قام الباحثون في الجامعة الوطنية الأسترالية (ANU), بتطوير طريقة بسيطة وغير مكلفة لصنع العدسات اللاصقة, والتي من شأنها أن تفتح الأبواب أمام الباحثين و الطلاب و الهواة على حد سواء لاستعمال هذه التقنية.
عادةً ما يتم صنع العدسات اللاصقة, إما عن طريق طحن وصقل قرص من الزجاج حتى يأخذ الانحاء الملائم، أو عن طريق وضع العدسات في قوالب جاهزة, وكلتا الطريقتين تعد من الأساليب المكلفة والمعقدة على حدٍ سواء, إلّا أن الطريقة الجديدة ستسمح للعلماء بتصنيع عدساتهم اللاصقة, عن طريق تسخير قوة الجاذبية وبمساعدة فرن فقط, إلى جانب شريحة من الزجاج و مادة بوليميرية شبيهة بالهلام يرمز لها بـ(PDMS).
ويقول (ستيف لي)، المؤلف الرئيسي للدراسة التي ساعدت على تطوير هذه التقنية في بيان له, أن المثير حقاً بشأن هذه التقنية أنها تفتح الباب أمام تكنولوجيا تصنيع العدسات, إضافة لكونها تقنية منخفضة التكلفة وبسيطة الصنع.
يتم إضافة القليل من مادة الـ(PDMS) على شريحة الزجاج, ويتم وضعها في فرن بحرارة لا تزيد عن 70 درجة مئوية، وعندها ستأخذ مادة الـ(PDMS) القوام الصلب، وسنكون بهذه الحالة قد صنعنا أساس (قاعدة) العدسة, يتم بعدها مرة أخرى إضافة كمية قليلة من مادة الـ (PDMS) إلى تلك القاعدة ويتم قلب الشريحة إلى الناحية الثانية, عندها ستقوم الجاذبية بإعطائها الشكل المنحني, وعندما يتم وضع العدسة مرة ثانية في الفرن فإن ذلك سيمنحها الصلابة المطلوبة, ويمكن إعادة تكرار هذه العملية لصقل شكل العدسة وزيادة جودتها.
من المتوقع أن يتم استخدام هذه التقنية أيضاً في الأجهزة الطبية, فالجهاز الذي يستخدم لتكبير و إلقاء الضوء على الآفات الجلدية عند تشخيص أمراض مثل سرطان الجلد على سبيل المثال, تصل تكلفته إلى حوالي 500$ على الأقل, إلّا أن هذه التقنية الجديدة ساعدت العلماء على تطوير بديل رخيص لهذه الآلات بتكلفة لا تتعدى الـ 2$, كما يمكن تركيب هذه العدسات على كاميرات الهواتف الذكية, وستكون هذه التقنية عوناً حقيقياً للأطباء في الأرياف أو للأطباء الموجودين في المناطق النامية, إضافةً إلى أنه يمكن لعلماء الأحياء زرع هذه العدسات في الفئران لدراسة الخلايا في الجسم الحي, وهو ما يتم عادة تجنبه نظراً لتكلفته المرتفعة.
حتى الآن، فقد تم تصنيع عدسات تبلغ سماكتها عدة ملليمترات, وتبلغ قدرتها على التكبير حتى 180 مرة, وبدقة تبلغ حوالي 4 ميكرون, وهذه المواصفات تتساوى تقريباً مع عدد لا بأس به من المجاهر التجارية الموجودة في الأسواق, ولكن نظراً لإنخفاض تكلفة هذه العدسات, فمن المتوقع أن يتم تصنيع أنواع أخرى من هذه العدسات لاستعمالها من قبل الطلاب أو الهواة لتمكّنهم من إجراء التجارب بتكلفة منخفضة, وحالياً يعمل العلماء لتصنيع عدسات أكبر حجماً وأكثر فعالية.