ذكرت منظمة الصحة العالمية مؤخراً أنه قد تم تسجيل سبعة ملايين حالة وفاة ناتجة عن التلوث الجوي في سنة واحدة, وتشكّل هذه النسبة واحد من كل ثماني وفيات حول العالم في عام 2012, وتبعاً لما سبق, فإن هذا الاكتشاف الحديث يؤكد أن التلوث الجوي أصبح أحد أكبر المخاطر الصحية البيئية في العالم، وهذا ما دعا المدن حول العالم إلى اللجوء بشكل متزايد للتكنولوجيا لإيجاد حلول لهذه المشكلة, ومن هذه الحلول المقترحة كانت هذه التصميمات المبتكرة التي تتمتع بتقنية تزيل التلوث من الجو.
1- (القصر الإيطالي) في ميلانو: سيتم بناء واجهة الجناح العام باستخدام الاسمنت (الحيوي) الذي يتمتع بقدرة على تنقية الهواء, حيث يقوم بإزالة التلوث من الهواء و يحوله إلى أملاح خاملة, وعلى ما يبدو أن شركة (إيتالسيمنتي) Italcementiالمنفذة للمشروع ستضيف بين 4- 5% على التكلفة الأساسية للبناء لاستيفاء قيمة هذه التقنية، تم تصميم هذا البناء من قبل شركة (نيميسي وشركاه), وسيتم تشييد هذا البناء على مساحة قدرها 13000م2 على ارتفاع ستة طوابق, وسيتم عرض المبنى خلال معرض اكسبو ميلانو لعام 2015.
2- أعلن مستشفى (مانويل خيا غونزاليس) في مكسيكو سيتي في العام الماضي، عن واجهته الـ (آكلة للدخان) التي تمتد على مساحة قدرها 2500م2, حيث تم طلاء هذه الواجهة بثاني أكسيد التيتانيوم الذي يتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في البيئة المحيطة بالمبنى ويقوم بتعطيل عناصر التلوث الموجودة في الهواء, وتحويلها إلى مواد أقل ضرراً مثل الماء، ويزعم مصممي البناء أن واجهة المبنى تقوم بتنقية التأثيرات الملوثة الصادرة عن حوالي 1000 مركبة في اليوم الواحد, كما تجدر الإشارة أنه قد تم تمويل هذا المشروع من قبل وزارة الصحة في المكسيك, وسيستغرق بناء المشفى ثلاث سنوات بتكلفة 2 مليار دولار.
3- ملصق (مدح الهواء) في المملكة المتحدة: هو عبارة عن ملصق عملاق تصل أبعاده إلى (20X10) متر كتب عليه قصيدة (لسيمون ارميتاج) بعنوان (مدح الهواء), يقوم الملصق بامتصاص التلوث الموجود في الهواء, وتم تطويره من قبل الدكتور (توني رايان) وزملائه من جامعة شيفيلد, حيث يحتوي سطحه على جزيئات مجهرية من ثاني أكسيد التيتانيوم, تقوم بامتصاص غازات أكسيد النتروجين الذي تنتجه حوالي 20 مركبة يومياً, مع العلم أن إضافة هذه الجزيئات إلى الملصق لم تزد على التكلفة الأساسية للملصق إلا حوالي 200$ فقط, وبحسب قول الفريق الذي قام بصنعه أنهم يسعون إلى وضع لوحات طرقية مصنوعة من ذات المادة على طول الطريق السريع و في الطرقات المزدحمة.
4- ألبسة تحتوي على عوامل مُحفِزة: في الحقيقة, فإن هذه الفكرة تقوم على التعاون ما بين فكرة الملصق السابق العائدة للدكتور (رايان) وبين مصممة الأزياء (هيلين ستوري), حيث أن الهدف هو دمج جزيئات ثاني أوكسيد التيتانيوم مع مساحيق الغسيل لتقوم بتغليف الملابس, وتبعأ للدكتور (ريان) فإن ارتداء شخص واحد لقطعة ثياب تم غسلها بتلك الجزيئات المتناهية الصغر, يمكن أن يزيل من 5 – 6 غرامات من ثاني أكسيد النتروجين الموجود في الهواء, وارتداء زوج من بناطيل الجينز يمكن أن يزيل التلوث الذي تنتجه سيارة واحدة.
5- شبكات العناكب المصنّعة: تبعاً لـ (فريتز فولراث) من جامعة أكسفورد, فإن الشحنة الكهربائية والرقة التي تتمتع بها خيوط شبكات العناكب, إضافةً إلى وجود سائل شبيه بالغراء يقوم بتغليفها, يجعل من هذه الشبكات بمثابة محطة تصفية (فلتر) لالتقاط الجزيئات المتطايرة في الهواء, حيث يمكن استخدام ذات توليفة الشبكات العنكبوتية في تصميم لشبكة تقوم بالتقاط المواد الملوثة, بما في ذلك الجسيمات المحمولة جواً، والمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية أو المعادن الثقيلة, التي تصدر عن المداخن أو حتى عن المناطق الكوارثية.
6- الطائرات الطوافة: هذه الطائرات الهوائية المستشعرة للتلوث, تقوم بأخذ قراءات نوعية للهواء, حيث أنها تقيس نسبة المركّبات العضوية المتطايرة, وثاني أكسيد الكربون, والجسيمات المادية, هذه الطوافات مجهزة بأضواء خضراء وصفراء وحمراء، تضيء تبعاً لمستويات التلوث في المنطقة التي توجد فيها, ثم تقوم بإرسال النتائج إلى قاعدة بيانات. تم ابتكار هذه الطائرات من قبل علماء جامعة هارفرد وجامعة كارنيجي ميلون, وستحلّق هذه الطائرات فوق بيكين ولندن وفيلادلفيا.
7- (ميكروبيم): هو جهاز تم تطويره من قبل معهد البحوث (ترانغل), وهو عبارة عن مراقب تلوث شخصي، يقوم بالتقاط نسبة التعرض للتلوثات المحيطة بالشخص، ويساعده على إدراك المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها من جراء استنشاق التلوثات بكميات معينة, حيث ركزت التجارب الأولية على استشعار التلوث الحاصل في الأماكن المغلقة, أما الآن فقد أصبح من الممكن إرتداء الجهاز من قبل البالغين والأطفال في جميع البيئات, وحتى الآن تبغ تكلفة هذا الجهاز حوالي 2000$، ويتوقع أن ينخفض سعره عندما يتم طرحه في الأسواق.