إذا كنت تشتري بيض النطاق الحر لأنك تحب فكرة أنه صادر عن دجاج سعيد يتجول خارج المداجن بحرية، وينقر طعامه من التراب ويرفرف بأجنحته في ضوء الشمس، فإنك قد تصاب بخيبة أمل إذا ما علمت بأن هذا ليس الوضع بالنسبة لمعظم الدجاجات “الطليقة”.
في الولايات المتحدة، الدجاج “الطليق”، الذي ينتج بيض النطاق الحر، لا يتجول عادة على راحته في المساحات الواسعة أو حتى يحتاج لأن يتم إخراجه إلى الهواء الطلق، فوزارة الزراعة الأمريكية لا تطالب سوى بإعطاء تلك الدجاجات الهواء الطلق بشكل مستمر، وهذا يعني في الواقع بأن الدجاج يعيش في حظائر كبيرة تقطنها آلاف الدجاجات، وتمتلك باباً واحداً فقط أو أكثر من الأبواب المفتوحة، حيث أن قواعد وزارة الزراعة الأمريكية تسمح لمنطقة الهواء الطلق بأن تكون مسيجة أو مغطاة بمادة تشبه الشباك، ولذلك يمكن لمساحة الهواء الطلق أن تكون مجرد “شرفات اسمنتية، تحتوي على التراب أو القليل من العشب”، وغالباً، لا تستخدم الطيور مخرج الهواء الطلق لديها، أي أنه وبعبارة أخرى، فإن بيض النطاق الحر لا يزال في معظمه يأتي من مرافق إنتاج البيض التجارية الكبيرة ذاتها.
تمتلك المملكة المتحدة قواعد مماثلة، حيث أبرزت فضيحة تشرين الأول من عام 2013، بأن الدجاج الطليق في المملكة المتحدة، غالباً ما يعيش في حظائر كبيرة تضم ما يصل الى 16000 طائر مع إمكانية الحصول على الحد الأدنى من الهواء الطلق.
قد تبدو المصطلحات الأخرى المتعارف عليها في مجال الرفق بالحيوان، مثل “العضوي” أو “الخالي من الأقفاص”، بأنها تشير إلى نظم مختلفة، ولكن من الناحية العملية فإن هذا يعني تقريباً الشيء ذاته، حيث أن الفرق الأساسي المطلوب وجوده بين بيض النطاق الحر والبيض العضوي هو التغذية، ففي حالة البيض العضوي، يتم تغذية الدجاج بأطعمة عضوية، في حين لا تحتاج الدجاجات التي تنتج بيض النطاق الحر أي تغذية خاصة، وفي حين أن الدجاج “الطليق” قد يبدو أكثر حرية من الدجاج الذي يعيش داخل الأقفاص، فإن الباب المفتوح الذي يوفر وصول الهواء الطلق هو حقاً ما يفرّق بين الاثنين.
إن كلاً من الدجاج الطليق والدجاج العضوي، والذي يعيش خارج الأقفاص يمثل تحسناً كبيراً بالنسبة للأوضاع العادية التي يعيشها الدجاج الذي يضع البيض في الولايات المتحدة، فتبعاً لوزارة الزراعة الأميركية، منذ آذار 2015، لم يكن هناك سوى 6.4% من الدجاج الذي يضع البيض في الولايات المتحدة يعيش في بيئات خالية من الأقفاص، أما بالنسبة للـ93.6% المتبقية فهي تعيش جميعاً أسيرة الأقفاص، ولكن منتج البيض (UEP)، ومجموعة التجارة والصناعة لإنتاج البيض في الولايات المتحدة، يوصون بأن توفر هذه الأقفاص مساحة تتراوح بين 67-86 بوصة مربعة قابلة للاستخدام لكل طائر، لتحسين ظروف رعاية الحيوان، ولتوضيح هذا الأمر، فإن هذه المساحة تعادل مساحة أصغر من مقاس الورقة النموذجية، والذي هو 93.5 بوصة مربعة، ولكن وتبعاً لـ(UEP)، فإن المبادئ التوجيهية لحجم الأقفاص، تقوم على أسس علمية، وقد تم وضعها من قبل لجنة استشارية مستقلة، فبحسب (غريغوري تشاد)، الرئيس والمدير التنفيذي لمنتجي البيض (UEP)، فإنه وبغض النظر عن الطريقة المتبعة في إيواء الدجاج، فإن مزارعي البيض يعملون بلا كلل لضمان توفير الرعاية الممتازة للدجاج ضمن بيئة آمنة ومريحة.
ولكن لا يتفق الجميع مع هذا التقييم، فالطيور التي يتم وضعها في الأقفاص لا تمتلك المساحة الكافية لنشر أجنحتها، مما يجعلها حبيسة الأعمال الزراعية”، لذلك تم حظر الأقفاص في أوروبا في عام 2012.
لهذا، تعتبر التربية ذات النطاق الحر خطوة كبيرة إلى الأمام، ولكن هذه القفزة قد لا تكون بالحجم والأمل المتوقعين، فإذا كنت تبحث عن بيض يعتمد الظروف الأفضل في إنتاجه، فإن الخيار الأفضل هو البحث في سوق المزارعين المحليين حيث يمكنك أن تسأل المزارع مباشرة عن ظروف حياة الدجاج.