إن قضاء الأوقات الممتعة تحت أشعة الشمس يصبح مزعجاً عندما يلتقي الجلد المتعرض لحروق الشمس مع المياه المعالجة بالكلور، فالكلور الموجود في المسابح يؤدي أحياناً إلى تهيج جلد السباحين، وخاصة عندما يكون ذلك الجلد معرضاً أساساً لحروق الشمس، كما ويحذر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من أن الأشعة الضارة فوق البنفسجية، تمتلك القدرة على إتلاف الجلد حتى في الأيام الغائمة أو الباردة، وعلى الرغم من أن هناك إمكانية لتجنب أضرار أشعة الشمس من خلال ارتداء ملابس طويلة الأكمام والقبعات والنظارات الشمسية، إلّا أن هذا الحل ليس عملياً في المسابح، ولكن تطبيق المراهم الواقية من الشمس التي تمتلك لعامل حماية يصل إلى 15 أو أكثر قبل 15 دقيقة على الأقل من التعرض للشمس يمكن أن يساعد.
وظيفة الكلور
يعمل الكلور على تطهير مياه المسابح ويبقي السباحين في مأمن من الإصابة بالعدوى والأمراض، فبدون التعقيم، يمكن أن تتحول مياه المسابح إلى مياه آسنة، مما يتيح الفرصة أمام الطحالب والبكتيريا لتنمو وتتكاثر، فعادة ما يجلب الأشخاص العوامل المعدية معهم إلى البركة، وهذه العوامل تتزايد مع تزايد عدد الأشخاص الذين يستخدمون هذا المرفق، لذلك فعندما يلتقي الكلور مع تلك المواد الملوثة، مثل الأمونيا التي تأتي من البول والتي عادة ما توجد بكثرة في مياه المسابح، فإنه يفككها ويزيل مفعول الأمونيا، كما ويستطيع الكلور التفاعل أيضاً مع المركبات العضوية مثل النفايات البشرية والحيوانية للقضاء على جميع التهديدات الصحية المحتملة.
تأثير حروق الشمس
تؤدي الحروق الشمسية أو التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة إلى إتلاف الطبقة الخارجية من الجلد، مما يجعل الجلد ذو اللون الفاتح يتحول للون الأحمر، ويجعله يصاب بالتهيج والتورم ويؤدي إلى تقشر الطبقة الميتة منه في وقت لاحق، وهذا يجعل الجسم في النهاية ينتج بعض الميلانين كرد فعل على الضرر، مما يؤدي إلى إعطاء الجلد اللون البرونزي، ولكن بعض الأشخاص، مثل ذوي الشعر الأحمر، يصابون بالحروق دائماً ولا تتحول جلودهم أبداً إلى اللون البرونزي، كما أنه ومن ناحية ثانية، ووفقاً لمركز السيطرة على الأمراض، فإن التعرض الحاد والمزمن لأشعة الشمس يجفف الجلد ويؤدي إلى ظهور التجاعيد عليه، وربما، قد يؤدي إلى أنواع مختلفة من سرطانات الجلد أيضاً.
تأثيرات الكلور
يعتبر الكلور مادة وقائية ومصدراً للإزعاج في ذات الوقت، فعلى الرغم من أن الكلور يطهر الجراثيم التي يتركها السباحون في ماء برك السباحة، إلّا أن هذه العملية تنتج منتجات الثانوية تسبب الإزعاج للسباحين، فمركبات الكلورامين هي المسبب الرئيسي للرائحة المكثفة التي تصدر من بعض المسابح المعالجة بالكلور، كما أن احمرار العينين وسيلان الأنف من الأعراض الناجمة عنها أيضاً، وبالإضافة إلى ذلك، فإن معالجة المياه بالكلور تسبب أحياناً حكة الجلد وجفافه، لذلك في حالة التعرض للترطيب، يصبح الجلد المتهيج أكثر عرضة للإصابة بالضرر جراء التعرض لأشعة الشمس، لذا كثيراً ما يشعر الأشخاص الذين كانوا يسبحون تحت الماء بتأثير الشمس على بشرتهم عند خروجهم من المياه قبل أن يشعر بذلك الأشخاص الذين لم يسبحوا في الماء.
التفاعل
لا يزيد الكلور من خطر التعرض لحروق الشمس، كما أنه لا يؤدي لتعرض الأشخاص المصابين بحروق شمس لخطر غير عادي، بل كل ما يفعله هو زيادة حالة الجفاف التي تعاني منها البشرة المصابة بالفعل بالتهيج والالتهاب، وهذا يزيد قليلاً من عدم الراحة التي يشعر بها السباحون بالفعل، لذلك فإن المشكلة الحقيقية لا تتمثل بالإصابة بالالتهابات، وذلك في ظل وجود التعقيم الصحيح بالكلور للمسابح، بل إن المشكلة الحقيقية تظهر عندما يقوم الأشخاص المصابين بالحروق الشمسية بالاستحمام بالخارج، وتعريض أجسامهم للمزيد من الأشعة فوق البنفسجية، وهذا ما قد يسبب ضرراً على المدى الطويل على صحتهم.
الوقاية والحل
تجنب التعرض لأشعة الشمس، خاصة ضمن برك السباحة ما بين الساعة 10:00 صباحاً وحتي الساعة 4:00 عصراً خلال الأيام التي يكون فيها وهج الشمس على أشده، وما بين الساعة 9:00 صباحاً وحتي الساعة 3:00 عصراً خلال الأيام التي يكون فيها وهج الشمس بحالته العادية، فتبعاً لمركز السيطرة على الأمراض، الأشعة فوق البنفسجية تكون كثيفة جداً في تلك الفترات، كما أنه من المهم أن تقوم بوضع الواقي الشمسي على جسمك وإعادة وضعه بعد الخروج من الماء، وبالإضافة إلى ذلك ينصح بأن تغتسل جيداً بعد السباحة في البرك التي تحتوي على الكلور، وذلك باستخدام شامبو مخصص لذلك كي يساعدك على التخلص من الكلور الذي يكون عالقاً على الجلد، وأن تقوم بوضع كمية كبيرة من الكريمات المرطبة على الجلد الجاف، ولكن تجنب استخدام المنتجات المعطرة على الجلد الملتهب أو المتقشر، وكما سبق وأن ذكرنا فإن الكلور يزيد من حالة الجفاف التي تسببها الشمس، لذلك فإن البقاء بعيداً عن المسابح لمدة يوم أو اثنين قد تكون فكرة جيدة.