وصل برنامج نجوم العلوم مرحلة تُعد هي أكثر المراحل تشويقًا إلى الآن في موسمه العاشر، فبعد التصفيات، دخل المتسابقون المختبرات. من أصل 24 متسابق، تم ترشيح تسعة لعبور تصفيات المجلس العلمي من الأسبوع المنصرم، ليستعرضوا أهم الإختراعات العربية لهذه السنة.
الإثارة لم تتوقف على المحتوى العلمي وفحواه فحسب، بل إنّ العامل النفسي لعب دورًا أساسيًا لإبراز ماهية وسلوك المشاركين تحت الضغوط والتحديات. من المختبر إلى التقييم، يقف اليوم ثلاثة متسابقون وهم وليد وآنا وعبدالله أمام لجنة التحكيم ليتم تقييم ما تم نسجه وحياكته هندسيًا وطبيًا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
إقرأ أيضا: 9 مشتركون تأهلوا لدخول مختبرات نجوم العلوم اكس
لا تصنع مشكلة لاختراعك في نجوم العلوم
كان أول المشاركين لحلقة هذا الأسبوع من برنامج نجوم العلوم اكس، هو الدكتور وليد، المختص في الأمراض العصبية ويعمل كمستشار في مسشتفيات ألمانية في الجراحة العصبية، يتحدث الدكتور وليد عن مشروعه “عند تكوين الجنين، تتكون العين أصلها من المخ، وعندما تخرج العين من المخ إلى الخارج، كانت فكرتنا أنّ كل ما يحدث في المخ يمكن رؤيته أيضًا عن طريق العين” بعد دراسةٍ طويلة، استطاع الدكتور وليد أن تحليل الأوعية الدموية للعين يُمّكن من اكتشاف مؤشرات لحدوث جلطة دموية في الدماغ عبر تغير حالة الشرايين، والاختراع الذي يسعى إليه، هو نظارة يتم وضعها على عين المريض فتقوم بتصوير شبكية العين وبعدها يتم تحليل بيانات الفيديو ومن خلالها يمكن معرفة الحالة الحرجة التي وصلها المخ، يحدثنا الدكتور وليد عن جهازه “يجب أن يكون دقيق جدًا، نقيس الحركة بالمايكروميتر -–حدة طول تعادل جزء من مليون من متر— ولو مال الجهاز نصف ملم عن الهدف المطلوب، فلن يكون بمقدوري معرفة أي شيء.”
كانت العقبة الكبرى بالنسبة لاخترعه هو إيجاد خوارزمية ليست لها وجود من قبل ولم يتم ابتكارها بعد، خوارزمية تربط بين الجانب الطبي والجانب التقني، لكي يعمل الجهاز على تحليل البيانات بالشكل المطلوب.
إقرأ أيضا: الأفكار العلمية بين الرفض والقبول في الحلقة الأولى من برنامج نجوم العلوم اكس
أما بالنسبة للمتسابقة الثانية وهي المهندسة آنا، واختراعها كرسي ذكي متعدد الوظائف، يقوم بقياس حرارة الطفل ومستوى التنفس بدون اتصال مباشر، وأيضًا يقيم حالة حافظة الطفل إن كانت بحاجة إلى تغيير. وبما أن الجهاز يتعلق بالأطفال، فإن أعين الحكام والمراقبين بدت مراقبة بشدة لهذا الجهاز، لمدى حساسية الأمر.
في جهاز السيدة آنا هناك تسعة أجهزة استشعار موضوعةً بعناية على ممسك الكرسي من الأعلى وأيضًا على الأحزمة. بدا الموضوع في البداية سهل التطبيق، لكن كانت هناك تحديات حقيقية تواجه السيدة آنا، إذ أنّ الفكرة الأسياسية وهي رصد مستوى التنفس بدون اتصال لم يعمل بالشكل المطلوب في البداية، ومع مزيد من الاصرار والكثير من التوتر، وصلت أخيرًا المتسابقة الثانية إلى إيجاد حلًا لكن لم تقم بالتحقق من مدى فعاليته بعد. ذهب جهاز الكرسي الذكي الآن إلى غرف الفحص، وتوقع النتائج يبدو مبهم في ظل الغموض الرهيب الذي خيّم على لجنة التحكيم والمتسابقة.
إقرأ أيضاً: عشر سنوات على نجوم العلوم – أين نحن اليوم؟
وكعادة البرنامج في استضافة خريجيه السابقين على مدار مواسمه التسعة الماضية، ضيفة حلقة اليوم هي المهندسة جنان الأشهب من الكويت، التي شاركت في نجوم العلوم في موسمه الثاني قبل ثمانية أعوام، تقولُ السيدة جنان بمناسبة عودتها “لا أصدق بأن عشر سنوات قد مرّت على نجوم العلوم، أنا كنت من المشاركين في موسمه الثاني، ومنذ ثمانية سنوات إلى اليوم، جنان التي كانت طالبة في بداية مسيرتها الجامعية استطاعت أن تحقق أحلامها وأن تتغلب على كل الصعوبات التي واجهتها” ثم تضيف متحدثة عن انجازاتها العلمية “كبر طموحي بعد البرنامج واستطعت أن أسس شركة لتصنيع الخلايا الكهرومغناطيسية، وقد حصلت على إثر ذلك جائزة الكويت لأفضل عشر مهندسات، وبعدها حصلت على جائزة المهندسة اليافعة في مستوى الوطن العربي.”
وأخيرًا وليسَ آخرًا، والمتسابق الدكتور عبدالله من الكويت، واختراعه جهاز يقوم بحساب معدل اللاكتات التي يفرزها الجسم أثناء المجهود البدني، يقول السيد عبدالله “لقد خضتُ تجارب كثيرة في حياتي، وعملت مع رياضيين محترفيين، كانت لدي مشكلة كيف يمكننا أن نضبط أداء اللاعب الرياضي” ثم يضيف “خلال العشر السنوات القادمة، أهدف إلى الاستغناء عن الإنسان في مجال التدريب البدني، وأن يحل مكانه آلات رياضية.” إنّ الابتكار الذي يقدمه هو حل يساعد اللاعب الرياضي على مراقبة التطور في أدائه في الملعب، بدلًا من الذهاب إلى المختبرات للقيام بمنح عينات من دمه لحساب معدل اللاكتات الناتجة. تعد اللاكتات مادة حمضية بطبيعتها، تساعد على تفكيك الجلكوز في جسم الإنسان، الذي بدوره يقوم بمنح الطاقة الكافية للجسم للقيام بمجهودٍ ما. وفي الغالب يتوجه الجسم إلى استهلاك الطاقة من الجلكوز بكميات كبيرة حينما لا يكفيه الطاقة الهوائية القادمة عبر عملية التنفس.
بعدما أتم المتسابقون الثلاثة رحلاتهم في المختبرات، يواجهون الآن النتائج أمام لجنة التحكيم، الكثير من الضغط والتوتر يخيم على الأجواء، من ثلاثة مرشحين، أحدهم لن يكون معهم في ما تبقى من نجوم العلوم اكس.