توريسول حقل للطاقة الشمسية أسس في الجنوب الإسباني من قبل الشركة الإسبانية الهندسية “سينا” و الشركة الرائدة عربيا في هذا المجال “مصدر”. وذلك لإنشاء ما بات يعرف بالخلايا الشمسة المركزة CSPs. وذلك لإنتاج المزيد منها على مستوى العالم في المستقبل.
مستفيدين من أن الشمس تشرق في هذا الجزء من العالم 12 ساعة يوميا، ومستفيدين من الطلب المتواصل على الطاقة أوروبيا، تعمل كل من مصدر و سينا على إنتاج إبتكارات جديدة قابلة لوضع حلول إستراتيجية لمشاكل الطاقة.
الحقل الشمسي توريسول من المتوقع له أن ينتج حوالي 50 ميجا واط من الكهرباء، ويتم العمل هناك بسرعة عالية جدا، حيث عمل المهندسون على إنشاء 180 كيلو متر من الخلايا الشمسية في أقل من أربعة أشهر ما يعادل كيلو متر واحد كل يوم.
تعتمد الفكرة على تركيز أشعة الشمس بشكل كبير على أنابيب يمر الزيت من خلالها، ليصل الزيت بعد ذلك لدرجة حرارة عالية ينقلها بدوره إلى خزانات من الماء تصل بدورها لدرجة الغليان و التبخر، والإستفادة من تبخر المياه هذا لتحريك توربين ضخم لإنتاج الطاقة.
يبدو كل شي حتى الأن عاديا، فهذا بالفعل ما تقوم به العديد من مراكز البحث ولكن المهم هنا أن المهندسين وصلوا إلى طريقة جديدة لتخزين الطاقة وإستخدامها في أوقات أخرى. فكيف يتم ذلك؟
بطارية ملحية تختزن الطاقة في داخلها لتعيد إرسالها لمحطات توليد الكهرباء فيما بعد.
تعتمد الفكرة على الإستفادة من الطاقة المنتجة من أنابيب الزيت وتحول جزء منها إلى مستودعات للملح، حيث تقوم الحرارة العالية بصهر هذا الملح المكون من نترات الصوديوم والبوتاسيوم وبالتالي تختزن الحرارة داخل هذه النترات. وحين تغيب الشمس يكون بمقدور المهندسين الإستفادة من حرارة هذه الأملاح لإنتاج الطاقة مرة اخرى. الأمر كله اشبه ببطارية ملحية كبيرة.
لكن المستقبل ليس هنا، يقول المهندسون أن المستقبل يكمن في أبراج الطاقة العالية، تلك التي تعكس عليها المرايا الشمسية جزء كبيرا من الطاقة خلال النهار. حتى تصل درجة الحرارة فيها إلى 565 درجة مئوية. وهو ما يعمل على تسخين الأملاح المسالة التي تحصل على درجة عالية من الطاقة ثم تخزن في خزانات ضخمة بغية إستعمالها لاحقا.
المشروع بطبيعة الحال هو الأول في العالم، تعمل الشركة على دراسة وإختبار هذا الإختراع بغية إستخدامه في وقت اخر بشكل أكبر. ويرى علماء اننا في المستقبل القريب جدا سيكون مصدر إعتمادنا الأول على هذا النوع من الطاقة.