تحطم نموذج الطائرة السيارة (AeroMobil 3.0) خلال رحلة تجريبية له في سلوفاكيا، حيث أن المركبة دخلت في مأزق حرج دعا قائدها –وهو أحد مؤسسي الشركة المنتجة لها- (ستيفان كلاين) لتفعيل المظلة التي كانت مربوطة بكامل الطائرة، مما أبطأ من نزولها وأنقذ حياة (كلاين)، ولكن يبدو أن تأثير الاصطدام على الأرض أدى لتدمير المركبة.
أشار المتحدث باسم الشركة (ستيفان فادوتش)، أن (ستيفان كلاين) واجه وضعاً غير متوقع أثناء إجرائه لتجارب الطيران مما دعاه لتنشيط نظام المظلة البالستية المتقدم الذي جعل السيارة تهبط بأكملها دون إحداث أي إصابة بالطيار، وما زال الفريق حتى الآن يعمل على تحليل البيانات التي حصل عليها من الحادث لفهم السبب الذي أدى إليه.
تشير تقارير إلى أن الطائرة دخلت في حالة من الدوران اللولبي قبل تنشيط (كلاين) للمظلة، وهذا يشير إلى أن سرعة الطيران انخفضت كثيراً مما جعل من الصعب على الطيار مواصلة الطيران، وهو خطأ يدعى “بالانهيار”، ويعتبر انهيار السرعة عاملاً أساسياً في السلامة الشاملة للطائرة، حيث أنه كلما انخفضت سرعة الانهيار، كلما كانت الطائرة أكثر استقراراً في مختلف الحالات المتنوعة، وهذا بالضبط ما يجعل تصحيح الانهيار واحداً من بين أهم العناصر الحاسمة في اختبارات الطيران، ولذلك فإن هذا الحادث قد يكون ناتجاً عن حدوث انهيار غير متوقع، أو جراء القيام باختبار انهيار لم تستطع الطائرة أن تقوم بتصحيحه، وإذا كان هذا هو السبب، فسيكون على الشركة إجراء تعديلات هيدرودايناميكية على مركبة الـ(AeroMobil) من أجل تحسين أداء الانهيار فيها.
أشارت الشركة في بيان صدر لها بأنه سيتم تحليل البيانات المفصلة والتجربة الكاملة لهذه الرحلة الاختبارية بدقة، وسوف تستخدم النتائج في البحث والتطوير وإدخال تحسينات على النموذج النهائي، وأضافت بأن هذه هي فترة التعلم التي تسمح للشركة باستكشاف وصقل التصميم الحالي.
تجدر الإشارة إلى أنه من الصعب حقاً جعل ما يسمى “بالسيارة الطائرة” تطير فوق الأرض، وذلك على اعتبار أن المركبة يجب أن تكون قادرة على القيام بمهمتين مختلفة تماماً، حيث أن هذا الأمر يضعف عادة من قدرتها على السير على الطريق وقدرتها على الطيران في الجو على حد سواء، لذلك فإن الاستراتيجية الأنجح – والتي تم اعتمادها من قبل (AeroMobil)- هي جعل المركبة عبارة عن طائرة في المقام الأول، ومن ثم إدخال بعض القدرات المتواضعة عليها لتمكينها من السير على الطريق، وفي الواقع، فإن الهدف من معظم “الطائرات القابلة للسير على الطريق” ليست مساعدة الركاب على تخطي الازدحام المروري الخانق، بل التقليل من تكاليف تخزين ونقل الطائرات من خلال السماح لها بالسير من وإلى مهابط الطائرات المحلية، وحتى حدوث هذه الحادثة، كان يبدو بأن استراتيجية (AeroMobil) كان يمكن أن تؤتي ثمارها، وكان مؤسسيها يأملون بأن يبدؤوا ببيع السيارة الطائرة على أنها طائرة خفيفة في غضون عامين.
أكدت الشركة في بيان صادر لها إن حادثة التحطم التي حدثت يوم الجمعة لن تحملهم على التراجع عن مساعيهم، وإن هذا الحادث سيجعل (AeroMobil) تتعلم من تجاربها وتستخدم تلك المعلومات لصنع نموذج أفضل.