عندما شاهد سام فان أكين أفرع الأشجار يتم قطعها وزرعها وإنماؤها في أشجار أخرى لأول مرة، فكر على الفور في فرانكشتاين، لكن أستاذ الفن في جامعة سيراكيوز لم يسع إلى خلق الوحش الأسطوري، وإنما قام بتكوين قطعة فنية نادرة.
أطلق فان أكين على هذه الشجرة اسم “شجرة الأربعين فاكهة”، وهي قادرة على حمل 40 نوعاً مختلفاً، من الفاكهة بما فيها الخوخ والمشمش والكرز، قائلاً أنه ينظر إليها كقطعة فنية، ومشروع بحثي، وشكل من أشكال الحفاظ على البيئة.
يستخدم فان أكين في ذلك أسلوب زراعة الرقائق، بقطع براعم من أنواع مختلفة من شجر الفاكهة ونقلها، لتلتئم على أطراف الشجرة الأساسية، التي لديها قابلية للنمو في مناخ وتربة هذه المنطقة، مما يسمح لثمار الفاكهة المنقولة بالنمو معها، حتى إن لم تكن هذه منطقتها المناسبة، وقام فان أكين بزراعة 16 شجرة بهذه الطريقة في الولايات المختلفة، كل منطقة مختارة متفردة بذاتها.
يتوقع أن تزرع الشجرة الأحدث في خريف هذا العام، في متحف ديسكفري للأطفال في سان خوسيه، لتكون محور توسيع حديقة المتحف الجديدة، وقد قالت أوتمن يونج مديرة تسويق المتحف أن الشجرة سوف تكون جزئاً من البرنامج التعليمي البيئي للمتحف، وأنها فرصة تعليمية رائعة للأطفال كي يتفاعلوا مع قطعة فنية رائعة تنتج الفاكهة أيضاً، كما أنها ستعلم التاريخ المحلي أيضاً لهم بسبب ضمها لثمار تاريخية من المنطقة.
فان أكين استخدم أكثر من 250 نوعاً مختلفاً من الفواكه ذات النواة الصلبة، ما جعلها مشروعاً للحفاظ على البيئة بجانب كونها مشروعاً فنياً متفرداً، فالأسواق التجارية قللت تنوع الفاكهة ذات النواة الصلبة فيها مثلاً، وزراعة الأشجار في مواقع مختلفة تزيد من تنوع المنطقة لثمار لم تكن لتتوفر فيها عادة.
سنوات رسم المخططات والتخطيط سمحت لفان أكين بنحت الأشجار بحيث تبقى تزدهر بشكل مستمر لأكثر من شهر، فبعد ازدهارها بالوردي والأبيض والقرمزي في الربيع، فإن فروعها تبدأ في إنتاج فاكهتها الخاصة المميزة، وهو يريد أن يتساءل الناس عندما يقفون عندها عما يشاهدونه، خاصة في ظل خروج الألوان والأنواع عن المألوف.
الأشجار تنمو بشكل أكثر تنوعاً في الألوان والفاكهة كل سنة، ويقوم فان أكين بزراعتها في البداية بعشرين نوعاً، ثم يعود بعد سنين ليستكمل البقية حتى تصل إلى 40، وقد زرع أول شجرة بهذه الطريقة في 2011، ويتوقع أن تكون في كامل ازدهارها في غضون ثلاث سنين.
وقال أن التعامل مع الأشجار بشكل فني يقدم مجموعة فريدة من التحديات، فقد تربى فان أكين في مزرعة في ولاية بنسلفانيا، لكنه قال إن احترامه للمزارعين والفلاحين زاد بعد عمله على هذا المشروع، ففي القطع الفنية التقليدية يقوم الفنانون بنحت الأشياء وتكوينها بأيديهم، أما هذا النوع من الفن فقد تطلب منه التعلم والعمل مع الشجرة وهي تنمو، وأنت لا تستطيع أن تتحكم بالجزء المزروع، ولن تعرف أيها سينمو أكثر من الآخر، فلا يوجد تصميم أو نموذج.