات مفيدة.
أما حالياً فإن العلماء اخترعوا تقنية مؤشر الليزر, والذي عندما يتم اقترانه مع ترانزستور ضوئي وجهاز تسجيل رقمي, يقوم بتوفير طريقة جديدة لالتقاط الأصوات التي تقوم الحشرات بإصدارها خلال طيرانها, متلافياً بذلك نقاط الضعف الموجودة في تقنية مكبر الصوت, حيث تعتمد التقنية على تنبيه المؤشر عن طريق انقطاع الضوء الصادر عن شعاع الليزر الذي تسببه أجنحة الحشرة أثناء مرورها أمامه, ويتم تحويل الحركة إلى ملف صوتي, باستعمال هذه التقنية استطاع الباحثون تجميع عشرات ملايين البيانات من أصوات الحشرات, و تم ارجاع كل نوع من أنواع الحشرات إلى واحدة من ستة تصنيفات من الحشرات،تمت دراستها أثناء التجربة.
ولكن الباحثين أرادوا أن يطوروا هذه التجربة أكثر، فقاموا بمحاولة دراسة إيقاع الساعة البيولوجية للحشرات التي تمت دراستها (دراسة تعتمد على الأوقات التي تكون فيها هذه الحشرات نشطة من اليوم) , وذلك بهدف جعل الدراسة أكثر دقة بالاعتماد على دراسة وقت ضربات الأجنحتة عوضاً عن الاعتماد فقط على دراسة أنماط ضربات الأجنحة, كون الأخيرة والتي يمكن أن تكون متماثلة بين مختلف أنواع الحشرات, كما أخذ النموذج بالحسبان المنطقة الجغرافية التي تنتمي إليها الحشرة, فعلى سبيل المثا لا يمكن اعتبار أن البعوض في الصحراء الكبرى لأفريقيا هو من الحشرات الأصلية التي تتواجد في الولايات المتحدة حتى وإن كان يتشابه مع بعض الحشرات في الولايات المتحدة بالإيقاع والصوت.
في النهاية يمكننا القول بأن هذا النموذج استطاع تصنيف أنواع الحشرات بدقة تصل إلى 79.44% بالنسبة إلى 10 أنواع من الحشرات, ووصلت دقة النموذج إلى 98.99% بالنسبة لنوعين فقط, كما استطاع هذا النموذج التفريق بين الذكر والأنثى من الفصيلة الواحدة بنسبة 99%، وإذا ما استطاع الباحثون تطبيق هذا النموذج خارج المختبرات, ووصلوا لتعزيز هذا النموذج ليتضمن استخدام ميزات أكثر مثل الحجم أو الرائحة, سيؤدي ذلك إلى إمكانية تتبع وقتل الحشرات الضارة بالإنسان والمزروعات, وإطلاق سراح الحشرات غير المؤذية والتي يمكن حتى أن تكون مفيدة.