حذر باحثون أمريكيون من مادة كيميائية مدمرة بشكل خطير موجودة في الأدوات الطبية البلاستكية التي يتعرض لها الأطفال الخدج.
لم تكن هناك أدلة على تورط مادة الـ phthalates نفسها في التسبب بالخطر، لكن المنظمة الأوروبية للطاقة صنفت المادة المنبثقة منها DEHP كمادة يحتمل أن تكون مسرطنة للإنسان، وتم منع استخدام هذه المادة من قبل بعض القائمين على الرعاية لصحية في الولايات المتحدة كما أن المملكة المتحدة الآن تعيد النظر في مسألة استخدامها.
مادة الـفثاليت phthalate هي مادة تستخدم في الصناعات البلاستيكية كي تجعل استخدامها أسهل وأكثر راحة للمريض وأقل تسبباً في جرح النسيج ومضايقته، أما مادة DEHP فنحن نستخدمها كي تجعل البلاستيك أكثر مرونة ونعومة، لكن المشكلة هو بتسربه من الأنابيب البلاستيكية مسبباً مشاكل في الخصوبة والعيوب الخلقية في الحيوانات، كما أنه قد يسبب مشاكل أخرى ممكنة على الرئة والجهاز الهضمي والمخ وحركة العينين، لهذا كانت المنظمة تعتبره “أمراً مقلقاً” لكنها لم تمتلك دليلاً تثبت به ضرره الصحي.
المشكلة أن أكثر الفئات المعرضة لهذه المادة قبل العلم بخطورتها كانت فئة الأطفال الخدج، لأنها موجودة بكثرة في الأدوات الطبية التي يعتمدون عليها مثل الأنابيب في وحدة الأم أو الطفل، وأنابيب التنفس والخطوط الوريدية وأكياس الدم، ولذلك فبدءً من شهر يوليو 2015 سوف تقوم فرنسا التي تعد من أهم وأفضل بلدان العناية الطبية بالأطفال الرضع بمنع استخدام هذه المادة تماماً.
لم نكن قادرين في البداية على تحديد مدى خطورتها وارتفاع نسبتها التي تصل إلى الطفل لأننا كنا نعتمد على قياس النسبة المفرزة في البول والتي يصعب قياسها بشكل دقيق، لكن الفريق القادم من مدرسة جون هوبكنز للصحة العامة تلافى ذلك بقياس الكمية الكبيرة التي تتسرب من البلاستيك وبذلك استنتجوا ارتفاع مستوياته في دم الطفل.
وقالوا إن الطفل المولود قبل أوانه والذي لم ينضج جسده بعد يتعرض إلى 16 مليجرام من هذه المادة لكل كيلوجرام من وزنه، وهي نسبة عالية جداً حيث تبلغ 4000 إلى 160,000 أعلى من المستوى الآمن، ويقول قائد الدراسة الدكتور إيريك مالو أن الأطفال المرضين بشكل حرج تكون كل بيئة علاجهم مليئة بالبلاستيك الذي يتسرب منه الكثير إلى أجسادهم الهشّة إذ تستخدم كثيراً في وحدة العناية الفائقة بحديثي الولادة.
وقال قائد الدراسة الدكتور إيريك مالو أنه عند التعامل مع كائنات صغيرة وضعيفة مثل الأطفال المولودين قبل أوانهم فإن علينا أن نكون حريصين جداً فيما يخص المواد التي نستخدمها في أدواتنا الطبية وسوف يكون المزيد من البحث الجاد مطلوباً بخصوص هذه المادة بدءً من الآن.