لهذا السبب لا يجب على الدول وضع النفايات المشعة بجانب المحيط
وكالة البيئة البريطانية : تسرّب نووي حتمي في المكب الأساسي للنفيات النووية البريطانية بالمستقبل القريب
تقع قاعدة بريطانيا النووية في بلدة سيلافيلد الواقعة في شمال انكلتر، وعلى بعد حوالي ستة كيلومترات جنوب القاعدة، يقع مكب سيلافيلد النووي على شاطئ البحر الايرلندي، وخلال 55 سنة ماضية، قامت بريطانيا بتخزين المواد النووية منخفضة الاشعاع في هذا المكب، على الرغم من أن تخزين المواد المشعة في مكب يقع على شاطئ البحر خطيراً جداً، بالنظر إلى احتمال ارتفاع منسوب مياه البحر نتيجة لظاهرة الحت والتعرية.
ذكرت وكالة البيئة البريطانية في تقرير لها تم نشره في صحيفة (الغارديان) بأنه من المؤكد بأن موقع مكب النفيات سيتآكل بسبب ارتفاع منسوب المياه المتكرر على مر الزمن، ونتيجة لتآكل الشاطئ فإن النفايات النووية ستنكشف وساحل (كومبريان) سيتلوث بأكمله بالنفايات المشعة، ويضيف التقرير، بأنه ليس من المعلوم فيما اذا كان سيتم اختيار هذا الموقع أيضاً ليتم القاء نفيات مشعة فيه عائدة لقواعد أخرى نووية ما عدا النفايات الناتجة عن قاعدة سيلافيلد النووية، وخلص التقرير بالنتيجة إلى أن 35 مليون قدم مكعب من النفايات المشعة (أي ما يعادل 1 مليون ليتر مكعب) ستبدأ بالتسرب إلى شاطئ وساحل (كومبريان) بعد مئات إلى آلاف السنين .
في الحقيقة، فإن علماء البيئة وبعض المواطنين ليسوا راضين عن وجود هذا الموقع كمكب للنفايات النووية، مبررين موقفهم بأن استخدام الموقع على الوجه الحالي غير أخلاقي، كونه لا يمكننا تحمل النتائج المستقبلية الناجمة عن استخدامه، فضلاً عن أنه موقع خطير للغاية.
على الجانب الآخر، يذكر مستثمر الموقع (شركة مستودع النفايات المنخفضة الاشعاع المحدودة المسؤولية) في لقاء مع صحيفة (الغارديان)، بأن الشركة استحدثت قيوداً جديداً تطبق على كمية النفايات المشعة التي يتم التخلص منها في المكب، بهدف ضمان أن كمية الاشعاعات التي يمكن أن تصدر عن النفايات النووية في حال انكشفت نتيجة لتآكل الساحل ستكون ضئيلة جداً، ويضيف الدكتور (ريتشارد كامينغز) -رئيس علماء ومهندسي الشركة – ( صحيح أن التآكل سيحصل خلال مئات السنين القادمة، إلا أنه في حين حصوله ستكون الانبعاثات الاشعاعية الناجمة عن النفايات النووية قد اضمحلت تماماً).
بالإضافة إلى ما تقدم، يوجد لدى القائمين بعض القلق من أن النفايات التي تم دفنها في المكب قديماً لم تكن منخفضة الإشعاع كما هو الحال عليه في النفايات التي يتم دفنها حالياً، متخوفين بأنه من الممكن أن يكون قد تم سابقاً دفن مخلفات نووية ناجمة عن الغواصات والأسلحة النووية، وهذه الأخيرة ذات اشعاعات عالية، وهذا ما يجعل الأمر في غاية الخطورة.
بالنتيجة، فلقد قامت وكالة البيئة البريطانية بالطلب من الشركات القائمة على مشروع سيلافيلد النووي، بأن يشرعوا باتخاذ كافة الاجراءات التي من شأنها من الفيضانات ومن عوامل الحت والتعرية.