قد يكون قضاء الأمسيات الصيفية خارج المنزل أمراً ممتعاً، إلّا أنه قد يكون مزعجاً مع لدغات البق، حيث أن الأضواء التي عادة ما تنير حفلات العشاء تجذب البعوض والحشرات الأخرى إليها، وتساعدهم على إيجاد ضحاياهم من البشر بسهولة، وفي حين أن لدغة البعوض قد تعني المعاناة من الحكة في بقعة معينة من الجسم لبضعة أيام للبعض منا، فإن آثار هذه اللدغة قد تكون وخيمة أكثر في بعض البلدان الأخرى، حيث يمكن أن تنقل لدغة البعوض عدوى بعض الأمراض السيئة مثل داء الليشمانيا وداء شاغاس والملاريا، ولكن الآن يقوم فريق من الباحثين بإجراء التجارب للتوصل إلى ضوء LED يمكنه درء شر الحشرات وفي الوقت ذاته يؤدي وظيفة الضوء الأبيض بالنسبة للبشر، وقد تم نشر النتائج في مجلة (Philosophical Transactions B).
في الوقت الذي تقوم فيه المصابيح الفلورية التقليدية ببعث الضوء من جميع أجزاء الطيف المرئي، فإن العديد من الأضواء التي تنبعث من المصابيح الكهربائية والالكترونيات الموفرة للطاقة تميل نحو النهاية الزرقاء من الطيف، وهي النهاية التي قد تعطل من إيقاع الساعة البيولوجية لدى البشر، وتعمل أيضاً على جذب الحشرات، لذلك ولجعل المصابيح الكهربائية أقل جاذبية للحشرات، قام الباحثون بالجمع بين مصابيح تمتلك أطوال موجية مختلفة وخفضوا من إصدار الضوئين الأزرق والأخضر اللذين يعتبران من الأضواء الأكثر جاذبية للحشرات، وكانت النتيجة أنهم حصلوا على ضوء يبدو أبيض بالنسبة للبشر ويجذب أقل بحوالي 20% من الحشرات.
تبعاً لـ(ترافيس لونجكور)، وهو أستاذ في العلوم المكانية في جامعة جنوب كاليفورنيا، فإن الباحثين غير متأكدين بعد مما إذا كانت هذه الأطوال الموجية المستخدمة في هذا الضوء هي التوليفة الأفضل أم لا، وذلك لأن هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها أي شخص القيام بمثل هذه الدراسة، ولكن ما تشير إليه هذه التجربة هو أن هناك فرصة لصناعة المصابيح بالطريقة التي نريدها وليس فقط بالطريقة التي من المفترض أن يكون عليها المصباح، ومع إجراء المزيد من التجارب، يأمل (لونجكور) وفريقه بأن يتمكنوا من معرفة الطول الموجي المناسب لإبقاء الحشرات الخبيثة التي قد تكون حاملة للأمراض بعيداً.