الأطباء يشعرون بالأسف عندما يعالجون السرطان جراحياً ويجدون أنفسهم مضطرين لإزالة الفقرات أو “الديسك” الموجود بين الفقرات، بسبب تجاوره مع الورم أو انتقال الخلايا الخبيثة إليه، لأن هذا يضع المريض في حالة عجز، لكن فريقاً من الباحثين التابعين لعيادات “مايو كلينيك” الشهيرة وجدوا حلاً يحاكي ألعاب الأطفال، قد يحدث ثورة طبية في إصلاح إصابات العمود الفقري والنخاع الشوكي في المستقبل.
تشبه فكرة الألعاب .. لكنه إنقاذ حقيقي
هذا البوليمر يشبه الكبسولات الإسفنجية التي يلعب بها الأطفال ويرمونها في المياه بعض الوقت، لتتحول من كبسولات صغيرة إلى أشكال مختلفة مثل الديناصورات أو حيوانات أخرى، لكن الفرق أنه هذه أكبر من مجرد ألعاب، لأن لها استخدامات بالغة الجدية والمحورية في حياة الإنسان، وهي مصنوعة من مادة الهيدروجيل المجففة، يستطيع العلماء أن يزرعوا هذه الكبسولات ببساطة في فراغات العمود الفقري الناجمة عن الجراحة أو الحوادث، وهي ستتمدد لتتشكل على حجم وشكل الفراغ الموجود.
مرضى السرطان أول من يمسك بطوق النجاة
العالمان اللذان عملوا على هذا المشروع هما هم ليتشون لو، وشيفينج ليو، وقد قالا إنهما يعتقدان بأن هذه التكنولوجيا الجديدة سوف تكون ذات أهمية خاصة لمرضى السرطان، لأن الخلايا الخبيثة تفضل في كثير من الأحيان الهجرة إلى فقرات العمود الفقري والتسبب في تآكله وإزالته جراحياً، فحالياً، يضطر الجراحون في عمليات سرطان النخاع الشوكي لإزالة أجزاء ضخمة من العظام، وأحياناً العديد من أقراص “الديسك” البينية كاملة، تاركة فجوات كبيرة تحتاج لملء، الحلول التقليدية تتضمن الجسور المعدنية وترقيع العظام، لكن هذه الحلول ليست مثالية، بالذات في استغراق الشفاء عبرها إلى فترات طويلة، أما بالنسبة للبوليمر الجديد، الذي يستطيع أن يتمدد في خمس دقائق فقط، فإنه يبدو حلاً جذاباً.
ماذا بعد؟
يخطط الفريق للبدء في تجاربه على الجثث البشرية في المستقبل القريب، والعالمان لو وليو يشعران بالثقة في النتائج، فقد قال العالم ليو أن هذا البوليمر عليه أن يكون قوياً كفاية كي يدعم وزن الجسم ويتحمله، وهم يعتقدون أنه قادر على هذه المهمة، وإذا سارت الأمور حسب ما هو مفترض، فإن التجارب السريرية يمكن أن تبدأ في غضون السنوات القليلة القادمة، والطريقة التي نعالج بها إصابات النخاع الشوكي والعمود الفقري قد تتغير إلى الأبد.