تعتزم بريطانيا بناء ميناء فضائي لاستخدامه في أغراض تجارية، حيث سيتم استعماله لإطلاق بعثات بشرية وأقمار صناعية تجارية إلى الفضاء، وقد وضعت الحكومة البريطانية قائمة بثمانية مواقع يمكن أن يتم استخدامها لبناء الميناء الفضائي، وسيتم الإعلان يوم الثلاثاء القادم في معرض (Farnborough) الجوي عن الموقع الذي سيتم بناء الميناء الفضائي فيه، علماً أنه سيتم استعمال هذا الميناء من قبل شركتي (Virgin Galactic) و (XCOR) لإطلاق رحلات سياحية فضائية، ومن المخطط أن يتم الانتهاء من بناء الميناء الفضائي بحلول عام 2018.
وقال وزير العلوم ( ديفيد ويليتس)، بأن الحكومة البريطانية عملت على وضع قواعد ناظمة للعمل في الرحلات الفضائية، وقامت بوضع ضوابط للطيران الفضائي ، وبعدها تم إنشاء قائمة مختصرة للمواقع المقترحة لبناء أول ميناء فضائي بريطاني.
مبدئياً فإن قائمة المواقع المقترحة ما تزال سرية حتى الافصاح عنها يوم الثلاثاء المقبل، ولكن يتوقع الخبراء أن قائمة المواقع قد تشمل مواقع في شمال اسكتلندا، وبريستول، ونورفولك، ولوسيموث، ويعتبر الموقع الأخير (لوسيموث) الواقع على ساحل موراي في اسكتلندا هو أكثر موقع مرشح ليكون قاعدة ميناء الفضاء الجديد،كون هذا الموقع هو أساساً المركز الرئيسي لحوامات الانقاذ ، كما أن شركة (Virgin Galactic) أعلنت بأنها تعتبر (لوسيموث) كموقع مرغوب فيه لإطلاق رحلاتها الفضائية، وقد تم دعم هذا الاقتراح من قبل الحزب الوطني الاسكتلندي، أما بالنسبة لخبراء آخرين فهم يرجحون اختيار موقع (Filton) وهو مطار حربي قديم بالقرب من بريستول.
تخطط شركة (Virgin Galactic) لإقلاع أول رحلة فضائية لها من ميناء نيو مكسيكو الفضائي في نهاية هذا العام، حيث ستكون تكلفة الرحلة حوالي مبلغ 120.000 جنيه استرليني للراكب الواحد، ومن المقرر أن تتم الرحلة على متن طائرة فضائية صغيرة وستستغرق حولي 150 دقيقة سترتفع خلالها الطائرة لمسافة 100 كيلو متر في السماء (62 ميل)، وسيختبر الركاب بهذه الطائرة شعور انعدام الجاذبية لمدة ست دقائق، وتقول الشركة بأنها تسعى لافتتاح موانئ فضائية في بلدان أخرى حول العالم، وهذا سبب قيام شركة (Virgin Galactic) بإجراء محادثات مع الوزراء الاسكتلنديين بهدف ترشيح موقع (لوسيموث) ليكون مركزاً للميناء الفضائي الجديد.
يقول خبراء بأنه يوجد اعتبار آخر من شأنه أن يؤثر على اتخاذ القرار بشأن موقع الميناء الفضائي، وهو اشتراك شركة (Reaction Engines) العائدة للمخترع (آلان بوند) في إطلاق رحلات فضائية من الميناء الفضائي، حيث تعمل هذه الشركة على تصنيع طائرات فضائية قابلة لإعادة الاستعمال تدعى (Skylon) التي تقوم بالإقلاع والهبوط كالطائرات العادية، ويتوقع الخبراء أن اشتراك هذه الشركة في إطلاق الرحلات الفضائية من الميناء الفضائي البريطاني سيؤثر على قرار الحكومة البريطانية باختيار الموقع، كون الحكومة قد استثمرت حوالي 60 مليون جنيه استرليني في مشروع (بوند).
أخيراً، فإن القرار الذي اتخذته الحكومة البريطانية لبناء موقع الإطلاق، يمثل تغيراً كبيراً في موقف الحكومة من صناعة الفضاء، كونه وحتى وقت قريب، كان الوزراء البريطانيون غير مهتمين بأي مشروع فضائي، ولكن النمو الهائل الأخير للشركات الفضائية البريطانية، اضطرهم إلى إعادة التفكير، ويتوقع أي يتم الإعلان في يوم الثلاثاء المقبل، عن أن قطاع صناعة الفضاء في بريطانيا قد نما بنسبة 7.2٪ خلال العامين الماضيين، حيث تبلغ قيمته الآن أكثر من 11 مليار جنيه استرليني بكادر مؤلف من حوالي 34.000 موظفاً، وتهدف الحكومة البريطانية على المدى الطويل إلى رفع قيمة قطاع صناعة الفضاء إلى حوالي 40 مليار جنيه استرليني في عام 2030، وأن يتم الوصول لتوظيف كادر يفوق الـ 100.000 موظفاً.